الاتحاد الأوروبي يرفض اقتراح بوريل لتجميد الحوار مع إسرائيل
١٨ نوفمبر ٢٠٢٤
رغم الانتقادات التي تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية بسبب إدارتها للحرب في غزة، لن يعلق الاتحاد الأوروبي حواره السياسي المنتظم مع إسرائيل في الوقت الحالي كما اقترح مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل. ولألمانيا دور في ذلك.
إعلان
رفض وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) اقتراحا قدمه مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل لتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل لمخاوف من احتمال وقوع انتهاكات في الحرب في غزة.
وكان المسؤول الأوروبي الرفيع قد وجه رسالة مكتوبة إلى وزراء الخارجية قبل اجتماع اليوم في بروكسل أشار فيها إلى "مخاوف جدية إزاء الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي الإنساني في غزة". لكن بوريل ومسؤولين آخرين قالوا إن الوزراء لم يوافقوا على هذا الاقتراح.
وقال دبلوماسيون إن المسؤولين الذين لم يدعموا مبادرة بوريل في الاجتماع كان من بينهم وزراء خارجية ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر وهولندا.
ومع ذلك، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن انفتاحها على اتخاذ إجراءات ضد أعضاء في الحكومة الإسرائيلية ممن يشككون في حق الفلسطينيين في الوجود أو القانون الدولي.
وكان بوريل قد قال إنه اقترح تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب سلوكها في الحرببقطاع غزة.
كما طرح بوريل مؤخرا اقتراحا باتخاذ إجراءات عقابية ضد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وزميله وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. وعلاوة على ذلك، كان بوريل يريد حظر استيراد المنتجات من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تعد غير قانونية وفقا للقانون الدولي.
وقال بوريل في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الأخير له قبل مغادرته منصبه في ديسمبر/ كانون الأول المقبل إنّ "معظم الدول الأعضاء رأت أن من الأفضل كثيرا استمرار العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع إسرائيل".
وأضاف "لكنني على الأقل أطرح على الطاولة جميع المعلومات التي تأتينا من منظمات الأمم المتحدة وكل منظمة دولية تعمل في غزة والضفة الغربية ولبنان من أجل الحكم على الطريقة التي تدار بها هذه الحرب".
ويذكر أن الحوار السياسي مع إسرائيل يتم تنظيمه وفقا لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2000.
وقال وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي "نعلم أن هناك أحداثا مأساوية في غزة وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين لكننا لا ننسى من بدأ الدائرة الحالية من العنف"، في إشارة إلى حركة حماس. وأضاف "يمكنني أن أبلغكم بأن فكرة تعليق المفاوضات معإسرائيل لم تحظ بموافقة".
وينص اتفاق أوسع بخصوص العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على إقامة حوار سياسي يتضمن علاقات تجارية واسعة النطاق. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في يونيو حزيران 2000. ويتطلب تعليق الحوار موافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27.
ويسعى التكتل جاهدا للاتفاق على موقف موحد قوي بشأن الحرب في غزة والتي اندلعت عقب الهجوم الإرهابي الذي شنه مسلحو حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
ودعا التكتل حركة حماس إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، وحث الطرفين على احترام القانون الدولي.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية
ع.أ.ج/ أ.ح/ ع.ج (د ب ا، رويترز)
حصيلة ثقيلة جراء الهجوم على إسرائيل.. انقسام عربي وإدانة غربية
"يوم قاسٍ" عاشته إسرائيل حسب قياداتها بعد تنفيذ حماس هجوما كبيرا أدى لمقتل وأسر المئات، غالبيتهم مدنيين. نتنياهو توعد بالرد، والغرب أعلن دعمه الكامل لإسرائيل. في المقابل اتسمت مواقف البلدان العربية والإسلامية بالانقسام.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، قامت حركة حماس، يوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهجوم كبير على إسرائيل عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلاً عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة. وقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من جهازي الشرطة والجيش، فضلاً عن أسر العشرات، في الهجوم الإرهابي.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
حصيلة القتلى في ارتفاع وجلهم مدنيين
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". تجاوزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 700 شخص، بينهم 73 عسكرياً فضلا عن مئات الجرحى. القتال استمر داخل مدن إسرائيلية محاذية لغزة لليوم الثالث تواليا، ما دفع إسرائيل إلى إخلاء جميع سكان غلاف غزة، معلنة أنها في "حالة حرب".
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
إسرائيل تتوعد بالرد
أطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، اسم "طوفان الأقصى" على هجومها قائلة إنه جاء ردا على "العدوان الإسرائيلي" في القدس. في المقابل أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، واستدعت 300 ألف جندي احتياط، وقصفت المئات من الأهداف في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حصار مطبق على القطاع.
صورة من: dpa
المأساة كذلك في غزة
في الجانب الفلسطيني، الوضع الإنساني كذلك في غاية الصعوبة، وزارة الصحة في غزة أكدت وقوع حوالي 500 قتيل ومئات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 123 ألف شخص داخل القطاع الذي يعاني مسبقا من تدهور الخدمات الأساسية، كما سقط قتلى فلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
صورة من: Ibraheem Abu Mustafa/REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حق هذه الأخيرة الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملة طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
انقسام عربي
الإمارات وصفت هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة كانت لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد" لكنها دعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
ماذا بشأن السعودية وإيران وتركيا؟
توجهت أيضا الأنظار لموقف السعودية التي يتردد أنها مقبلة على التطبيع مع إسرائيل. الرياض طالبت بوقف التصعيد، لكنها ذكرت "تحذيراتها من انفجار الأوضاع نتيجة الاحتلال". إيران وقفت بوضوح إلى جانب حماس لكنها نفت ضلوعها في الهجوم ردا على اتهامات إسرائيلية وأمريكية، فيما دعت تركيا التي تحسنت علاقاتها بإسرائيل مؤخراً، إلى "دعم السلام" و"عدم الإضرار بالمدنيين".