الاتحاد الأوروبي يسعى إلى اتفاق مع لبنان بشأن اللاجئين
٢١ أبريل ٢٠٢٤
تجد قبرص، العضو بالاتحاد الأوروبي، نفسها في وضع حرج بسبب تدفق اللاجئين. والقوارب التي تقل المهاجرين تأتي بشكل رئيسي من لبنان، حاملة لاجئين سوريين في الغالب. والآن يجب أن تساعد الأموال الأوروبية في وقف هذا الأمر.
إعلان
بحسب الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، يجري الآن العمل للتوصل إلى اتفاق مع لبنان، التي تتشارك الحدود مع سوريا وإسرائيل، من أجل منع تدفق مزيد من اللاجئين السوريين إلى الاتحاد الأوروبي عبر لبنان.
وقال رئيس قبرص، الجمهورية التابعة للاتحاد الأوروبي، في مقابلة مع شبكة التحرير الألمانية "ار ان دي" نشرت اليوم الأحد (21 أبريل/ نيسان 2024): "نريد مساعدة لبنان في التعامل مع اللاجئين حتى لا يأتي المزيد منهم إلى قبرص".
وأوضح أنه يعتزم السفر إلى لبنان في الثاني من مايو/ أيار المقبل مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين للإعلان عن حزمة مالية ملموسة من الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، أكد خريستودوليدس أن الحزمة لن تتضمن فقط مساعدات مالية، ولكن أيضا دعما لمؤسسات لبنانية مثل القوات المسلحة، التي تعتبر عاملا باعثا للاستقرار في البلاد.
ووصف خريستودوليدس الوضع الراهن في قبرص بالحرج. ويذكر أنه منذ بداية العام، وصل 4000 مهاجر إلى قبرص، مقارنة بـ 78 فقط خلال الربع الأول من العام الماضي.
وتعاني لبنان، التي تقع على بعد نحو 160 كيلومترا من قبرص، من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، وواحدة من أسوأ الأزمات في العالم منذ منتصف القرن الـ19، بحسب البنك الدولي. وفقدت العملة المحلية اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها.
وقف التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من السوريين
ويحاول المهاجرون عادة الوصول إلى قبرص بحرا من مدينة طرابلس بشمال لبنان. ومعظم من يصلون إلى قبرص هم من اللاجئين السوريين الذين عاشوا في السابق في لبنان. وقال خريستودوليديس إنه طلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي وإنه يجب أيضًا أن يكون هناك نقاش حول الأشخاص القادمين من سوريا بشأن منحهم اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وأضاف: "نطالب صراحة بتصنيف مناطق معينة في سوريا على أنها مناطق آمنة".
حال مخيم طالبي لجوء في قبرص بالاتحاد الأوروبي
05:07
وتشهد مخيمات اللاجئين في قبرص اكتظاظا شديدا، وتوقفت السلطات عن التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من السوريين في الوقت الحالي. البلد الذي يبلغ عدد سكانه 5.3 مليون نسمة هو موطن لأكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري. وهذا يجعلها واحدة من أكثر الدول التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بعدد السكان.
ويرى خبراء عوامل مختلفة وراء هذا التطور الأخير - وعلى رأسها التوترات في المنطقة وحالة عدم اليقين التي تسببها الحرب الجديدة في قطاع غزة، المستمرة حتى الآن منذ أكثر من ستة أشهر.
وكان الاتحاد الأوروبي قد توصل مؤخرا لاتفاقيات تعاون ودعم جديدة مع مصر وتونس، من شأنها تقديم مساعدات مالية تقدر بالمليارات للدولتين.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
أوروبا وبلدان شمال إفريقيا.. لعبة المصالح ومقايضة الهجرة بالمال
تحتاج دول الاتحاد الأوروبي لموافقة دول جنوب المتوسط من أجل وقف الأعداد القياسية للمهاجرين غير النظاميين. ولذلك سعت بروكسل لصفقات تبادل مصالح مع دول كمصر وتونس وموريتانيا، وتفاوض أخرى كالمغرب. اتفاقيات تعرضت لنقد شديد.
صورة من: Hasan Mrad/ZUMA Wire/IMAGO
رئيسة الحكومة الإيطالية تزور تونس للمرة الرابعة
تزور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تونس، للمرة الرابعة خلال عام. وتركز مرة أخرى على مكافحة الهجرة غير القانونية. وأكدت مصادر إيطالية قبل هذه الزيارة أن "التعاون في مجال الهجرة يظل جانبا أساسيا في العلاقة بين إيطاليا وتونس". وتأتي الزيارة قبل شهرين من الانتخابات الأوروبية التي تخاض في إطارها نقاشات ساخنة حول الهجرة.
صورة من: Slim Abid/AP/picture alliance
اتفاقية مع تونس
وكانت تونس وقعت في تموز/يوليو 2023 مذكرة تفاهم مع المفوضية الأوروبية لكبح موجات الهجرة المنطلقة من سواحلها وجرى تعميم الخطوة مع موريتانيا ومصر لاحقا. وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، التي زارت تونس مع رئيسي وزراء إيطاليا وهولندا، إلى أهمية التعاون في مجال مكافحة عصابات تهريب البشر وإدارة الحدود والبحث والإنقاذ عبر تمويل بقيمة 100 مليون يورو هذا العام.
