الاتحاد الأوروبي يرفض تقديم تنازلات و"مأزق الموز" يهدد بفشل المفاوضات
١٩ يوليو ٢٠٠٨قالت آنماري إيدراك، وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية، التي تتولى بلادها حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي إن الاتحاد الأوروبي "استنفد مناوراته فيما يتعلق بالزراعة ولا يمكنه تقديم المزيد، لذلك لن نقدم أي تنازلات أخرى". لكن الوزيرة الفرنسية أكدت، أن الوزراء الأوروبيين اتفقوا على توحيد قواهم، مشيرة إلى أن الدول الأعضاء بالاتحاد جددت تأييدها لمقترح المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون، بخصوص قبول اتفاق لفض النزاع صاغه المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي، يقضي بخفض تدريجي للتعريفات المفروضة على واردات الاتحاد الأوروبي من الموز من أمريكا اللاتينية.
وقالت إيدراك، التي كانت تتحدث على هامش الاجتماع الاستثنائي لوزراء دول الاتحاد الأوروبي الذي عقد أمس الجمعة في بروكسل لإعداد إطار عمل لمحادثات منظمة التجارة العالمية، أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي إحداث توازن بين مطالب المنتجين في أمريكا اللاتينية والحاجة لتشجيع النمو الاقتصادي في الدول الأفقر في أفريقيا ومنطقتي المحيط الهادي والبحر الكاريبي ومصالح منتجي الموز في الاتحاد الأوروبي. ويواجه الاتحاد الذي يضم 27 دولة مخاطر حدوث انقسام داخله حيث تركز الدول الأعضاء الواقعة جنوب الاتحاد بشكل أساسي على القطاع الزراعي، بينما تبدي دول شمال الاتحاد اهتماما أكبر بالخدمات والقطاع الصناعي.
"مأرق محادثات المـوز"
لكن من جانب أخر وعلى صعيد المحادثات في منظمة التجارة العالمية، أخفقت قال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى منظمة التجارة العالمية، ايكارت جوث، إن دول أمريكا اللاتينية رفضت تسوية توسط فيها باسكال لامي المدير العام للمنظمة. وأبلغ جوث الصحفيين أن دول أمريكا اللاتينية لا تقبل الحل المقترح من قبل لامي، مشيرا إلى أن هذا المقترح لايزال على الطاولة، والاتحاد الأوروبي يقبل به.
وكان الأمين العام لمنظمة التجارة العالمية قد عرض التوصل إلى حل وسط في الخلاف طويل الأمد، الذي شهد قيام مزارعي أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة برفع دعاوى قضائية كللت بالنجاح أمام منظمة التجارة العالمية ضد نظام استيراد الموز للاتحاد الأوروبي. ويتضمن مقترح لامي خفض التعريفات إلى 116 يورو بحلول عام 2015 وأن يكون الخفض الأول بواقع 26 يورو في مقابل سحب دول أمريكا اللاتينية الدعاوى المرفوعة أمام منظمة التجارة العالمية وعدم تقديم أي شكاوى أخرى.
وبموجب اصلاح سابق خفض الاتحاد التعريفات المفروضة على الموز من موردين آخرين إلى 176 يورو للطن لكن منتجي أمريكا اللاتينية يقولون إن هذا لايزال مرتفعا جدا. ويمنح الاتحاد الأوروبي اعفاء جمركيا لواردات الموز من المستعمرات الأوروبية السابقة في إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي.
ويعد مأزق "محادثات الموز" من أكثر الخلافات استعصاء على الحل وأطولها أمدا، كما أنها تهدد بإفشال محادثات المحاولة الأخيرة المزمعة الأسبوع القادم للتوصل إلى اتفاق تجارة عالمي في إطار جولة الدوحة.