دعا الاتحاد الأوروبي السبت (19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011) ليبيا إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لضمان محاكمة عادلة لسيف الإسلام القذافي، ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والذي أعتقل صباح اليوم في صحراء جنوب ليبيا. وجاء في بيان صدر عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون "يجب على السلطات الليبية أن تضمن محاكمة سيف الإسلام بما يتفق مع مبادئ المحاكمة العادلة وبالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية".

ووصفت اشتون اعتقال سيف الإسلام بأنه "تطور هام جداً"، نظراً للدور الذي لعبه في نظام حكم أبيه وأمر الاعتقال الصادر بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بناء على اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقالت اشتون "لقد بدأت ليبيا عملية انتقال ديمقراطي بعد صراع أليم ودام وقرابة 42 عاماً من الديكتاتورية"، مضيفة بالقول: "من المهم للمصالحة الوطنية المستقبلية إحضار المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت قبل وخلال الصراع الأخير إلى ساحة العدالة وتسليط الضوء على ملابسات تلك الانتهاكات".

من ناحية أخرى، قالت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي إن الحلف يثق بأن السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية سيكفلان محاكمة عادلة لسيف الإسلام القذافي بعد ان القي القبض عليه.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت أوامر اعتقال بحق معمر القذافي وسيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي عن اتهامات بجرائم ضد الإنسانية.

نقل سيف الإسلام القذافي إلى الجنائية الدولية

من ناحية أخرى، سيتوجه مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو إلى ليبيا الأسبوع المقبل اثر اعتقال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي السبت، كما صرحت متحدثة باسم مكتب مدعي المحكمة لفرانس برس.

وكان الناطق باسم المحكمة الجنائية الدولية قوله إن السلطات الليبية ملزمة بتسليم سيف الإسلام القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية، دون استبعاد أن تجري محاكمته في ليبيا.

وأضاف المتحدث فادي العبد الله "لقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف وبالتالي فإن السلطات الليبية ملزمة بالتعاون مع المحكمة"، مضيفاً "إذا اعتبرت السلطات الليبية أن محاكمة على الصعيد الوطني ستكون الحل الأفضل، فعليها أن تطلب من المحكمة الجنائية الدولية عدم إقامة القضية في لاهاي بناء على مبدأ التكامل".

من جانبها دعت منظمة العفو الدولية حكام ليبيا الجدد إلى نقل سيف الإسلام القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية ليحاكم فيها. وفي هذا الإطار قالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إنه "يجب تسليم (سيف الإٍسلام) إلى المحكمة الجنائية الدولية ويتعين ضمان أمنه وحقوقه".

وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها، إنها تحمل المجلس الوطني الانتقالي مسؤولية حماية سيف الإسلام القذافي بعد مقتل والده المثير للجدل وشقيقه المعتصم القذافي، "لذا فهو يستطيع مواجهة العدالة على جرائمه المزعومة في محاكمة عادلة بدون عقوبة الإعدام".

(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)

مراجعة: يوسف بوفيجلين