صورة من: Freek van den Bergh/ANP/picture alliance
ثلثا المهاجرين يصلون إيطاليا عبر تونس
ومن بين أكثر من 150 ألف مهاجر وصلوا إلى السواحل الإيطالية القريبة في 2023، انطلق قرابة ثلثي العدد من سواحل تونس وأغلبهم من سواحل صفاقس التي تضم الآلاف من مهاجري دول إفريقيا جنوب الصحراء، والحالمين بالوصول إلى دول التكتل الأوروبي الغني. وتوفي أكثر من 1300 مهاجر قبالة سواحل تونس عام 2023، أي ما يفوق نصف عدد الوفيات في البحر المتوسط، المصنف كأخطر الطرق البحرية للهجرة غير النظامية.
صورة من: Ferhi Belaid/AFP/Getty Images
اتفاقية مع مصر
رئيسة المفوضية الأوروبية زارت القاهرة أيضا، برفقة رؤساء حكومات بلجيكا وإيطاليا واليونان. ووقعت اتفاقية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف إقامة شراكة مع السلطات المصرية لمساعدة هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية خطيرة، والذي يقع على حدود حربين في قطاع غزة والسودان، وحيث يوجد نحو 9 ملايين مهاجر ولاجئ - بما في ذلك أربعة ملايين سوداني و 1,5 مليون سوري - بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
صورة من: Dati Bendo/dpa/EU Commission/picture alliance
مساعدات لموريتانيا مقابل التعاون في مجال الهجرة
كما وقعت موريتانيا مع بروكسل إعلانا للتعاون المشترك بينهما في مجال محاربة الهجرة غير النظامية يشتمل على نقاط متفرقة منها منع المهاجرين من التدفق نحو السواحل الأوروبية، وخاصة إسبانيا، وإعادة المهاجرين الموريتانيين غير النظاميين. والتعاون في مجال اللجوء، ومساعدة موريتانيا على إيواء طالبي اللجوء الأجانب على أراضيها مع احترام حقوقهم الأساسية. ولقي الاتفاق انتقادات واسعة في موريتانيا.
صورة من: BORJA PUIG DE LA BELLACASA/AFP
العبور من المغرب
يعتبر المغرب أحد أهم الوجهات للعبور إلى الاتحاد الأوروبي. إلا أن الرباط تشدد رقابتها على المنفذين البريين في سبتة ومليلة، إضافة للعبور بحرا. واعترضت السلطات المغربية 87 ألف مهاجر حاولوا الانطلاق من المغرب إلى أوروبا في 2023، وأنقذت 22 ألف مهاجر تقطعت بهم السبل في البحر أثناء محاولة العبور.
صورة من: Bernat Armangue/AP Photo/picture alliance
تقارب إسباني مغربي
التقارب الأوروبي مع المغرب تدفع به خصوصا إسبانيا، التي أعلنت في مارس/آذار 2022 تأييد موقف المغرب فيما يتعلق بالصحراء الغربية. وزار رئيس الوزراء الإسباني سانشيز المغرب أكثر من مرة. وعملت الرباط ومدريد على توثيق التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية. واحتلت قضية الهجرة موقعا مهما في المحادثات.
صورة من: /AP Photo/picture alliance
سعي أوروبي لاتفاق قريب مع المغرب
هناك اتفاقيات ثنائية بين دول أوروبية والمغرب بخصوص الهجرة. ولكن هناك مفاوضات تجريها المفوضية الأوروبية مع الرباط، منذ سبع سنوات، ومن المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاق نهاية 2024. التعاون مع المغرب ثمنه ليس ماليا، وإنما سياسي، بحسب مصادر أوروبية مطلعة، كما نقلت صحيفة "كرونه" النمساوية، حيث تشترط الرباط دعم بروكسل بخصوص الصحراء الغربية. وفي المقابل، يدعم المغرب السياسة الأوروبية المتعلقة باللاجئين.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
انتقادات حقوقية لهذه الاتفاقيات
انتقد نواب في البرلمان الأوروبي "الوضع الكارثي للديموقراطية وحقوق الإنسان في مصر". كما تعرضت مذكرة التفاهم مع تونس لانتقادات من قبل اليسار الذي يدين "استبداد" الرئيس التونسي سعيد، والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون من جنوب الصحراء في بلده.
ودان المجلس الأوروبي للاجئين "الاتفاقات المبرمة مع الحكومات القمعية".
صورة من: Mahmud Turkia/AFP
تبقى ليبيا
ومع هذه الاتفاقيات المتتالية مع دول شمال إفريقيا للحد من الهجرة غير النظامية، تبقى دولة واحدة بمثابة العقدة أمام المنشار. حيث تستغل ميليشيات مسلحة في ليبيا الانقسام في البلد، لتحقق ثروات طائلة من خلال تهريب المهاجرين على قوارب مكتظة باتجاه اليونان وإيطاليا. وعجزت الجهود الأوروبية حتى الآن عن إيجاد حل للمعضلة، التي تفاقمت في يونيو/حزيران 2023 مع تسجيل واحد من أكبر حوادث غرق المهاجرين على الإطلاق.