الاشتباه بقيام دبلوماسي ألماني سابق بالتجسس لصالح الصين
١٥ يناير ٢٠٢٠
يتردد بين الحين والآخر اتهام الصين بالتجسس على عدة دول أوروبية منها ألمانيا. وفي هذا السياق فتحت النيابة الاتحادية الألمانية تحقيقا مع ثلاثة أشخاص، بينهم دبلوماسي سابق، للاشتباه بقياهم بالتجسس ونقل معلومات حساسة للصين.
إعلان
أعلنت النيابة العامة الاتحادية في ألمانيا اليوم الأربعاء (15 كانون الثاني/ يناير 2020) أنها تحقق في شأن ثلاثة أشخاص يشتبه بتجسسهم لصالح الصين. وصرح المتحدث باسم مكتب المدعي العام الاتحادي لوكالة فرانس برس "نستطيع أن نؤكد أن تحقيقا يجري في شأن عملية تجسس يشتبه بها" لصالح الأجهزة الأمنية الصينية.
والمشتبه بهما الآخران يعملان في "شركة ضغط (لوبي) ألمانية" ورفضت النيابة الكشف عن معلومات أو بيانات شخصية تتعلق بالمشتبه بهم. إلا أنها أكدت المعلومات الواردة في تقرير موقع "دير شبيغل" بأن الشرطة داهمت صباح اليوم الأربعاء منازل ومكاتب مرتبطة بالاشخاص الثلاثة في برلين وبروكسل وفي ولايتي بافاريا وبادن-فورتمبرغ الألمانيتين.
وبحسب "دير شبيغل" يتهم الادعاء العام الدبلوماسي السابق وأحد موظفي شركة الضغط بـ "تبادل معلومات خاصة وتجارية مع وزارة أمن الدولة الصينية". أما المشتبه به الثالث فقد أبدى "استعدادا للقيام بذلك".
وأشار تقرير "دير شبيغل" إلى أن الدبلوماسي المشتبه به أنهى عمله في الاتحاد الأوروبي عام 2017 وتحول للعمل لدى شركة ضغط (لوبي) حيث جند مشتبهين بهما آخرين، ويعتقد أن أحدهما سافر إلى الصين واجتمع مع الضابط الصيني المسؤول عنه. ومن المرجح أن عملية التجسس بدأت في العام ذاته الذي أنهى الدبلوماسي الألماني عمله في الاتحاد الأوروبي.
في حال تأكيد الاتهامات، فستكون هذه واحدة من الحالات النادرة التي يتم فيها الكشف عن جواسيس يعملون لحساب الصين.
إذ أنه "رغم أن الكثير من الحديث يدور دائما عن عمليات تجسس صينية واسعة النطاق في ألمانيا وأوروبا، إلا أن المحققين نادرا ما ينجحون في مواجهة أجهزة الأمن الصينية".
وتجدر الإشارة إلى شركة الضغط التي يعمل لصالحها المشتبه بهم، قدمت استشارات لشركات ألمانية كبيرة معروفة.
ع.ج/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.