بعد ورود معلومات عن "انتشار جنود أميركيين على الحدود بين كولومبيا وفنزويلا"، جدد الاتحاد الأوروبي تمسكه بإيجاد مخرج سلمي للأزمة في فنزويلا من خلال إجراء انتخابات رئاسية. بروكسل حذرت من عواقب أي تصعيد عسكري هناك.
إعلان
الوضع في فنزويلا
02:33
في موقف يتناقض مع ما تتبناه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم الاثنين (18 شباط/ فبراير 2019) رفضها لتبني الخيار العسكري في الأزمة الفنزويلية. وقالت خلال مؤتمر صحافي إثر اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد "لقد استبعدنا بشكل قاطع أي دعم من قبل الاتحاد الأوروبي لتصعيد عسكري في فنزويلا، أو أي قبول بذلك".
بيد أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس دعا إلى ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس نيكولاس مادورو. وأضاف قائلا: "ليس واردا أن يمارس (مادورو) لعبة الوقت وينتصر في النهاية. لهذا السبب، من المهم أن نبقي الضغط على النظام"، مشيرا إلى إمكان فرض عقوبات جديدة.
موغيريني رفضت أي إجراء يطال سكان فنزويلا واقتصادها، لكنها لم تستبعد إضافة أسماء جديدة إلى قائمة الأفراد في نظام مادورو المحظور عليهم دخول الاتحاد الأوروبي. وقالت "ستكون عقوبات محددة ومبررة بمسؤولية عن أعمال العنف أو إعاقة الديموقراطية".
من جانبه أعرب وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل عن قلقه حيال معلومات تتحدث عن "انتشار جنود أميركيين على الحدود بين كولومبيا وفنزويلا". وصرح لدى وصوله إلى الاجتماع "يجب تأكيد هذه المعلومات (...) ولكن علينا تجنب تصعيد عسكري في فنزويلا بكل السبل".
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "لن نخرج من الأزمة السياسية في فنزويلا إلا عبر انتخابات رئاسية (...) وهذا المخرج الدبلوماسي بالنسبة إلينا يعود إلى خوان غوايدو (رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض) لأنه يتمتع حاليا بالشرعية لإجراء هذه الانتخابات".
وأوضحت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي وأوروغواي، اللذين يشاركان في ترؤس مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بفنزويلا، سيرسلان بعثة تقنية "هذا الأسبوع" إلى كراكاس بهدف "تقييم الدعم الواجب تقديمه لفتح الطريق أمام انتقال ديموقراطي وسلمي" وخصوصا إجراء "انتخابات رئاسية حرة".
وأكدت أن أعضاء البعثة "سيلتقون مختلف الأفرقاء"، مضيفة "نسعى إلى مخرج سلمي لهذه الأزمة".
أ.ح/ع.خ (أ ف ب)
صراع شرس على السلطة في فنزويلا
عدد متزايد من الناس يخرجون في فنزويلا إلى الشارع، بعضهم يدعمون الرئيس نيكولاس مادورو وآخرون يحتفون بخصمه خوان غوايدو، إذ يظل التوتر السياسي في ازدياد. مشاهد من بلد يشهد غلياناً سياسياً واجتماعياً.
صورة من: Reuters/C. G. Rawlins - picture-alliance/dpa/Xinhua
الخصم
هل هو الرجل القوي الجديد في فنزويلا؟ خوان غوايدو البالغ من العمر 35 عاما الذي هو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في فنزويلا يريد قيادة البلد إلى مستقبل جديد. وفي الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2019 أعلن نفسه رئيساً انتقالياً لفنزويلا ـ ما يُعد تحديا خطيراً للرئيس المنتخب الموجود في السلطة نيكولاس مادورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/sincepto/R. Hernandez
النضال من أجل المنصب !
مادورو أوضح مؤخراً أنه لا يريد الدعوة إلى انتخابات جديدة، كما يطالب بذلك كثيرون. لكنه يواجه معارضة قوية يتهمه ممثلوها بتحمل مسؤولية تدهور الاقتصاد في البلاد حيث يعاني السكان من نسبة تضخم تتجاوز مليون في المائة. كما أنهم يتهمونه بالمراهنة أكثر على استخدام العنف.
