الاشتراكيون ينتقدون بشدة تعيين ماسن وكيلا في وزارة الداخلية
١٩ سبتمبر ٢٠١٨
رغم إبعاد هانز غيورغ ماسن من رئاسة هيئة حماية الدستور ونقله إلى وزارة الداخلية للعمل كوكيل للوزارة، فإن قضيته لا تزال تثير الجدل وردود فعل غاضبة من الحزب الاشتراكي الشريك في الائتلاف الحكومي.
صورة من: Getty Images/M. Tantussi
إعلان
تعليقا على استبعاد ماسن من رئاسة هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) حذر رالف شتيغنر، نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريكي الحزب في الائتلاف الحكومي، الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل والحزب المسيحي البافاري بقيادة وزير الداخلية هورست زيهوفر، من أن "ما تبقى من صبر لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي تجاه الائتلاف الحكومي الموسع تضاءل للغاية"، جاء ذلك في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم الأربعاء (19 أيلول/ سبتمبر).
وكان الاشتراكيون قد طالبوا بإقالة رئيس الاستخبارات الداخلية هانز غيورغ ماسن بسبب اتهامهم إياه بعدم صلاحيته لهذا المنصب بعد تصريحاته عن أعمال الشغب المعادية للأجانب في مدينة كمنيتس.
وتوصلت ميركل و زيهوفر لاتفاق مع رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أندريا ناليس، مساء أمس الثلاثاء، على أن يترك ماسن منصبه كرئيس للمخابرات وينتقل للعمل كوكيل في وزارة الداخلية.
ويعتبر نقل ماسن لهذا المنصب ترقية له من ناحية التدرج الوظيفي المعمول به داخل وزارة الداخلية، كا أنه سيتلقة راتبًا أعلى بنحو 2500 يورو شهريا. ورأى شتيفان فايل، رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى والذي ينتمي للحزب الاشتراكي، أن حالة ماسن قد أضرت كثيرا بسلطة ميركل وقال في تصريح لصحيفة "راينِشه بوست" اليوم الأربعاء (19 سبتمبر/ أيلول) "لقد تضررت مكانة ميركل كثيرا جراء الصراعات مع قيادة الحزب المسيحي البافاري". كما رأى فايل أن هناك أشياء لا ينبغي للمستشارة أن تسمح بعرضها عليها وقال إن ترقية ماسن "تلقي ضوء سلبيا على موقف هورست زيهوفر ومدى قدرة أنغيلا ميركل على فرض إرادتها".
أما رئيس منظمة الشباب في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كيفين كونارت، فقد وصف قرار ترقية ماسن "بالصفعة في الوجه" قائلا "رئيس هيئة حماية الدستور الذي ينشر ويدافع عن نظرية المؤامرة لليمين المتطرف لا يستحق منصبا وظيفيا عاما في الدولة، بل يجب أن يحال إلى التقاعد"، مطابا حزبه بالخروج من التحالف الحكومي.
وردّا على هذه الانتقادات اتهم أرمين شوستر، خبير شؤون الأمن الداخلي في الكتلة البرلمانية لحزب ميركل، شريكه في الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بأنه صعد قضية ماسن بدون سبب مقنع. وقال شوستر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن المهلة التي أعطتها قيادة الحزب الاشتراكي للمستشارة لإقالة ماسن، وضعت الحكومة الألمانية في موقف حرج وغير متناسب مع حجم المشكلة التي تسبب فيها ماسن.
وقال شوستر إنه على الرغم من أن هذا الحل، أي نقل ماسن إلى وزراة الداخلية للعمل كوكيل للوزارة "غير تقليدي" إلا أنه إشارة واضحة للتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تقوده ميركل مفادها "أننا لا نترك سلطاتنا الأمنية في الأوقات الصعبة في العراء". وأضاف شوستر أن حزب الخضر وحزب اليسار حاولا مؤخرا إسقاط ماسن باستخدام تهم واهية وقال إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي "استغل ذلك من أجل استعراض سلطته".
ع.ج/ و.ف (د ب أ)
كيمنتس ..كل هذا يحدث في مدينة ألمانية وأمام أعين الشرطة!
بلغ الوضع في كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، والتي يبدو أن النازيين الجدد واليمين المتطرف يتمتعون بحضور قوي فيها، درجات غير مسبوقة من التوتر بعد مظاهرات نظمت على خلفية وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بالآلاف خرج مؤيدو اليمين المتطرف والشعبوي ليلة الاثنين/ الثلاثاء (28/27 أغسطس/آب 2018) إلى شوارع كيمنتس (شرق)، للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية عقب وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: Reuters/M. Rietschel
كما نظم اليسار مظاهرة مضادة دعت إليها مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية المتطرفة. الشرطة تدخلت لعزل المجموعتين عبر استخدام خراطيم المياه وذلك لمنع مؤيدي الطرفين من الاشتباك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
ومع ذلك ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباكات بين المجموعتين، كما سجلت إصابات أخرى بعبوات حارقة ومقذوفات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن عدد الإصابات أو تأكيد الأرقام المعلنة. وعلى ما يبدو فقد فاجأ الحضور المكثف لمؤيدي اليمين المتطرف الجميع، بمن فيهم المسؤولين عن جهاز الأمن الذين أقروا بأن عناصرهم كانت أقل مما يستلزمه الوضع.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
ووفق وسائل إعلامية محلية فإن جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد شاركوا في التظاهرات إظافة من ألتراس كيمنيتس، بينما قال منظموا المظاهرة إن المشاركين هم من المواطنيين "القليقين" على مصير البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
وصباح اليوم الثلاثاء (28 آب/ أغسطس)، وجه اتحاد المدينة انتقادا لاذعا للشرطة واصفا إدارتها للأزمة بـ "رسالة سيئة من دولة القانون القوية".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وتظاهرة أمس الاثنين هي الثانية بعد خروج 800 متظاهر إلى الشوارع قبل يومين، وذلك بعد انتشار خبر وفاة رجل قالت عنه الشرطة "إنه ألماني في 35 من العمر" إثر تلقيه عدة طعنات، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين. وأصدرت محكمة ابتدائية بالمدينة بعد ذلك مذكرتي اعتقال بحق شابين مشتبه بهما أحدهما سوري والآخر عراقي.
صورة من: Imago/epd/W. Schmidt
ورفع المتظاهرون من اليمين المتطرف شعارات عنصرية تدعو إلى "حماية" ألمانيا وأوروبا من المهاجرين. بينما تحدثت قوات الأمن عن "أكثر من مائة شخص أخفوا وجوههم" وبعضهم أدوا تحية هتلر. في المقابل وصفت مراسلة المحطة الإذاعية "WDR" الشعارات المرفوعة بأنها كانت "تنم عن مستويات غير مسبوقة من العنف".
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Meyer
ومجددا وكما بات الأمر معروفا في مظاهرات اليمين المتطرف، رفعت شعارات تطالب برحيل المستشارة "المسؤولة" حسب المتظاهرين عن "تدفق اللاجئين". ورسميا، كان المتحدث الرسمي باسم المستشارة قد شدد على أن ألمانيا "لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع". وذلك عقب انتشار صور تظهر نازيين جدد يلاحقون أشخاصا من أصول أجنبية في شوارع كيمنتس.