الادعاء الألماني يفتح تحقيقا حول تورط حماس في جرائم قتل وخطف
١٠ أكتوبر ٢٠٢٣
بعد تأكيد برلين وجود مواطنين ألمان بين الرهائن الذين تحتجزهم حماس، أعلن الادعاء العام الألماني فتح تحقيق في الاشتباه بتورط مسلحي الحركة في جرائم قتل واحتجاز رهائن خلال هجومها الإرهابي على إسرائيل.
إعلان
قال الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا اليوم الثلاثاء (10 تشرين الأول/أكتوبر 2023) إنه فتح تحقيقًا يتعلق بالاشتباه في تورط عناصر من حماس في جرائم قتل مشتبه بها واحتجاز رهائن خلال هجومها الإرهابي على إسرائيل. وأعلنت متحدثة باسم الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه أنه تم فتح التحقيق "ضد أعضاء مجهولين في حركة حماس".
وخلال الهجوم الإرهابي لحماس على إسرائيل، قتل عناصر الحركة مئات المدنيين وتم اختطاف أكثر من 100 رهينة إلى قطاع غزة. وأكدت وزارة الخارجية الألمانية أمس الإثنين وجود مواطنين ألمان بين الرهائن الذين اخطفتهم حماس في أثناء هجومها على إسرائيل مطلع الأسبوع دون أن تذكر عددًا محددًا. وتفترض وزارة الخارجية الألمانية أن جميع هؤلاء الأشخاص يحملون الجنسية الألمانية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في مؤتمر صحفي مشترك اليوم الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "نعمل بشكل مكثف مع إسرائيل فيما يتعلق بالمخطوفين والمفقودين"، وأضاف: "نحاول بذل قصارى جهدنا لضمان حرية وحياة وصحة هؤلاء المواطنين". وكانت حركة حماس قد هددت "بإعدام الرهائن المدنيين" لديها في حال استمرار القصف على سكان قطاع غزة.
وكانت صحيفة "بيلد" قد أوردت أولًا نبأ فتح التحقيق وذكرت أن عائلات المخطوفين ناشدت الحكومة الألمانية تقديم المساعدة. ويُعْتَقَد أن هناك شابة (22 عامًا) بين المخطوفين، وذكرت عائلة الشابة أنها كانت في حفل موسيقي عندما تم اختطافها حيث كان الحفل واحدًا من الأماكن التي استهدفها الهجوم.
وأكدت منظمة إسرائيلية غير حكومية "زاكا"، تعنى بأعمال الإغاثة، مقتل قرابة 250 شخصًا، بينهم إسرائيليون وأجانب، في حفل كان جاريًا في صحراء النقب قرب الحدود مع غزة وهاجمه عناصر حماس.
وبحسب القانون الألماني، يقوم المدعي العام بالتحقيق في الجرائم المشتبه بها في الخارج إذا كانت تتعلق بمواطنين ألمان. وقالت المتحدثة إنها لا يمكنها بعد أن تقول كيف ستسير التحقيقات لاحقًا مشيرة إلى أن المسألة لا تزال في البداية تمامًا.
وشنت حماس هجومًا إرهابيًا مطلع الأسبوع اقتحم خلاله مقاتلوها بلدات إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل المئات وخطف العشرات.
يشار إلى أن حركة هي حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
م.ع.ح/ع.ج.م /م.س(د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
حصيلة ثقيلة جراء الهجوم على إسرائيل.. انقسام عربي وإدانة غربية
"يوم قاسٍ" عاشته إسرائيل حسب قياداتها بعد تنفيذ حماس هجوما كبيرا أدى لمقتل وأسر المئات، غالبيتهم مدنيين. نتنياهو توعد بالرد، والغرب أعلن دعمه الكامل لإسرائيل. في المقابل اتسمت مواقف البلدان العربية والإسلامية بالانقسام.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، قامت حركة حماس، يوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهجوم كبير على إسرائيل عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلاً عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة. وقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من جهازي الشرطة والجيش، فضلاً عن أسر العشرات، في الهجوم الإرهابي.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
حصيلة القتلى في ارتفاع وجلهم مدنيين
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". تجاوزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 700 شخص، بينهم 73 عسكرياً فضلا عن مئات الجرحى. القتال استمر داخل مدن إسرائيلية محاذية لغزة لليوم الثالث تواليا، ما دفع إسرائيل إلى إخلاء جميع سكان غلاف غزة، معلنة أنها في "حالة حرب".
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
إسرائيل تتوعد بالرد
أطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، اسم "طوفان الأقصى" على هجومها قائلة إنه جاء ردا على "العدوان الإسرائيلي" في القدس. في المقابل أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، واستدعت 300 ألف جندي احتياط، وقصفت المئات من الأهداف في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حصار مطبق على القطاع.
صورة من: dpa
المأساة كذلك في غزة
في الجانب الفلسطيني، الوضع الإنساني كذلك في غاية الصعوبة، وزارة الصحة في غزة أكدت وقوع حوالي 500 قتيل ومئات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 123 ألف شخص داخل القطاع الذي يعاني مسبقا من تدهور الخدمات الأساسية، كما سقط قتلى فلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
صورة من: Ibraheem Abu Mustafa/REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حق هذه الأخيرة الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملة طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
انقسام عربي
الإمارات وصفت هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة كانت لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد" لكنها دعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
ماذا بشأن السعودية وإيران وتركيا؟
توجهت أيضا الأنظار لموقف السعودية التي يتردد أنها مقبلة على التطبيع مع إسرائيل. الرياض طالبت بوقف التصعيد، لكنها ذكرت "تحذيراتها من انفجار الأوضاع نتيجة الاحتلال". إيران وقفت بوضوح إلى جانب حماس لكنها نفت ضلوعها في الهجوم ردا على اتهامات إسرائيلية وأمريكية، فيما دعت تركيا التي تحسنت علاقاتها بإسرائيل مؤخراً، إلى "دعم السلام" و"عدم الإضرار بالمدنيين".