الادعاء العام: لا نستبعد دافعاً "إرهابياً" وراء هجوم زولينغن
٢٤ أغسطس ٢٠٢٤
قال مكتب الادعاء العام الألماني إنه لا يستبعد وجود خلفية إرهابية وراء عمليات الطعن القاتلة التي وقعت في مدينة زولينغن وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجراح، فيما لا يزال البحث عن الجاني جارياً.
إعلان
أشارت تقديرات الادعاء العام الألماني إلى أنه من غير المستبعد وجود خلفية إرهابية وراء هجمات الطعن القاتلة التى وقعت في مدينة زولينغن غربي ألمانيا مساء الجمعة.
وقال رئيس الادعاء العام ماركوس كاسبرز في مؤتمر صحفي في مدينة فوبرتال اليوم السبت (24 أغسطس/آب 2024) إنه لم يتم التعرف على الجاني بعد، وأنه ما زال فاراً. وأضاف كاسبرز: "لم نتمكن بعد من تحديد دافع محدد حتى الآن، ولكن بناء على الظروف العامة، نعتقد أن الشك الأولي بوجود دافع إرهابي لا يمكن استبعاده".
وأوضح كاسبرز أن الشخص الذي أعلنت الشرطة احتجازه هو فتى في الخامسة عشرة أوقف بشبهة "عدم الإبلاغ" عن عمل إجرامي لأن المحققين يشتبهون في أنه كان على اتصال بمنفذ الهجوم.
من جانبه، صرح تورستن فلايس قائد الشرطة في مدينة دوسلدورف (عاصمة ولاية شمال الراين ويستفاليا التي تقع بها أيضاً مدينة زولينغن) بأنه لا يوجد حتى الآن مواد تصويرية يمكن نسبتها بشكل واضح للجاني.
وقال فلايس إنه تم تفعيل بوابة للإبلاغ، ويجري جمع "مواد واسعة" في هذا الصدد لافتاً إلى أن عملية تحليل المواد لا تزال جارية، وأضاف:" لذلك لا يمكننا حالياً نشر صورة محددة للجاني، لأننا لا نستطيع بعد أن ننسبها إليه على نحو دقيق".
وتابع فلايس أنه عندما يسأل عن وجود مواد تصويرية للجاني، يتعين عليه لهذا السبب الرد بـ:"لا" في الوقت الحالي.
وبحسب الشرطة، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية آخرون في هجمات طعن مساء أمس الجمعة أثناء مهرجان بالمدينة. ولم تتمكن السلطات حتى الآن من التوصل إلى الجاني.
ردود فعل سياسية على الحادث
أكدالمستشار الألماني أولاف شولتس عقب عملية الطعن في زولينغن قائلا "يجب ألا نقبل شيئاً كهذا في مجتمعنا، وألا نرضى به أبداً. علينا أن نتصدى هنا بكامل قوة القانون... يجب الآن بذل كافة الجهود حتى يمكن فرض القانون والنظام ومعاقبة مرتكب الجريمة بشدة".
ومن مدينة شتانسدورف بولاية براندنبورغ وصف شولتس اليوم السبت (24 آب/أغسطس 2024) الهجوم بأنه "جريمة مروعة"، وقال: "سنساعد أيضاً المدينة ومواطنيها بكل ما هو متاح لدينا"، معرباً عن قلقه إزاء حالة المصابين، ومواساته لأهالي القتلى والمصابين والمدينة بأكملها.
وبحسب الشرطة، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية آخرون في هجوم طعن مساء أمس الجمعة أثناء مهرجان بالمدينة. وصنفت الشرطة في ولاية شمال الراين-ويستفاليا الجريمة على أنها هجوم بسبب النهج الاستهدافي الذي اتبعه مرتكبها.
وكتب شولتس في وقت سابق على منصة "إكس": "الهجوم في زولينغن حدث فظيع صدمني للغاية". وأضاف المستشار عقب مكالمة هاتفية مع عمدة زولينغن، تيم كورتسباخ، إن منفذ الهجوم قتل بوحشية عدة أشخاص، وكتب: "نشعر بالحزن على الضحايا ونقف إلى جانب أقاربهم. أتمنى الشفاء العاجل للجرحى... يجب القبض على الجاني بسرعة ومعاقبته بكل قوة القانون".
