الادعاء العام الألماني يتولى التحقيق في قضية الضابط "اللاجئ"
٢ مايو ٢٠١٧
أعلن متحدث باسم الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا أن دائرته تولت الإشراف على التحقيق في قضية "فرانكو أ." الضابط في الجيش الألماني، الذي انتحل شخصية لاجئ سوري والمشتبه في تخطيطه لعمل إرهابي.
إعلان
تولى الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا التحقيقات ضد ضابط الجيش الألماني، الذي انتحل شخصية لاجئ سوري والمشتبه في صلته بالإرهاب. وقال متحدث باسم الادعاء العام اليوم الثلاثاء (الثاني من أيار//مايو 2017) إن هناك شبهات مبدئية تخص الإعداد لعمل خطير يهدد أمن البلاد، حسب التعبير الرسمي.
وكان الضابط المذكور ويدعى "فرانكو أ." قد أعتقل الأسبوع الماضي تحت شبهة الإعداد لعمل إرهابي وتنحله صفة لاجئ سوري لأشهر عديدة. وكان الادعاء العام المحلي في مدينة فرانكفورت مسؤولا عن التحقيقات لحد الآن.
في غضون ذلك، صرح المفتش العام للجيش الألماني بأنه من المحتمل أن يكون الضابط المشتبه في صلته بالإرهاب قد سرق ذخيرة من مخازن الجيش الألماني. وقال الجنرال فولكر فيكر اليوم الثلاثاء في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية: "قد تحققنا من وجود أوجه تضارب"، موضحا أن الأمر يتعلق بذخيرة يشتبه أنه تم استخدامها خلال تمرين رماية كان يقوده الضابط المشتبه به فرانكو إيه.
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية اليوم الثلاثاء إلغاء وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين لزيارتها إلى الولايات المتحدة التي كانت مقررة غدا الأربعاء على خلفية التحقيقات ضد هذا الضابط المشتبه في صلته بالإرهاب. وكذلك على خلفية السجال الدائر بين الوزيرة ورابطة الجيش الألماني التي أعربت عن "صدمتها" من انتقادات الوزيرة للجيش.
وذكرت الوزارة في بيانها حول إلغاء الزيارة أن كشف الملابسات الحالية بشأن الضابط ، الذي قدم نفسه كلاجئ سوري مدينة يتصدر قائمة أولويات الوزيرة. وبحسب تقارير إعلامية، عثرت وزارة الدفاع الألمانية على دلائل تشير إلى وجود خلية يمينية متطرفة صغيرة داخل القوات المسلحة الألمانية، وذلك في إطار التحقيقات في واقعة الضباط الألماني، الذي يشتبه في تبنيه لأفكار يمينية متطرفة. ووفقا لمصادر إعلامية فإن الوزارة ترجح أن الخلية تضم نحو خمسة أفراد.
إلى ذلك أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أن وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين سوف تلتقي مائة من كبار القادة العسكريين في الجيش الألماني على خلفية واقعة ضابط الجيش المشتبه في صلته بالإرهاب ومخالفات أخرى.
وقال المتحدث اليوم الثلاثاء في العاصمة الألمانية برلين إنه من المقرر أن يعقد اللقاء بعد غد الخميس في العاصمة الألمانية برلين ويهدف لاستجلاء الأوضاع والتوصل إلى نتائج. وأضاف أن وزيرة الدفاع الاتحادية تعتزم غدا الأربعاء زيارة مدينة إلكريش بصحبة المفتش العام للجيش الألماني فولكير فيكير، وهي المدينة التي كان الضابط المشتبه فيه متمركزا فيها.
وكانت معلومات صحفية نشرت نهاية الأسبوع الماضي قد أفادت بوجود مؤشرات على ميول يمينية متطرفة لدى الضابط المذكور، وذلك منذ عام 2014 دون أن تكون لتلك المؤشرات تبعات قانونية أو اهتمام الرؤساء بالأمر.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ، أ.ف.ب)
صدمة وحزن وخوف وإرهاب... أسبوع دام في ألمانيا
شهدت ألمانيا خلال أسبوع واحد فقط عمليات قتل وترهيب وهجمات إرهابية، ثلاثة منها نفذها لاجئون قدموا إليها حديثا، واثنان منهما تبناهما تنظيم "داعش". جولة مصورة توثق أسبوعا من الإرهاب والحزن والخوف في عدة مدن ألمانية.
صورة من: Getty Images/J. Simon
لا يزال الحزن يخيم على مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تضع امرأة وردة في المكان الذي شهد يوم الجمعة الماضي عملية قتل عشوائية مروعة، راح ضحيتها تسعة أشخاص، أغلبهم في مقتبل العمر. العملية التي نفذها شاب ألماني-إيراني، قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية، راح ضحيتها فتيان وشباب، غالبيتهم من أصول مهاجرة (ثلاثة أتراك وثلاثة ألبان كوسوفو ويوناني). ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في المكان والوقت غير المناسبين!