صورة من: Reuters/M. Quintero
ليس وحيداً
وعلى الرغم من المعارضة المتنامية ضده، ينعم مادورو بدعم قطاعات كبيرة من الشعب ممن يعتقدون أن العدالة الاجتماعية وتساوي الفرص لن يتحقق إلا معه. وشعارهم هو اللون الأحمر، لون الاشتراكية. والجماهير الحمراء توحي لمادورو أنه ليس وحيدا في خندقه.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
نحن كثر
لكن حتى غوايدو بإمكانه أن يعول على أنصاره. وبخلاف أتباع مادورو فإنهم لا يراهنون على لون رمزي، بل على العلم الفنزويلي بالأحمر والأزرق والأصفر بنجومه البيضاء الثمان، ورسالتهم هي أن القضية هي الوطن وليس مذهب سياسي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Parra
اقتصاد متهاوٍ
السبب الرئيسي وراء الاحتجاجات هو أن اقتصاد البلد الذي كان غنياً، تهاوى في السنوات الأخيرة. وبسبب سعر النفط المنخفض تتدفق أموال أقل على صندوق الدولة. والقدرة الشرائية للمواطنين تتراجع بسبب التضخم. والنتيجة هي رفوف فارغة في كل المحلات التجارية، ومن أجل تفادي الجوع رحل كثير من الفنزويليين إلى الخارج.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Vautierle Pictorium
تضامن مع فنزويلا
هذه العائلة ـ مثل كثير من الفنزويليين ـ هربت إلى البرازيل. وبعدما تم قبول افرادها هناك كلاجئين، فإنها في طريقها إلى مدينة بوا فيستا حيث تنوي الاستقرار. واللافتة التي يحملها الرجل في الصورة توحي باستعداد البرازيليين على المساعدة، وهم متضامنون في غالبيتهم.
صورة من: Reuters/N.Doce
"وقت العمل"
يضيق الوضع بالنسبة إلى مادورو، إذ أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس دعا إلى الإطاحة بمادورو. وقال أمام مئات من المهاجرين الفنزويليين في فلوريدا:" الوقت حان لإنهاء ديكتاتورية مادورو". وأضاف بأنّ "هذا ليس وقت الحوار، بل إنه وقت العمل". وقال نائب الرئيس الأمريكي بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
صورة من: picture-alliance/AP/B. Anderson
رياح عاتية من الاتحاد الأوروبي
وحتى من جانب الاتحاد الأوروبي تهب رياح قوية في وجه مادورو. فألمانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا وهولندا وبلجيكا اعترفت بغوايدو كرئيس انتقالي شرعي. وتجاهل مادورو المهلة الزمنية التي وضعتها الدول الأوروبية للدعوة إلى انتخابات جديدة. ووافق البرلمان الأوروبي قبلها على الاعتراف بخوان غوايدو كرئيس انتقالي في فنزويلا.
صورة من: European Union/EP
لا تكن جاهلا
هذا المتظاهر يحث مواطنيه على الوقوف بشكل أوضح ضد مادورو. "لا تكن جاهلا ولا تكن غير مبال"، كُتب على اللافتة. "بكسلك لن ننتصر على الديكتاتورية".
صورة من: Getty Images/AFP/F. Parra
ضابط يتخذ موقفا
حتى بعض العسكريين بدأوا يتنصلون من مادورو. خوسي لويس سيلفا، الملحق العسكري لفنزويلا في واشنطن انحاز إلى جانب غوايدو. وقال هذا الضابط:" إنه الرئيس الشرعي الوحيد". وفي واشنطن تترك هذه التصريحات صدى إيجابيا.
صورة من: Reuters/J. Roberts
قوة الدولة
مازالت قوى الأمن تتحرك إلى جانب مادورو. وهي تعمل بحزم ضد المتظاهرين الذين لا يتردد بعضهم في استخدام العنف. وأدت المواجهات في الشوارع إلى سقوط بعض القتلى.
صورة من: Reuters/M. Quintero
اختبار القوة
إلا أن المتظاهرين لا ينحنون. "القوة"، كتبت هذه المتظاهرة الشابة من أنصار غوايدو على شريط في العنق. وحتى الجانب الآخر يبرهن على حزم في مواقفه. فالبلاد تقف أمام اختبار قوة حاسم. كيرستن كنب / م.أ.م