كما عبر نائب المستشار روبرت هابيك عن "صدمته". وكتب وزير الاقتصاد الاتحادي المنتمي لحزب الخضر على حسابه على موقع إنستغرام: "العنف ضد الأشخاص الذين أرادوا فقط الاحتفال بفرح أمر يستحق الإدانة".
واتصل الرئيس فرانك فالتر شتاينماير برئيس بلدية زولينغن وأعرب له عن "صدمته". وشدد شتاينماير على ضرورة محاسبة مرتكب الجريمة وناشد الألمان بضرورة "الوقوف معاً ضد الكراهية والعنف".
وتتواصل السبت حملة ملاحقة منفذ الهجوم بسكين. وأوردت تقارير إعلاميى أن الشرطة ألقت القبض على شخص، غير أن الشرطة لم تؤكد ولم تنف ذلك.
ولا تزال دوافع هذه الجريمة غير معروفة وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر السبت ان "أجهزة الأمن تقوم بكل ما بوسعها لتوقيف منفذ الاعتداء وتحديد" الأسباب.
وكتبت الوزيرة على منص "إكس"(تويتر سابقاً) أن "سلطاتنا الأمنية تبذل بكل ما في وسعها للقبض على مرتكب الجريمة وتحديد خلفية الهجوم". ووصفت فيزر الهجوم بأنه "صادم"، وقالت "نشعر بالحزن للأشخاص الذين لقوا حتفهم بطريقة فظيعة"، معربة عن مواساتها لعائلات القتلى والمصابين.
ع.ح/هـ.د (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
ألمانيا و"لاجئوها" ـ أبرز الأحداث منذ اعتداء زولينغن
أحيت ألمانيا الذكرى الـ 25 لاعتداء الحرق بمدينة زولينغن، الذي استهدف منزل عائلة ذات أصول تركية وأسفر عن مقتل خمسة من أفرادها وجرح أربعة. بيد أنه لم يكن الاعتداء الوحيد الذي شهدته ألمانيا في العقود الأخيرة ضد الأجانب.
صورة من: Imago/Tillmann Pressephotos
اعتداء زولينغن الرهيب
بحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.
صورة من: dpa
نصب تذكاري
وتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
مقتل شاب جزائري
في نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.
صورة من: picture-alliance/dpa/Patrick Pleul
قنبلة مسامير تنفجر في شارع الأتراك بكولونيا
في شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.
صورة من: DW/A. Grunau
خلية "إن إس يو"
كانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
موظف يضرم النيران من مسكن للاجئين
في فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
خلية "فرايتال"
بين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أرقام مقلقة في عام 2017
مدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
ظهور حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام
في موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي
انبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.
صورة من: Getty Images/C. Koall
أصوات معارضة للبديل
في 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.
صورة من: DW/W. Glucroft
دريسدن تنتفض ضد التطرف
وكثيرة هي المظاهرات التي خرجت في السنوات الأخيرة ترفض وبوضوح الأفكار اليمينية المتطرفة وتدعم أسس الانفتاح داخل المجتمع. والصورة توثق لأكبر مظاهرة مناهضة للتطرف أقيمت في مدينة دريسدن التي اقترن اسمها مؤخرا باليمين المتطرف والشعبوي. وشارك في هذه المظاهرة المغني الشهير "كامبينو" إضافة إلى نجوم آخرين من عالم الفن والغناء.
صورة من: picture-alliance /dpa/A. Burgi
كراهية الأجانب "تطيح بأسس الدين المسيحي"
الكنيسة سواء الكاتوليكية أو الإنجيلية تبرأت من هذه الحركات واعتبرت أن الأفكار التي تروج لها "بيغيدا" وغيرها تحت ذريعة الحفاظ على الأسس الدينية للدولة، لا علاقة لها إطلاقا بالدين المسيحي الذي يدعو إلى التسامح. وازداد عدد الحالات التي قدمت فيها الكنيسية اللجوء الكنسي إلى لاجئين.