صورة من: GGetty Images/AFP/C. Stache
بحر من الورود أمام مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، حيث مسرح عملية القتل الجماعي العشوائي، حداداً على أرواح الضحايا وسط تساؤلات عمّا دفع الجاني، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، إلى هذه الجريمة؟ التحريات تشير إلى حد الآن أن الشاب، الذي ولد في ألمانيا لأبوين قدما من إيران في التسعينات كطالبي لجوء، قد خطط لعمليته طويلاً و"جيداً".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اضطر في غضون ثلاثة أيام إلى قطع عطلته كان يقضيها مع زوجته في الولايات المتحدة الأمريكية. المرة الأولى كانت مطلع الأسبوع عقب عملية إرهابية نفذها لاجئ في 17 من عمره في قطار في مدينة فورتسبورغ، والمرة الثانية عقب عملية القتل الجماعي العشوائي في ميونيخ. الوزير قرر بعدها التخلي نهائيا عن إجازته والبقاء في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
في غضون ذلك، لا تزال صور دماء تغطي أرضية عربة في القطار الذي شهد عملية إرهابية في مدينة فورتسبورغ الألمانية عالقة في أذهان الكثيرين في ألمانيا. العملية، التي نفذها فتى لاجئ في 17 من عمره، أسفرت عن إصابة أسرة قدمت من هونغ كونغ سائحة في ألمانيا بجروح بليغة وامرأة ألمانية ذنبها الوحيد أنها كانت في طريق الإرهابي عند محاولته الفرار من القطار. العملية تبناها فيما بعد تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Hildenbrand
وفيما تزداد المخاوف من ألمانيا من عمليات دامية كتلك التي شهدتها باريس ونيس وبروكسل واسطنبول وأنقرة وغيرها، تبقى التساؤلات قائمة عما دفع بفتى قدم فاراً من أفغانستان (أو باكستان) ليجد ملجأ وأسرة تحتضنه في ألمانيا إلى القتل؟ الكثيرون صدموا لكم الكراهية التي يكنها هذا الشباب خاصة بعدما نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
وما لبث الناس يتنفسون الصعداء بعد عملية ميونيخ التي بثت الذعر في القلوب خوفا من عمليات إرهابية منسقة كتلك التي شهدتها باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وجرح المئات، هاهي ألمانيا تشهد بعد يوم فقط جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، حيث قام لاجئ سوري في مقتل العمر بقتل مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين بسكين كبير.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
حالة من الذعر تسود رويتلينغن، المدينة الصغيرة الهادئة في جنوب ألمانيا، بعد الجريمة البشعة. وفيما تتواصل التحقيقات مع الجاني لمعرفة دوافعه، تؤكد السلطات الألمانية على عدم الاشتباه بالإرهاب والعنف بشكل عام في طالبي اللجوء، لافتة إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة لم تكن من فعل لاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
لكن تحذيرات السلطات الألمانية من عدم وضع اللاجئين في قفص الاتهام قد لا تجد آذانا صاغية، على الأقل لدى البعض، بعد هجوم أنسباخ الانتحاري الذي شُن مساء يوم الأحد، أي في نفس اليوم الذي شهدت فيه روتلينغن عملية القتل بسكين، والذي نفذه لاجئ سوري آخر (27 عاما). العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل المنفذ وجرح 15 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة، كان هدفها الانتقام من ألمانيا وتبنتها داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وفيما تشير التحريات الأولى إلى ضلوع "داعش" في العملية التي نفذها اللاجئ السوري الذي فجر نفسه ليل الأحد الاثنين في بلدة أنسباخ الألمانية، يبقى من المؤكد أنه أراد قتل أكبر عدد ممكن من الناس، إذ أنه تحول إلى مهرجان للموسيقى جاءه زوار من كل حدب وصوب. ولولا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، ويقوم بتفجير نفسه عندها، لكانت الحصيلة أثقل بكثير.
صورة من: DW/N.Niebergall
يواخيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية - التي شهدت ثلاث عمليات قتل وترهيب من إجمالي أربع عمليات خلال أسبوع واحد - يقول إن الهجمات الأخيرة أثارت تساؤلات بشأن قانون اللجوء الألماني والأمن في مختلف أرجاء البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وإن لم يصدر أي تعليق بعد عن المستشارة الألمانية أو وزير داخليتها بشأن عزمهما تشديد قانون اللجوء الذي قدم بموجبه العام الماضي أكثر من مليون لاجئ، أغلبيتهم من السوريين، إلا أن المخاوف الأمنية تبقى قائمة، حيث كثفت الشرطة من تواجدها في كل المرافق العامة الحساسة. ولكن الأكيد أن ما حدث في ألمانيا خلال أسبوع، لن يمّحي من ذاكرة العديد من الناس.. أملا في ألاّ يستغلها اليمنيون المتطرفون لصالحهم!