الاتحاد الأوروبي ينأى بنفسه عن موقف واشنطن من المستوطنات
١٩ نوفمبر ٢٠١٩
لم تعد الحكومة الأمريكية تعتبر بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية متعارضا مع القانون الدولي، وهو ما رحبت به إسرائيل، فيما جدد الاتحاد الأوروبي موقفه الرافض للاستيطان، حسب منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد موغريني.
إعلان
نأى الاتحاد الأوروبي بنفسه عن قرار الولايات المتحدة فيما يتعلق بسياستها تجاه المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث قالت واشنطن إنها لم تعد تعتبرها غير متوافقة مع القانون الدولي.
وقالت فيديريكا موغيريني، منسقة شؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل إن موقف التكتل الأوروبي من سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة واضح ولا يزال بدون تغيير. وأضافت: "جميع أنشطة الاستيطان غير شرعية بموجب القانون الدولي وتحد من جدوى حل الدولتين وآفاق السلام الدائم وفق ما يؤكده القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وتابعت موغيريني أن "الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى وضع حد لأنشطتها الاستيطانية بما يتماشى مع التزاماتها بصفتها سلطة احتلال"، من دون أي إشارة إلى التحول في الموقف الأميركي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أعلن في وقت سابق من يوم الإثنين أن حكومة بلاده لم تعد ترى في بناء المستوطنات في الضفة الغربية انتهاكا للقانون الدولي وقال في مؤتمر صحفي إنه "بعد دراسة جميع جوانب النقاش القانوني بعناية، خلصت الولايات المتحدة إلى أن إنشاء مستوطنات مدنية إسرائيلية في الضفة الغربية لا يتعارض في حد ذاته مع القانون الدولي". مضيفا "لقد قمنا بزيادة احتمالية تحقيق السلام"، وتابع أن الخطوة تعتمد على "الحقائق على الأرض " وتقدم فرصة للإسرائيليين والفلسطينيين "للاجتماع معا والتوصل إلى حل سياسي لهذه المشكلة الصعبة". وأشار بومبيو إلى أن السياسة السابقة- التي انتهجتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما- لم تنجح في دفع قضية السلام.
ويضع هذا التصريح الولايات المتحدة في موقف متناقض مع العدد الأكبر من الدول وقرارات مجلس الأمن الدولي، وهو يأتي في توقيت يسعى فيه المرشّح الوسطي الإسرائيلي بيني غانتس إلى تشكيل حكومة تخلف حكومة بنيامين نتانياهو، حليف الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويصل بومبيو إلى بروكسل الأربعاء لإجراء محادثات مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي.
نتنياهو: تصحيح ظلم تاريخي
وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكره فيها "على تصحيح الظلم التاريخي" بشأن المستوطنات.
وكتب نتنياهو، اليوم الثلاثاء (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) على حسابه على موقع فيسبوك، أنه تحدث مع ترامب وشكره لكونه "صحح ظلما تاريخيا وقال الحقيقة كما هي". وأضاف نتنياهو :"الشعب اليهودي لا يعيش على أراض ليست له لأن هذا هو وطننا منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام"، واعتبر أن القرار الأمريكي "لا يمنع المفاوضات (مع الفلسطينيين) بل بالعكس، إنه يدفع السلام قدما لأنه لا يمكن بناء السلام الحقيقي على الأكاذيب".
ص.ش/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
نزاع مستمر..المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية
رغم الاحتجاجات الكثيرة والتحذيرات السياسية أقر البرلمان الإسرائيلي قانونا يشرعن المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية. كما تعتزم إسرائيل بناء آلاف الشقق في مستوطنة جديدة. منتقدون يرون في ذلك نهاية حل الدولتين.
صورة من: Reuters/B. Ratner
أكثر من 200 مستوطنة في الأراضي الفلسطينية
تفيد منظمة حقوق الإنسان "بيتسليم" أنه تم في الضفة الغربية والقدس الشرقية من 1967 حتى منتصف 2013 بناء مستوطنات إسرائيلية رسمية ونحو مائة "مستوطنة عشوائية". السلطات الإسرائيلية استولت في الأراضي الفلسطينية، حسب مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية، على 35 في المائة من مساحة القدس الشرقية لبناء المستوطنات.
صورة من: Reuters/B. Ratner
لا فرصة للسلام؟
حاليا يتم تشييد مستوطنة يهودية جديدة في حار حوما بين القدس وبيت لحم في الضفة الغربية. قادة فلسطينيون يعتبرون أن سياسة الاستيطان غير القانونية التي تنتهجها إسرائيل تدمر فرص حل الدولتين وتعرقل حلا سلميا مع الفلسطينيين. ويلقى بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية انتقادا دوليا.
صورة من: picture alliance/newscom/D. Hill
إسرائيل تصادر أراضي فلسطينية خاصة
يبقى القانون الجديد للتشريع اللاحق لبناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية محل جدل. 16 مستوطنة ونقطة خارجية مستهدفة. ويتوقع تقديم تعويضات مالية لأصحاب الأرض الفلسطينيين ليتمكن المستوطنون اليهود من البقاء هناك.
صورة من: Reuters/A. Awad
هدم مستوطنة أمونا العشوائية
القانون الإسرائيلي الجديد لا يسري على بيوت المستوطنين الذين تم إخلاؤهم بقرار قضائي. وكان حزب المستوطنين يهدف من خلال القانون الجديد إلى منع الإخلاء الإجباري لمستوطنة أمونا. منازل الأربعين عائلة تم إخلاؤها في الأسبوع الماضي. أربعة أيام فقط بعدها بدأت أشغال الهدم.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Coex
متاريس واحتجاجات
قررت المحكمة العليا في إسرائيل منذ نهاية 2014 هدم أمونا. وهذا الموعد تم تأجيله عدة مرات. وقد حاولت مجموعات يمينية ومستوطنون الوقوف في وجه إخلاء المكان وتدميره. وقد سافر كثير من المتظاهرين خصيصا إلى المكان المعني. وحتى على الجانب الآخر وقعت احتجاجات عنيفة من قبل فلسطينيين.
صورة من: Reuters/M. Torokman
التصعيد أثناء الإخلاء الإجباري
المستوطنون في أمونا يزعمون أن الضفة الغربية المحتلة من طرف إسرائيل منذ 1967 جزء من الأرض الموعودة للشعب اليهودي. ويعيش نحو 600.000 إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وتحصل من حين لآخر مواجهات بين المستوطنين وفلسطينيين.
صورة من: Reuters/M. Torokman
سكن جديد
تم تشييد نحو 4000 سكن بصفة غير قانونية لمستوطنين إسرائيليين فوق أراضي فلسطينية خاصة. ويُتوقع إخلاؤها أو إضفاء الشرعية عليها لاحقا بفضل القانون الجديد. العديد من سكان أمونا وجدوا سكنا جديدا لهم في مستوطنات مجاورة كما هنا في مستوطنة عفرة
صورة من: Reuters/B. Ratner
إفراغ إجباري في عفرة
لكن حتى في مستوطنة عفرة ليست جميع المنازل قانونية. ويُتوقع حتى الـ 5 من مارس/آذار تدمير تسعة منازل هناك مبنية فوق أراضي فلسطينية خاصة. وحتى عائلة بن شوشان مدعوة إلى مغادرة منزلها.