الاستخبارات الألمانية تصنف "مواطني الرايخ" كحركة متطرفة
١٩ أكتوبر ٢٠١٦
اتخذت "هيئة حماية الدستور" (المخابرات الداخلية) في ولاية بافاريا قراراً بتصنيف "حركة الرايخ الألماني" كحركة متطرفة يمينية. وجاء في حيثيات التصنيف أن "أيدلوجية الحركة شعبوية ومعادية للسامية".
إعلان
قالت متحدث باسم هيئة حماية الدستور "المخابرات الداخلية الألمانية" في ولاية بافاريا اليوم الأربعاء (19 أكتوبر/تشرين الأول 2016) إنها تصنف 30 إلى 40 شخصا ذوي صلة بما بات يعرف بـ حركة "مواطني الرايخ الألماني" ضمن المتطرفين اليمينيين. وقال متحدث باسم الهيئة اليوم الأربعاء بولاية بافاريا في عاصمتها ميونيخ: "تتركز مراقبتنا بشكل خاص على مجموعة حكومة المنفى المعروفة باسم الرايخ الألماني". أضاف المتحدث: "أيدولوجيتهم شعبوية ومعادية للسامية، هذا تطرف يميني واضح".
وأشار المتحدث إلى أن الهيئة رصدت تزايداً مستمرا لأنشطة حركة "مواطني الرايخ الألماني" خلال السنوات الماضية وقال إن هذه الحركة تطعن في وجود الجمهورية الاتحادية ولا تعترف بنظامها القانوني ولا تعترف بشرعية ممثليها المنتخبين ديمقراطيا. وقال المتحدث إن الحركة ليس لها هيكل تنظيمي وليس لها رئاسة مضيفا: "لقد اتسعت في الآونة الأخيرة وبوضوح دائرة من يشعرون بشكل أو بآخر بانتمائهم لهذه الحركة".
وأضاف المتحدث: "من بين هؤلاء متبرمون ومهولون ومؤمنون بنظرية المؤامرة ومنتفعون، ولكن من بينهم أيضا متطرفون يمينيون". وتابع المتحدث باسم هيئة حماية الدستور الألمانية: "نرى في سياق أزمة اللاجئين تفرعا للوسط اليميني المتطرف إلى وسط اجتماعي لم يكن موجودا بهذه البُنى الاجتماعية من قبل". وأوضح المتحدث أن حركة الرايخ الألماني من بين هذه الدوائر ذات العلاقة الفكرية بالأيدولوجية اليمينية المتطرفة "لذلك فليس من المستبعد أن يكون أشخاص ينتمون لهذه الحركة قد مروا بمراحل تطرف وتشدد".
وبدأ الادعاء العام في ألمانيا تحقيقاته ضد متطرف ألماني ينتمي لما يعرف بحركة "مواطني الرايخ الألماني" بتهمة الشروع في القتل وذلك بعد أن أطلق النار على عدد من رجال الشرطة. وقالت أنيتا تراود، المدعية العامة في مدينة روت بولاية بافاريا جنوب ألمانيا اليوم الأربعاء إنه تم إصدار أمر اعتقال بحق المتهم البالغ من العمر 49 عاما وسيقدم لقاضي التحقيقات غدا الخميس.
وكان المتهم قد أطلق النار على عدد من رجال الشرطة أثناء مشاركتهم في حملة مداهمات بمدينة جيورجينسموند بالقرب من مدينة نورنبرغ وأصاب أربعة منهم بعضهم إصابته خطيرة. وقال يوهان راست، رئيس الشرطة في دائرة ميتل فرانكن المعنية، إن أحد رجال الشرطة المصابين بشكل خطير في سن 32 عاما وإن شرطيا ثانيا مصاب بطلق ناري يبلغ من السن 31 عاما في حين أن اثنين آخرين أصيبا بشظايا زجاجية يبلغان من العمر 37 عاما.
خ. س/ أ.ح (د ب أ)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.