"لدينا الكثير من العنف في أوروبا بالفعل اليوم. لا نتحمل اندلاع صراع آخر". بهذه الكلمات دعا الاتحاد الأوروبي على لسان ممثله الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إلى خفض التوترات واستعادة الهدوء في شمال كوسوفو.
إعلان
قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الثلاثاء (30 أيار/ مايو 2023) إن الاتحاد الأوروبي" يدين بأقوى العبارات العنف في شمال كوسوفو" خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف "الأعمال العنيفة ضد المدنيين والإعلام وقوات إنفاذ القانون وقوات حفظ السلام الدولية (كفور) أمر غير مقبول إطلاقاً، حيث أنه يؤدي لحدوث وضع خطير للغاية".
ودعا بوريل اليوم قادة كوسوفو والصرب للعمل على خفض التوترات واستعادة الهدوء في شمال كوسوفو.
وأضاف: "أتوقع أن تعلق سلطات كوسوفو عملية الشرطة، التي تركز على مباني البلدية في شمال كوسوفو، وأن ينسحب المتظاهرون العنيفون". وأردف: "لدينا الكثير من العنف في أوروبا بالفعل اليوم. لا نتحمل اندلاع صراع آخر"، مضيفاً أنه يأمل أن يتم الإنصات لحديثه.
وتبقى الأجواء متوترة الثلاثاء في شمال كوسوفو حيث تجمع محتجّون صرب مجدداً أمام بلدية زفيتشان بعد يوم من مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة أكثر من ثلاثين عنصراً من قوّة حفظ السلام وأكثر من 50 متظاهراً.
روسيا تدعو الغرب إلى وقف "دعايته الكاذبة"
وقاطع الصرب الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في شمال كوسوفو في تشرين الثاني/ نوفمبر في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في نيسان/ أبريل لإنهاء الفراغ المؤسسي. وفاز رؤساء البلديات الألبان في انتخابات محلية نظمتها سلطات كوسوفو في 23 نيسان / أبريل في أربع بلديات معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، إذ لم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين.
وبدورها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ندعو الغرب إلى إنهاء دعايته الكاذبة والتوقف عن إلقاء اللوم في الأحداث في كوسوفو على الصرب المدفوعين باليأس الذين يسعون سلمياً (..) للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم المشروعة".
وأضافت "يجب اتخاذ إجراءات حاسمة لخفض التصعيد وليس أنصاف إجراءات" تقول موسكو إن الولايات المتحدة اقترحتها. ورأت روسيا أن إنشاء "مجتمع من بلديات صربية" هو "الشرط الأساسي للحوار الذي يمكنه وحده أن يعطي فرصة لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة".
وتشهد كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008، مواجهات متكررة في الشمال حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بكاملها.
ويعيش حوالى 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من الألبان.
خ.س/ ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
الأوبئة والألغام: أبعاد جديدة لكارثة فيضانات البلقان
مخاطر الفيضانات في منطقة البلقان مازالت غير واضحة الأبعاد في ظل مخاوف من انتشار الأوبئة وإمكانية انفجار ألغام قديمة. المناطق المتضررة بحاجة ملحة لمساعدات إذ فقد العديد من البشر كل ما يمتلكون بسبب الكارثة.
صورة من: picture-alliance/AA
منازل مدمرة
مياه الفيضان تختفي لكن الخسائر تبقى كما هو الحال في هذه المنطقة القريبة من بلغراد والتي دمرت فيها منازل بالكامل سواء بسبب ارتفاع معدلات المياه أو الانهيارات الأرضية. حيث فقد الكثير من السكان كل شيء وصار عليهم بناء حياتهم كلها من جديد.
صورة من: Reuters
المياه أغرقت كل شيء
يظهر حجم الكارثة بوضوح من الجو لاسيما في مدينة برتشكو شمال البوسنة والتي تدمرت بشكل كبير خلال حرب البوسنة في تسعينات القرن الماضي. تكشف الفيضانات عن بعض آثار الحرب والمتمثلة في الألغام المزروعة في أنحاء واسعة من البلاد.
صورة من: Reuters/Dado Ruvic
إرث قابل للانفجار
يحذر الخبراء من مخاطر انفجار الألغام. تم تحديد العديد من حقول الألغام وتنظيفها لكن الفيضانات تزيد من خطورة انتقال الألغام القديمة من أماكنها لتستقر على بعد كيلومترات عديدة. تعد البوسنة والهرسك من أكثر دول العالم التي تحتوي على ألغام مزروعة في أراضيها.
صورة من: DW/E. Musli
بيئة مثالية لانتشار الأوبئة
لا تقتصر المخاطر على الألغام فحسب بل تمتد للأوبئة المحتملة فالمخلفات والحيوانات النافقة مع درجات الحرارة المرتفعة تعد بيئة مثالية لانتشار أمراض مثل حمى التيفوئيد والالتهاب الكبدي. الإمدادات السريعة بمياه الشرب النظيفة مسألة ضرورية لحماية الناس هناك.
صورة من: DW/M. Camdzic
مهمة صعبة لعناصر الإغاثة
التدمير الذي لحق بالبنية التحتية يعيق عمل عناصر الإغاثة فالفيضانات دمرت الشوارع والكباري لذا تبقى الإمدادات الجوية هي أفضل طريقة للوصول للمتضررين.
صورة من: Reuters
مكان جاف للنوم
المكان الوحيد الذي يمكن الفرار إليه هو ساحة ضخمة كتلك الساحة الرياضية في بلغراد والنوم على مرتبة موضوعة على أرض جافة داخل الصالة. تشير التوقعات إلى أن الفيضانات أدت إلى تشريد الآلاف. إعادة بناء المنازل المدمرة قد يحتاج لسنوات.
صورة من: Reuters/Marko Djurica
حاجة للتبرعات
من يضطر للخروج من منزله بسرعة لا يأخذ عادة معه حتى أبسط الأشياء التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية لذا فإن المتضررين من كارثة الفيضانات بحاجة ملحة للتبرعات.
صورة من: Reuters
مساعدات من الخارج
بدأت المساعدات في التدفق على المناطق المنكوبة. أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن تخصيص الحكومة الألمانية 650 ألف يورو إضافية للمتضررين من الكارثة ليصل إجمالي حجم المساعدات الألمانية لنحو مليون يورو. تتدفق المساعدات الألمانية عبر إحدى منظمات الإغاثة التي يعمل لصالحها أكثر من 60 شخص في المناطق المتضررة.