الاستخبارات الأمريكية ترجح نشأة فيروس كورونا في الصين
١ مارس ٢٠٢٣
رجح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف.بي.آي" تفشي جائحة كورونا عبر تسرب في مختبر في الصين. وتردد خبراء أمريكيون من قبل بشأن مصدر الفيروس. غير أن هذا الاستنتاج الأخير يرجع لمعلومات استخبارية جديدة على ما يبدو.
إعلان
أكد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "إ.ف بي.آي"، كريستوفر راي، تقييما سابقا أجرته وكالة الاستخبارات الداخلية الأمريكية يشير إلى أن انتشار فيروس كورونا "على الأرجح" نشأ من تسرب مخبري في الصين. وقال راي لقناة فوكس نيوز الأمريكية في مقابلة نشرت مساء أمس الثلاثاء "لقد قيم مكتب التحقيقات الاتحادي لبعض الوقت الآن أن أصول الجائحة هي على الأرجح حادث مختبري محتمل في ووهان"، حيث ظهر الفيروس لأول مرة في عام 2019. ومضى راي يقول إن الوكالة الأمريكية افترضت أن "تسربا محتملا من مختبر تديره الحكومة الصينية" مسؤول عن تفشي الفيروس العالمي "الذي أودى بحياة ملايين الأمريكيين".
وأضاف مدير مكتب التحقيقات الاتحادي أن التحقيقات لا تزال جارية، قائلا إنه غير قادر حاليا على مشاركة "الكثير من التفاصيل السرية". وقال راي "سأدلي فقط بملاحظة مفادها أن الحكومة الصينية، كما يبدو لي، تبذل قصارى جهدها لمحاولة إحباط العمل هنا والتعتيم عليه".
وأضاف "هذا مؤسف للجميع، بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة والشركاء الأجانب المقربون". وفقا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال، يقال إن وزارة الطاقة الأمريكية قد غيرت تقييمها لأصل الفيروس وتفترض الآن أن حادثا مختبريا محتملا يمكن أن يكون مسؤولا، ولكن فقط بدرجة "منخفضة" من اليقين. وترفض الصين هذه المزاعم، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في بكين ماو نينج إن التحقيقات في أصل الفيروس مسألة علمية ويجب "عدم تسييسها".
وسبق لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن ذهبت قبل يومي في نفس الاتجاه اعتمادا على نتائج توصلت إليها وزارة الطاقة الأمريكية. ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء يوم الأحد الماضي عن الصحيفة الأمريكية القول إن تقريرا استخباراتيا سريا تم تقديمه إلى البيت الأبيض وأعضاء بارزين في الكونغرس، جاء فيه أن الفيروسانتشر، على الأرجح، بسبب وقوع حادث مؤسف في مختبر صيني. كما سلط التقرير الضوء على كيفية رؤية الوكالات الأخرى لأن انتشار الفيروس جاء على الأرجح نتيجة لانتقاله بصورة طبيعية، في حين أن آخرين لم يحسموا أمرهم بهذا الشأن بعد.
ح.ز/ ا.ف (د.ب.أ)
مستشفى "هيوشنشان".. وجه آخر للحرب على كورونا
في خضم سعيها للحد من اتساع رقعة الإصابات بفيروس كورونا، أمرت السلطات الصينية ببناء مستشفى جديد خلال مدة لا تتجاوز الـ 10 أيام، فيما راحت آلة الدعاية الحكومية تتغنى بقدرة الحكومة على "التعبئة الاستثنائية".
صورة من: picture alliance/Xinhua/X. Yijiu
بدأ مستشفى ميداني جديد في الصين باستقبال مرضى فيروس كورونا القاتل في ووهان الصينية، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات المكتظة في هذه المدينة الصينية التي بدأ منها تفشي الفيروس. وكانت السلطات الصينية قد أعلنت عن تشييد المستشفى في فترة قياسية لم تتجاوز عشرة أيام.
صورة من: picture alliance/Xinhua/X. Yijiu
وأقبل الصينيون بحماسةٍ كبيرةٍ على بناء هذه المنشأة التي تتسع لنحو ألف سرير، حيث بثت القنوات التلفزيونية عبر الإنترنت مباشرةً ولمدة 24 ساعة يومياً برامج حول انكباب 4 آلاف عامل مع معدات الحفر لإنهاء العمل في المستشفى الذي يتسع لـ 1000 مريض.
صورة من: Imago Images/C. Yang
وُضع المستشفى الذي أُطلق عليه اسم "هيوشنشان"، تحت سيطرة الجيش، وهو واحد من مستشفيين مجهزين مسبقاً تقرر تشييدهما بهدف تخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية في هذه المدينة الكبيرة التي يقطنها 11 مليون شخص، والتي تواجه تدفقاً غير اعتيادي من المرضى. "هيوشنشان" تعني "جبل إله النار"، وهي شخصية من الأساطير التاوية، قادرة - بحسب الأسطورة - على تخليص الجسم من الفيروس بفضل السخونة التي يصدرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua
عمل البناؤون ليل نهار لإنهاء تشييد هذا المستشفى، وارتدى جميعهم أقنعة واقية بطلب من السلطات التي أمرت جميع سكان ووهان بفعل ذلك. بعد تهيئة الأرض ووضع قاعدة من الإسمنت ثم مدّ المستشفى بالماء والكهرباء، قاموا بتركيب 400 غرفة باستخدام جدران مسبقة الصنع، وتزويدها بالمعدات الطبية والحمامات.
صورة من: Getty Images
جرى وصل الموقع بشبكة الجيل الخامس للإنترنت "5 جي" التي تتيح إجراء اتصالات شديدة السرعة والقيام بتشخيصات عبر الفيديو من خلال طاقم خبراء يقوم بتوجيه الفرق الميدانية، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Chinatopix
تحاول السلطات الصينية التغطية على الانتقادات التي تتعرض له سلطات مدينة ووهان لبطئها في إعلان حالة الطوارئ. أما آلة الدعاية الحكومية فقد أثنت على بناء المستشفى باعتباره رمزاً لقدرة التعبئة الاستثنائية التي تتمتع بها الصين لمواجهة الكوارث.
صورة من: Imago/L. He
كما أمرت الحكومة الصينية ببناء مستشفى ميداني آخر، إذ انطلقت أعمال تشييده في ووهان وسُمي "ليشنشان" (أو جبل إله البرق) الذي يعاقب من يضطهدون الناس بحسب الأسطورة، ويفترض أن يكون قادراً على استقبال أولى المرضى هذا الأسبوع. ومن المقرر أن يتسع لـ 1600 مريضاً.
صورة من: Getty Images
كانت أول ضحية لفيروس كورونا المستجدّ رجلاً تجاوز الستين من العمر ويعاني من تدهور صحته بالأساس، وهو نموذج لجميع الذين قضوا لاحقاً جراء هذا المرض. أودى هذا الوباء الشبيه بوباء سارس منذ أن أعلنت بكين ظهوره في كانون الأول/ ديسمبر، بـ 490 شخصاً في الصين القارية فيما سجلت أكثر من 24300 إصابة، وفق آخر حصيلة صدرت الأربعاء.