الاتحاد الأوروبي يسعى إلى وحدة الصف لمواجهة دونالد ترامب
١٤ نوفمبر ٢٠١٦
يسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم اليوم الاثنين في بروكسل إلى توحيد الصف الأوروبي لمواجهة سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب المجهولة، كما يناقش الوزراء ملف تركيا بعد موجة الاعتقالات الأخيرة.
إعلان
أكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مساء الأحد على ضرورة توحيد صفوفهم بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في الوقت الذي يعترفون فيه بعدم معرفتهم بما يمكن أن تجلبه فترة ولايته.
ولم يتم الترتيب إلى عقد اللقاء غير الرسمي قبلها بفترة طويلة، بل تمت الدعوة إليه بعد فوز ترامب المفاجئ في الانتخابات التي جرت الثلاثاء الماضي. يذكر أن الرئيس المنتخب خلال حملته نأى بنفسه عن حلفاء واشنطن في أوروبا وحلف شمال الأطلسي، لكنه غازل موسكو. وقال الوزراء إنه من السابق لأوانه الحكم على أولويات ترامب خلال فترة توليه منصبه.
وقال سيباستيان كورتس، وزير خارجية النمسا، عقب المحادثات التي عقدت في بروكسل مع 27 من نظرائه في الاتحاد الأوروبي، والذين من المقرر أن يجتمعوا اليوم الاثنين، "علينا أن نحكم عليه من أفعاله".
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فريدريكا موغيريني: "لن نحدد ... أجندة الولايات المتحدة"، مؤكدة في الوقت نفسه أن الكتلة لا يمكن أن تتحمل "الانتظار والترقب".
وتابعت موغيريني أنه إلى جانب العمل على تعزيز العلاقات بين الطرفين، ناقش الوزراء ضرورة "تعزيز الوحدة الأوروبية حول بعض القضايا الرئيسية".
من ناحية أخرى، يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين (14 تشرين الثاني/نوفمبر 2016) العلاقات مع تركيا، بعد أن أدان التكتل بشدة الإجراءات الصارمة التي تتخذها حكومة أنقرة ضد الإعلام والمعارضة، دون أن يصل الأمر الأسبوع الماضي إلى تجميد محادثات العضوية التي بدأت قبل أعوام.
تأتي محادثات الوزراء الأوروبيون بعد شهور من تصاعد التوتر بين أنقرة وبروكسل بسبب رد فعل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على محاولة انقلاب فاشلة شهدتها بلاده في 8 تموز/ يوليو الماضي، حيث تم اعتقال الآلاف أو فصلهم من وظائفهم العسكرية والمدنية في إطار حالة طوارئ.
وأصدر الاتحاد الأوروبي تحذيرا قويا الأسبوع الماضي من أن تركيا تتراجع في ملفين مهمين من ملفات الانضمام للاتحاد، هما سيادة القانون والحقوق الأساسية، مع تساؤل كبار مسؤولي التكتل المعنيين بمفاوضات العضوية حول مدى رغبة أنقرة في الانضمام للاتحاد الأوروبي.
واستبعدت مصادر في الاتحاد الأوروبي أن يشهد اليوم الاثنين مناقشة حول تعليق محادثات انضمام تركيا للاتحاد، وحتى الآن تؤيد معظم الحكومات الأوروبية الح فاظ على الحوار السياسي مع أنقرة.
يشار إلى أن تركيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 1999، لكن مفاوضات الانضمام أحرزت تقدما بطيئا.
ح.ع.ح/س.ك (أ.ف.ب/د.ب.أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.