تربط "ليلة البروغنوم" في شهر تشرين ثان/ نوفمبر كل عام باضطهاد اليهود في ألمانيا. وبعدما سمحت محكمة في ميونيخ لحركة بيغيدا المعادية للإسلام بالتظاهر في ذكرى ليلة البروغنومواجهت الحركة آلاف المتظاهرين الرافضين لها.
صورة من: Picture-alliance/dpa/O. Killig
إعلان
تظاهر آلاف الألمان في مدينتي ميونيخ ودريسدن مساء الإثنين (التاسع من تشرين ثان/ نوفمبر) احتجاجا على حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام، والأجانب. وبحسب تقديرات وكالة الأنباء الألمانية خرج حوالي خمسة آلاف متظاهر في دريسدن استجابة لدعوة ائتلاف "قلب بدلا من التحريض"، بينما خرج في شوارع ميونيخ نحو ثلاثة آلاف متظاهر مناهض لبيغيدا.
وكان لوتس باخمان رئيس حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" المعروفة اختصارا باسم "بيغيدا" قد دعا أنصار الحركة إلى الخروج في مسيرة صامتة في الذكرى السنوية لما يعرف باسم "ليلة الكريستال". وخرج مساء الاثنين في دريسدن ستة آلاف على الأقل من مناصري بيغيدا، ويقل هذا العدد حوالي ألفي شخص عمن تظاهروا في دريسدن الأسبوع الماضي.
وكانت الحركة قد حصلت على حكم قضائي من محكمة ميونيخ بحقها في التظاهر في ميونيخ في "ليلة الكريستال"، كما أن إدارة مدينة دريسدن لم تر أي سند قانوني لمنع مسيرة الحركة في تلك الليلة.
رفض ألماني شعبي لحركتي بيغيدا وليغيدا
بعد حركة بيغيدا خرجت حركة ليغيدا المناهضة للإسلام. كلا الحركتين انطلقتا في شرق ألمانيا، حيث لا يتجاوز عدد المسلمين واحد بالمائة من عدد السكان. وتواجه الحركتان انتقادات على المستويين الشعبي والرسمي في ألمانيا.
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark
أنصار حركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة أوروبا) يرفعون صورة دعائية ضد المستشارة أنغيلا ميركل وهي ترتدي الحجاب. الحركة انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وتتهم المستشارة بأنها تتخذ سياسة متواطئة مع الإسلاميين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المستشارة ميركل كانت قد صرحت بأن "الإسلام جزء من ألمانيا"، وذلك في تظاهرة مشتركة مع الأحزاب السياسية وممثلي المسلمين في ألمانيا. هذه التصريحات لاقت ترحيبا من قبل كثيرين، لكنها لاقت أيضا اعتراضات من جهات أخرى.
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
تطالب حركة بيغيدا بوقف أسلمة المجتمع الألماني. الغريب في الأمر أن الحركة بدأت في مدينة دريسدن، التي يصل عدد المسلمين فيها إلى أقل من 1 بالمائة من عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Caroline Seidel
أعلن رئيس حركة بيغيدا لوتس باخمان استقالته من جميع المراكز التي يشغلها في الحركة، على خلفية ظهور صورة له وهو يقلد هتلر، و بعد إعلان الادعاء العام في ألمانيا بدء التحقيقات ضده على خلفية اتهامه بالتحريض العنصري والإساءة للأجانب في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
وفي مدينة لايبتسيغ المجاورة لدريسدن والواقعة في نفس الولاية (ساكسونيا) انطلقت الأسبوع الماضي حركة ليغيدا، وتعني: "سكان لايبزيغ ضد أسلمة الغرب"، على غرار حركة بيغيدا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Endig
واجه متظاهرو حركة ليغيدا تظاهرات حاشدة مضادة تجاوزت أعدادهم. ونجحت الشرطة في منع الصدامات بين المعسكرين في أغلب مناطق المدينة، رغم ذلك حدثت بعض المناوشات بين المتظاهرين في محطة قطارات لايبتسيغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وصف مدير جهاز الاستخبارات المحلي في ساكسونيا منظمي مسيرة لايبزيغ بأنهم "أكثر تشددا" من منظمي تظاهرة دريسدن، لأن زعيم ليغيدا له ارتباطات بالنازيين الجدد، فيما أعلنت كاثرين أورتل من فريق التنظيم في بيغيدا أن حركة ليغيدا ليس لها علاقة بحركتها بيغيدا.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
كرد فعل خرج آلاف الألمان والأجانب للتظاهر ضد الحركتين؛ بيغيدا وليغيدا. المظاهرات المضادة خرجت في مدن ألمانية كبيرة، مثل كولونيا وبون ودوسلدورف وميونيخ وهامبورغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في مدينة دريسدن، معقل بيغيدا، خرجت مظاهرات حاشدة ضد الحركة وتنديدا بمقتل اللاجئ الإريتري خالد إدريس بحري، الذي عثر عليه مضرجا بدمائه قرب مقر سكنه في بيت اللجوء بنفس المدينة.
صورة من: DW/K. Salameh
لاقت حركة بيغيدا تجاوبا في دول أوروبية، وأعلنت أنها فتحت فروعا لها في الدنمارك وإسبانيا والنمسا والنرويج وسويسرا. ونظمت الحركة تظاهرة لها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ضد "أسلمة الغرب".
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark
10 صورة1 | 10
ويحظى ليل التاسع إلى العاشر من تشرين ثان/ نوفمبر بسمعة سيئة في التاريخ الألماني ويعرف باسم "ليلة الكريستال"، حيث اقتحم أفراد من الحركة النازية الأحياء اليهودية في المدن الألمانية في مثل ذلك اليوم عام 1938، وحطموا نوافذ المتاجر. وتم تسمية الليلة بهذا الاسم لأنه كان هناك الكثير من الزجاج المكسور في الشارع، وكان يلمع مثل الكريستال.
إلا أن محكمة ميونيخ قضت بأن المسيرات المناهضة للمهاجرين التي تعتزم بيغيدا تنظيمها لا تستدعي ذكريات أحداث عام 1938 أو تنتقص من الذكريات، وقالت إن هناك ما يكفي من الأحداث المهمة التي وقعت في نفس تاريخ 9 تشرين ثان/ نوفمبر، ومنها ثورة نوفمبر في روسيا- معتبرة أن مسيرة الحركة اليمينية لن تغير معنى اليوم.