الاتحاد الأوروبي يعد بـ 800 مليون يورو خلال مؤتمر "محيطنا"
٣ مارس ٢٠٢٣
لليوم الثاني تستمر أعمال مؤتمر "محيطنا" الدولي في بنما لمناقشة توسيع المناطق البحرية المحمية والتهديدات المتعددة التي تواجهها. الاتّحاد الأوروبي أعلن أنه سيخصص هذا العام أكثر من 800 مليون يورو لبرامج حماية المحيطات.
إعلان
أعلن الاتّحاد الأوروبي الخميس في افتتاح مؤتمر "محيطنا" الدولي في بنما أنه سيخصص هذا العام أكثر من 800 مليون يورو لبرامج حماية المحيطات.
وقال التكتل في بيان "يؤكد الاتحاد الأوروبي التزامه الراسخ بالحوكمة الدولية للمحيطات من خلال الإعلان عن 39 التزامًا ملموسًا لعام 2023. وسيتم تمويل هذه الالتزامات بما يصل إلى 816.5 مليون يورو".
يذكر أنه منذ المؤتمر الأول الذي عقد في العام 2014، أعلن المشاركون من أكثر من 70 بلداً التزامات تزيد قيمتها عن 108 مليارات دولار وحماية أكثر من خمسة ملايين ميل مربع من المحيط، وفقا للمنظمين.
مخصصات لحماية التنوع البيئي والحد من التلوث
ومن إجمالي هذا التمويل، سيخصص الاتحاد الأوروبي "320 مليون يورو للبحوث المتعلقة بالمحيطات لحماية التنوع البيولوجي البحري ودراسة تأثير تغيّر المناخ على المحيطات". كما "سيعمل على تحديث أقماره الاصطناعية بإطلاق (القمر) سونتينال-1سي بقيمة 250 مليون يورو".
وبحسب البيان فإنّ هذا القمر "سيكون ضرورياً لمواصلة المراقبة الحينية للجبال الجليدية وذوبان الجليد في القطب الشمالي من أجل متابعة آثار تغير المناخ".
وسيخصّص الاتحاد الأوروبي 12 مليون يورو "لتسهيل الوصول إلى بيانات (برنامج مراقبة كوكب الأرض) كوبرنيكوس بإنشاء مركز إقليمي للبرنامج في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تتولّى بنما إدارته".
وكان قادة من كل أنحاء العالم قد اجتمعوا في بنما الخميس لحضور الدورة الثامنة لمؤتمر "محيطنا" السنوي لمناقشة توسيع المناطق البحرية المحمية والتهديدات المتعددة التي تواجهها، من تغير المناخ والتلوث إلى الصيد الجائر والتعدين.
العولمة 3000 - تلوث البحر بمياه الصرف الصحي في تشيلي ومواضيع أخرى
26:06
مناقشات لوضع إطار "للاقتصاد الأزرق"
وافتتحت دورة هذا العام بدعوات لإبرام معاهدة دولية في أقرب وقت تتم مناقشتها بالتوازي في الأمم المتحدة لحماية المياه الدولية ومراقبة الصيد غير المشروع بالأقمار الاصطناعية. وسيكون اليوم الجمعة مخصصًا للبحث في مكافحة الصيد غير القانوني.
ويناقش نحو 600 مندوب لحكومات وشركات ومنظمات غير حكومية على مدى يومين وضع إطار "للاقتصاد الأزرق" (المعادل المحيطي للاقتصاد الأخضر) من أجل الاستغلال المستدام للبحار والمحيطات وحمايتها والحد من التلوث البلاستيكي وتنظيم التعدين تحت المياه.
ويُعقد الاجتماع مع شركات متعددة الجنسيات تتطلع إلى استغلال موارد التعدين تحت المياه. وتعدّ عقيدات المنغنيز من بين المعادن المرغوبة لتصنيع البطاريات الكهربائية. ويقول الناشطون البيئيون إن استخراجها سيكون مدمراً للأنظمة البيئية في أعماق البحار.
وقال جون كيري مبعوث البيت الأبيض الخاص للمناخ في الافتتاح إن مؤتمر " محيطنا مهم جداً لأنه مؤتمر يركز على العمل وليس على الكلمات. إنه يتعلق بالتزامات حقيقية وحلول حقيقية". وأعلن كيري أن الولايات المتحدة ستخصص 6 مليارات دولار لـ 77 مشروعًا لحماية البحار.
وتغطي المحيطات ثلاثة أرباع الكوكب وهي موطن 80 في المئة من جميع أشكال الحياة على الأرض وتوفر الغذاء لأكثر من ثلاثة مليارات شخص بالإضافة إلى كونها ممرا حيويا للتجارة العالمية.
وفي اجتماع قبل المؤتمر، دعا ممثلو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وجزر المحيط الهادئ إلى توقيع معاهدة أعالي البحار التي كانت قيد المناقشة في الأمم المتحدة منذ أكثر من 15 عاماً، في أقرب وقت ممكن.
وقال وزير الدولة الفرنسي لشؤون البحار إيرفيه بيرفيل "لنوقّع الاتفاق". من جهتها، قالت ماكسين بوركيت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون المحيطات ومصايد الأسماك والشؤون القطبية "نحن قريبون جدا" من إبرام اتفاق.
وتمثل أعالي البحار التي لا تخضع لسلطة أي بلد، أكثر من 60 في المئة من المحيطات وحوالى نصف الكوكب.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء مندوبي الدول إلى إبرام معاهدة "حازمة وطموحة" بشأن أعالي البحار. وقال "محيطنا يتعرض لضغوط منذ عقود. لم يعد بإمكاننا تجاهل مستوى الخطر المحدق بالمحيطات".
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن