1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاعتداء على الكنيسة.. نهاية الغزل بين الأقباط والسيسي؟

علاء جمعة
١٢ ديسمبر ٢٠١٦

الاعتداء على كنيسة للأقباط الأرثوذكس في القاهرة شكل ضربة مؤلمة للمسيحيين في مصر، إلا أن مراقبين يرون كذلك أن هذه الضربة تستهدف نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكسر التحالف القبطي معه.

Ägypten Beerdigung der Opfer des Anschlags auf eine Kirche in Kairo
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi

شكل الاعتداء الذي وقع الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول) على الكنيسة البطرسية، التابعة للأقباط الأرثوذكس في القاهرة وأوقع 24 قتيلا، ضربة مؤلمة للمسيحيين في مصر، وذلك باستهدافه موقعا مقدسا أثناء قداس الأحد، إلا أن مراقبين يرون كذلك أن هذه الضربة موجهة في الوقت ذاته لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

فالهدف الأول للاعتداء، بحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فيكتور سلامة هو ضرب تأييد الكنيسة القبطية للحكومة المصرية. وأوضح سلامة في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية  "الإسلاميون يمكنهم أن يقولوا إننا نريد أن يدفع الأقباط ثمن تأييدهم للإطاحة بالإخوان المسلمين" من السلطة في العام 2013. وقال سلامة "إن هذا التفجير مثل صفعة للحكومة. فالكنيسة مسيحية بالطبع، ولكنها مؤسسة مصرية تم تفجير 12 كيلوغراما من المتفجرات داخلها بسهولة تامة." وكشف الاعتداء على الكنيسة كذلك نقاط ضعف لدى الشرطة المصرية. ويرى سلامة أن مثل هذه الاعتداءات قد تنهي العلاقة الوثيقة بين السيسي والأقباط، في حال فشل الرئيس المصري في توفير الأمن.

من جهته شجب الأنبا دميان أسقف عام شؤون الأقباط في ألمانيا  في حوار مع DW  عربية الحادث، واصفا إياه بالإجرامي والإرهابي. ويرى الأنبا دميان أن ما قامت به الحكومة لا يزال غير كافيا، وقال: "لا أريد أن أسمع عبارات مواساة، وكلمات عزاء، وإنما أريد من الحكومة أن تقبض على المجرمين وأن أراهم أمام القضاء." وتابع "أقول للرئيس السيسي إنه إذا كنا فعلا جزء من نسيج الشعب المصري؛ فنحن لنا حقوق وأهمها الإمساك بالمجرمين، الذين قاموا بهذه الفعلة."

الغضب والصدمة يبدوان على وجوه مصريين تجمعوا أمام الكاتدرائية في العباسية بعد الانفجار الذي وقع بالكنيسة البطرسيةصورة من: Getty Images/C. McGrath

السيسي والأقباط

وكشف السيسي بعد ظهر الاثنين في الجنازة الرسمية التي أقيمت أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في حي مدينة نصر بشرق القاهرة أنه تم تحديد هوية مرتكب الاعتداء، مشيرا إلى أنه انتحاري "فجر نفسه بحزام ناسف"، معلنا توقيف أربعة أشخاص بينهم امرأة يشتبه في تورطهم في الاعتداء، من دون أن يحدد الجهة التي تقف وراءه.

من جهته يرى المحلل السياسي والكاتب المصري كمال زاخر في حديث مع DW عربية أن تصرف الحكومة هذه المرة بدا مختلفا عن تصرفات الحكومات السابقة. وقال زاخر إنه وللمرة الأولى يشارك في تأبين القتلى عدد كبير من الوزراء والمسؤوليين الرسميين، كما أن إطلاق الرئيس السيسي صفة شهداء على ضحايا الكنيسة هو أمر هام جدا، ويحصل لأول مرة، حسب تعبيره. 

الأنبا دميان أسقف عام شؤون الأقباط في ألمانيا صورة من: Anba Damian

وفيما يرى  الأنبا دميان أن شعبية السيسي ثابتة لدى أقباط مصر، وأن الجزء الأكبر من الأقباط يرون أنه أنقذ مصر من التطرف، وقاد البلاد إلى بر الأمان، يرى كمال زاخر أن الرئيس المصري في موقف حرج، فالسيسي يعلم أن التأييد الحاصل عليه من الأقباط ليس تأييدا مطلقا للأبد، لذلك قد يكون مصير هذا الدعم منوطا بالتصرف الذي سوف يتبعه الرئيس المصري.

ويرى مراقبون أن المسيحيين علقوا آمالاً كبيرة علي النظام الحالي في مواجهة التيارات الإسلامية المختلفة وعلي رأسها الإخوان المسلمين. لكن مع تكرار الأحداث الطائفية وتكرار تعامل السلطات المصرية بنفس النمط الذي لا ينتج عنه إنصاف للضحايا أو وصول للعدالة، فإن ذلك أدي إلي شعورهم بأنه لا يوجد ثمة تغيير.

تصريحات السيسي تفجر جدلا 

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صرح اليوم الإثنين أن مفجرا انتحاريا هو من نفذ الهجوم على الكنيسة البطرسية، الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في حي العباسية بالقاهرة، مضيفا أن السلطات ألقت القبض على أربعة مشتبه بهم بينهم امرأة. وقد أثارت تصريحات السيسي جدلا كبيرا في أوساط المجتمع المصري.

وقال السيسي أثناء المشاركة في الجنازة الرسمية، التي أقيمت لضحايا التفجير إن المنفذ شاب دخل الكنيسة اسمه محمود شفيق محمد مصطفى، وفجر نفسه داخل الكنيسة ويبلغ من العمر 22 عاما. وأضاف أن الأمن المصري تمكن من تجميع جثة محمود شفيق، الذي فجر نفسه بحزام ناسف.

وفي حين لاقت هذه الأقوال اهتماما كبيرا من الإعلام المصري المحلي المقرب من الحكومة، والذي قام بتسويقها كنصر كبير للأجهزة الأمنية المصرية، ودليل على تفوقها في جمع المعلومات، شكك آخرون في هذه الأقوال. خصوصا وأن الكشف عن اسم الشاب جاء بسرعة شديدة، غير متوقعة، مما يثير المخاوف من أن يكون ورود اسمه يأتي فقط لامتصاص الغضب والنقمة الشعبية. فالمتهم كان قد تم إلقاء القبض عليه 2014 من قبل أجهزة الأمن المصرية، حيث نشرت آنذاك أن عمره 16 عاما فقط.  ما يعني أن عمره يجب أن يكون الآن 18 عاما وليس 22 على عكس ما قال الرئيس المصري.

مواقع التواصل الإجتماعي تشكك

وعلى موقع التدوينات القصيرة "تويتر" شككت حسابات باسماء أشخاص، بينها أيضا اسماء قبطية، في صحة ما أعلنه الرئيس المصري. فغردت ساندرا يوسف متسائلة: كيف يكون هو مفجر الكنيسة وبحزام ناسف! مع أن التفجير وقع جهة السيدات؟

في حين كتبت ريهام حوا: ماشاء الله الاسم رباعي وفي وقت وجيز وجمعوا جثمانه طول اليوم. فجر نفسه بحزام ناسف وعرفوا بطاقته، هذا استخفاف.

و شكك سليم على حسابه الخاص على "تويتر" بصحة المعلومات وقال "عرفوا الاسم الرباعي للمنفذ، و تاريخ حياته مع أنه يوجد عساكر قتلت فى سيناء، مازالوا مجهولوا الهوية، ولم يتمكنوا من معرفتهم. بينما نشر ميلاد: يبدوا أن هذا الشخص قد قتل في قضية أخرى وقالوا هذه فرصة. 

 وعن فعالية الجهاز الأمني قال المحلل السياسي المصري عماد خليل في حوار مع DW عربية، من الواضح أنه يوجد إهمال أمني منذ البداية، فلم يكن هنالك إجراءات أمنية فعالة منعت من وقوع الانفجارات أو الكشف عنها. وأضاف خليل إن الأقباط في مصر ينتظرون حاليا معرفة الجناة، وكذلك ضمان أمنهم.

وأكد خليل أنه بالرغم من مشاعر الخوف لدى البعض، فإن المشاركة الكبيرة في الجنازة، والتأبين يدل على التكاتف لدى أقباط مصر. ويرى المحلل المصري أن الرئيس السيسي يدرك أن أنظار الشارع المصري تتجه إليه حاليا، لذلك يحاول السيسي أن يتخذ خطوات تهدأ من روع الشارع، واتخاذ خطوات أمنية، إلا أن نجاعة هذه الخطوات من عدمها قد تتحدد مستقبلا، حسب قول عماد خليل.

  

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW