مهد الاتحاد الأوروبي الطريق لفرض عقوبات جديدة على روسيا بتهمة تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.

وقد اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين (12 اكتوبر/تشرين الأول 2020) في اجتماع عُقد في لوكسمبورغ على بدء الاستعدادات اللازمة لذلك، كما علمت وكالة الأنباء الألمانية من عدة مصادر دبلوماسية. 

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ثلاثة مصادر تأكيدها بأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أتفقوا على فرض عقوبات على روسيا، وعن وجود اتفاق سياسي لبدء العمل في وضع اللمسات الأخيرة لهذه العقوبات على أساس المقترحات التي تقدمت بها فرنسا وألمانيا.
 

دعوة ألمانية فرنسية لعقوبات جديدة

بدوره دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى تأييد المقترح الفرنسي-الألماني بفرض عقوبات جديدة على روسيا.

وقال ماس اليوم الاثنين على هامش مشاورات بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ إن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أكدت أن تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني يعد انتهاكا لاتفاقية الأسلحة الكيماوية، مضيفا أن ذلك لا يمكن أن يمر بدون عواقب.

وقال ماس إن بلاده اقترحت بالتعاون مع فرنسا معاقبة "أشخاص معينين"، مشيرا إلى أنه يجب الآن تحديد الإجراءات اللاحقة التي ستُتتخذ في هذا الصدد.

وانهار نافالني في 20 آب/أغسطس الماضي على متن رحلة طيران داخلية في روسيا. وعقب هبوط اضطراري في مدينة أومسك السيبيرية، تم نقله إلى مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين بناء على طلب من عائلته.

وغادر نافالي - 44 عاما - المستشفى عقب مكوثه فيها على مدار شهر تقريبا، إلا أنه لم يتعاف تماما حتى الآن، ويخصع لإعادة تأهيل في العاصمة الألمانية.

ويشتبه نافالني في أن تكون الدولة الروسية وراء تسميمه. ويعد نافالني من أشد معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتبرر ألمانيا وفرنسا مطالبهما بفرض عقوبات على روسيا بأن الأخيرة لم تمتثل بعد لطلبات التحقيق الكامل في الجريمة.

وتهدف الإجراءات العقابية إلى استهداف الأفراد "الذين يُعتبرون، بحكم وظيفتهم الرسمية، مسؤولين عن هذه الجريمة وانتهاك قواعد القانون الدولي. وذلك إلى جانب استهداف مؤسسة ضالعة في برنامج (غاز الأعصاب) نوفيتشوك".

"لن يمر دون عقاب"

وحذر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم قبيل بدء اجتماعهم، من أن تسميم السياسي الروسي المعارض أليكسي نافالني، لا يمكن أن يمر دون عقاب، بينما أيد العديد منهم فرض عقوبات جديدة على روسيا.

وفي ضوء النتائج التي توصلت إليها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشأن استخدام غاز أعصاب كيمياوي من مجموعة "نوفيتشوك"، قال وزير خارجية رومانيا بوجدان أوريسكو، "إنه الوقت المناسب لتبني عقوبات سريعا".

وأوضح أوريسكو أن بلاده، إلى جانب بولندا والدنمارك ودول أخرى، تسعى من أجل فرض عقوبات جديدة على موسكو في حال عدم تعاونها مع التحقيقات.

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، إنه من "المهم للغاية" بالنسبة لوزراء الاتحاد الأوروبي، إيجاد خط مشترك بشأن قضية نافالني خلال محادثات اليوم.

ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ، أ ف ب)