الاتحاد الأوروبي يطالب القذافي بالتنحي وميركل تشكك في الخيار العسكري
١١ مارس ٢٠١١أصدر قادة الاتحاد الأوروبي بيانا اليوم في بروكسيل (الجمعة 11 مارس /آذار 2011) دعوا فيه "العقيد القذافي إلى التخلي عن السلطة على الفور، فنظامه خسر أي شرعية ولم يعد محاورا مناسبا للاتحاد الأوروبي" كما عبروا عن تضامنهم مع الشعب الليبي وأدانوا بحزم "القمع العنيف الذي يمارسه النظام الليبي بحق مواطنيه والانتهاكات الفادحة والمنتظمة لحقوق الإنسان". وأعلن القادة أن "الاتحاد سيبحث جميع الخيارات اللازمة شرط وجود حاجة ضرورية وقاعدة قانونية واضحة ودعم من المنطقة". مشيرين إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف ضد المدنيين في ليبيا.
ميركل: القذافي لم يعد شريكا
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "يجب أن يكون واضحا أن أي شخص يشن حربا ضد شعبه ليس شريك حوار للاتحاد الأوروبي، ولذلك نطالب بتنحي العقيد القافي على الفور". إلا أن رد فعل المستشارة حيال الخيار العسكري اتسم بالتشكك الواضح، وقالت "لا أرى بمثل هذا التدخل العسكري"، إلا أنها رفضت استبعاده تماما. واعتبرت أن أي ضربة عسكرية تستلزم في المقام الأول قرارا من مجلس الأمن الدولي وموقف واضح من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.
وأكدت ميركل أن زعماء الاتحاد الأوروبي قبلوا بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا شريكا للمحادثات إلا أنها استدركت وقالت "لا يعني ذلك اعترافا بالمجلس كشريك وحيد للمحادثات". ويذكر أن رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي أعلن في وقت سابق اليوم أن القادة الأوروبيين باتوا يرون في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا "محاورا شرعيا"، وأضاف رومبو أن رؤساء الدول والحكومات الأوروبية "يحيون المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي ويشجعونه، ويعتبرونه محاورا جديرا بالثقة".
فيما ذهب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في نفس الاتجاه واعتبر أن العقيد القذافي لم يعد "محاورا" وان عليه الرحيل. ويذكر أن باريس اقترحت في القمة شن غارات محددة الأهداف ضد نظام القذافي لحماية المدنيين الليبيين. من جهة أخرى ذكر ساركوزي في مؤتمر صحافي أن سيسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة حيث يتواجد النازحين في البداية في تونس ومصر.
وفي سياق العلاقات الفرنسية الليبية أعلن وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد الكعيم اليوم في طرابلس أن ليبيا قررت "تعليق" علاقاتها الدبلوماسية مع فرنسا، غداة اعتراف باريس بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي.
قمة عربية أوروبية إفريقية
من جهة أخرى أعلن عن عقد قمة مشتركة بين الاتحادين الأوروبي والإفريقي وجامعة الدول العربية خلال الأسابيع المقبلة للبحث الأزمة الليبية. ويذكر أن الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات عقابية ضد كبار شخصيات النظام الليبي وفرض عقوبات على المؤسسة الليبية للاستثمار والبنك المركزي الليبي وثلاث مؤسسات مالية أخرى و27 شخصا بمن فيهم القذافي.
من جهته قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه على اتصال مع زعماء الشرق الأوسط بشأن التطورات الحالية في المنطقة وانه أكد لهم الحاجة للإصلاح السياسي. وفي نفس الموضوع كشفت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم أنها وسعت عقوبات تجميد أصول عائلة القذافي لتشمل زوجته وأربعة من أبنائه وأربعة مسؤولين كبارا في حكومته.
من ناحية أخرى قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إن المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا عبد الإله الخطيب سيتوجه إلى طرابلس الأسبوع المقبل لبحث القلق الدولي بشأن حملة القمع التي يشنها القذافي ضد المعارضين لنظامه. وأضاف أن هدف الزيارة هو"تقييم الوضع الميداني وإجراء مشاورات مع السلطات الليبية حول الوضع الفوري للخطط الإنسانية والسياسية والأمنية".
(ح.ز/ د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي