أعلن الجيش السوري الحر اليوم الأحد (22 يوليو/تموز 2012) بدء معركة "تحرير حلب" في شمال البلاد حيث تدور لليوم الثالث على التوالي اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر، فيما تواصلت الاشتباكات وأعمال القصف في بعض أحياء دمشق، التي انتقلت إليها المعارك قبل أسبوع. تزامن ذلك مع قيام الجيش التركي بنشر صواريخ أرض- جو على الحدود مع سوريا. وشهدت العاصمة دمشق اليوم أعمال عنف متفرقة.

سياسياً، تعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالأزمة السورية اجتماعا مساء اليوم في الدوحة لبحث تطورات الوضع السوري، في ضوء امتداد العنف إلى دمشق وحلب وتقدم المعارضة على الأرض وتأكيدها دخول "مرحلة الحسم" مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. فيما أعلن دبلوماسيون أوروبيون الأحد عزم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم المقرر غدا الاثنين في بروكسل تشديد العقوبات الأوروبية المفروضة على النظام السوري.

عقوبات أوروبية

ومن المنتظر أن يدرج وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم المقرر غدا الاثنين 20 إلى 30 شخصية سورية وكذا من شركتين إلى ثلاث شركات أو منظمات سورية على قائمة العقوبات. يُذكَر أن هذه ستكون المرة السادسة عشر التي يشدد فيها الاتحاد الأوروبي من عقوباته ضد النظام السوري المفروضة منذ أيار/ مايو 2011.

وبذلك يصل عدد الشخصيات السورية الممنوعة من دخول أراضي الاتحاد الأوروبي إلى 129 شخصا، كما يصل عدد الشركات أو المنظمات السورية المدرجة على القائمة السوداء 49 شركة ومنظمة، بالإضافة إلى حظر واردات النفط السورية وتجميد أموال البنك المركزي السوري في الحسابات الأوروبية. كذلك سيقوم الوزراء الأوروبيونبإجراء مشاورات غدا حول كيفية تحسين تنفيذ حظر صادرات السلاح إلى سوريا.

وفي إشارة إلى الفيتو الروسي الصيني الذي حال مؤخرا دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري قالت كاترين آشتون مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "أدعو جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسئولياتهم ووقف نزيف الدم وإنهاء معاناة الشعب السوري".

تواصل الاشتباكات

ميدانياً، شهدت العاصمة دمشق اليوم أعمال عنف متفرقة في حين دارت في مدينة حلب شمال سوريا اشتباكات عنيفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي صرّح اليوم أن عدد القتلى في سوريا تجاوز 19 ألفا منذ بدء الانتفاضة السورية العام الماضي. واستعاد الجيش النظامي السوري صباح الأحد السيطرة على معبر اليعربية الحدودي بين سوريا والعراق، بحسب ما أفاد محافظ نينوى العراقية أثيل النجيفي.

في حين استولى مقاتلو المعارضة السورية الأحد على مركز حدودي ثانٍ مع تركيا بعد سيطرتهم الخميس على معبر باب الهوى، وبذا أصبحوا يتحكمون بمركز السلامة إلى شمال حلب (شمال)، المواجه لمعبر أونجوبينار الحدودي التركي في محافظة كيليش (جنوب)، منذ الساعة السابعة بالتوقيت المحلي من صباح الأحد. وقال قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي في شريط فيديو تم بثه على بعض الفضائيات العربية: "نجح الجيش السوري الحر حتى اليوم في تحرير معظم المواقع الواقعة في ريف حلب وأصبحت الطريق أمامنا مفتوحة لتحرير مدينة حلب ومنها كل التراب السوري".

كما طلب العكيدي من المواطنين "التزام بيوتهم حتى تحرير المدينة". ودعا عناصر الجيش السوري إلى الالتحاق بالجيش السوري الحر أو "التزام الحياد". وتدور لليوم الثالث على التوالي معارك عنيفة في بعض أحياء مدينة حلب في شمال سوريا. وذكر ناشطون أن المقاتلين المعارضين تمكنوا من السيطرة على بعض أجزاء إحياء صلاح الدين ومساكن هنانو وسيف الدولة والصاخور. يشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات والأخبار من مصادر مستقلة.

(ع.م/ د ب أ ، رويترز، أ ف ب)

مراجعة: أحمد حسو