بيروت - بحضور العديد من كبار المسؤولين الاجانب وفي طليعتهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى بيروت تكون الاسرة الدولية وجهت اليوم الاربعاء رسالة تكريم تليق بمقام رئيس دولة الى رفيق الحريري الذي قضى الاثنين في عملية اغتيال في بيروت. وقام مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز بتمثيل الولايات المتحدة في تشييع الحريري فيما ارسل الاتحاد الاوروبي موفده الخاص الى الشرق الاوسط مارك اوتي. واوفد امين عام الامم المتحدة كوفي انان مستشاره الاخضر الابراهيمي، احد الاصدقاء الشخصيين للحريري والذي قام عام 1989 بمهمة وساطة ساهمت في وضع حد للحرب الاهلية اللبنانية. كما سجل حضور بارز لشخصيات من مختلف اقطار العالم العربي حيث ارسلت الجامعة العربية امينها العام عمرو موسى فيما ارسلت مصر والمغرب رئيسي وزرائهما احمد نظيف وادريس جطو واوفدت الجزائر والاردن رئيسي مجلسي الاعيان عمار السعداني وزيد الرفاعي. وقام كل من وزراء خارجية السعودية سعود الفيصل واليمن ابو بكر القربي والسلطة الفلسطينية نبيل شعث بتمثيل بلادهما في حفل التأبين. وطالب جاك شيراك لدى وصوله الى بيروت ب"القاء الضوء كاملا" على اغتيال رفيق الحريري الذي وصفه بانه عمل "شنيع لا يمكن وصفه". واكد الرئيس الفرنسي ان الحريري "كان يحمل مثالا اعلى من الديموقراطية والسيادة والاستقلال والحرية للبنان البلد الذي احبه بشغف". واضاف "انها خسارة كبيرة للبنان وللعالم اليوم". واقيمت للحريري جنازة "شعبية" شارك فيها مئات الالاف بناء على طلب من عائلة رئيس الوزراء السابق والمعارضة اللتين رفضتا بشكل قاطع ان تقيم له الحكومة اللبنانية جنازة "رسمية". وتغيب عن الجنازة الرئيس اميل لحود ورئيس الوزراء عمر كرامي بسبب الاجواء المخيمة المعادية بشدة للسلطات اللبنانية كما وجه المشيعون سيلا من الانتقادات الحادة والشتائم اليهما والى الرئيس السوري بشار الاسد. وكان الحريري اظهر منذ استقالته من رئاسة الحكومة في تشرين الاول/اكتوبر 2004 معارضة متزايدة للوجود السوري في لبنان وقد انضم مؤخرا الى صفوف المعارضة اللبنانية للوجود السوري في لبنان والتي تضم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.