1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانتخابات الألمانية 2025: سارة فاغنكنيشت أمام تحدي مفصلي

١٥ يناير ٢٠٢٥

السياسية السابقة في حزب اليسار سارة فاغنكنيشت تريد أن تفرض حضورها في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، بيد أن حزبها الجديد المسمى على اسمها قد يفشل بتخطي عتبة الخمسة بالمائة اللازمة لدخول البرلمان. ما الأسباب يا ترى؟

ألمانيا 2024 - سارة فاغنكنيشت تلقي كلمة
تمثل الانتخابات الألمانية الاتحادية لعام 2025 اختبارًا صعبًا بالنسبة لسارة فاغنكنيشت ولحزبها (BSW). صورة من: Hannes P Albert/dpa/picture alliance

شكل مؤتمر الحزب المنعقد في مدينة بون في ولاية شمال الراين-فيستفاليا حدثاً ذي خصوصية بالنسبة لتحالف سارة فاغنكنيشت (BSW)، وذلك لأنَّ هذا الحزب، الذي تأسس في كانون الثاني/يناير 2024، سيشارك في الانتخابات الاتحادية للمرة الأولى. اجتاز حزب تحالف سارة فاغنكنيشت تجارب انتخابية على مستوى الولايات بنجاح رائع: فقد حقق في الانتخابات المحلية في ثلاث ولايات بشرق ألمانيا (براندنبورغ وساكسونيا وتورينغن) نتائج تتراوح بين 11.8 و15.8 في المائة. وبذلك فقد تفوق بوضوح على حزب اليسار، الذي انشق عنه تحالف سارة فاغنكنيشت.

ولكن على الرغم من هذا الانتصار، يجب على سارة فاغنكنيشت أن تخشى من فشل تحالفها في الانتخابات الاتحادية المبكرة في 23 شباط/فبراير، في تحقيق عتبة الخمسة في المائة اللازمة لدخول البرلمان. لا يتجاوز عدد من يحق لهم الانتخاباب ممن يعيشون في الشرق عشرة ملايين ناخب من بين نحو 59 مليون ناخب في ألمانيا، ويشكلون بالتالي أقل من الخمس. وفي المقابل يحظى حزب تحالف سارة فاغنكنيشت بدعم أقل بكثير في غرب البلاد، حيث يعيش أكثر من 80 في المائة من الناخبين.

الانتخابات الأوروبية مؤشر على حجم حزب تحالف سارة فاغنكنيشت

وقد ظهر ذلك في الانتخابات الأوروبية في حزيران/يونيو 2024. حيث حقق حزب سارة فاغنكنيشت نسبة 6.2 في المائة. ومع ذلك فقد كانت الاختلافات الإقليمية كبيرة. إذ كانت نسبة تأييده في الشرق عند مستوها في انتخابات الولايات: ما بين أقل بقليل من 13 إلى أكثر بقليل من 16 في المائة. بينما حصل تحالف سارة فاغنكنيشت على دعم أقل بكثير في الغرب: بمعدل ​​أقل من خمسة في المائة. ولم يتجاوز هذه النسبة إلا في ولاية سارلاند الصغيرة (مليون نسمة) وولاية بريمن (580 ألف نسمة).

والمشكلة من وجهة نظر تحالف سارة فاغنكنيشت هي ظهور نتائج مشابهة في الانتخابات الاتحادية. ففي استطلاع للرأي، تجاوز تحالف سارة فاغنكنيشت بصعوبة حاجز الخمسة في المائة، الذي يحتاجه من أجل دخول البرلمان الألماني. ولكنه حقق أربعة في المائة فقط في البارومتر السياسي للقناة الألمانية الثانية (ZDF). ولذلك دب الخوف الكبير، مباشرة قبل مؤتمر الحزب الانتخابي.

سارة فاغنكنيشت تنتقد وسائل الإعلام

ومن جانبها فسرت مؤسِّسة حزب تحالف سارة فاغنكنيشت نتائج استطلاعات الرأي الضعيفة بعدم حضور حزبها في وسائل الإعلام: "أجد هذا غير ديمقراطي"، كما قالت لإذاعة بافاريا روندفنك العامة (BR) قبل مؤتمر حزبها الانتخابي. ولكن إذا ألقينا نظرة على إحصائيات البرامج الحوارية التلفزيونية واسعة الانتشار على القناتين العموميتين الأولى والثانية تظهر لنا صورة مختلفة: فقد كانت سارة فاغنكنيشت السياسية الأكثر حضوراً في قنوات التلفزة العمومية في عام 2024 وبواقع اثنتي عشرة مرة.

وفي مدينة بون عبرت زعيمة حزب تحالف سارة فاغنكنيشت عن رغبتها في الاستمرار في المعركة الانتخابية على الرغم من النتائج المخيبة لآمالها في استطلاعات الرأي. وقالت إنَّ حزبها ما يزال حديث العهد ولا يوجد لديه حتى الآن ناخبون تقليديون. وأضافت أنَّ الكثيرين ما زالوا لا يعرفون لمن يريدون التصويت: "نحن بدأنا للتو هذه المعركة الانتخابية"، على أساس البرنامج الانتخابي المعتمد في مؤتمر الحزب.

قبل بدء المؤتمر الانتخابي لحزب تحالف سارة فاغنكنيشت في بون، احتج بعض المنتقدون على هذا الحزب، متهمين زعيمته بأنَّها دمية في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.صورة من: Marcel Fürstenau/DW

حزب تحالف سارة فاغنكنيشت يعتبر نفسه حزب السلام الوحيد

وفي هذا البرنامج الانتخابي، يصف حزب تحالف سارة فاغنكنيشت نفسه كحزب السلام الوحيد في البرلمان الاتحادي الألماني (بوندستاغ)، وأنَّه يرفض بحزم وإصرار التسلح المتزايد و إرسال أسلحة إلى مناطق حرب. ولكن هذا ما يطالب به منذ فترة طويلة حزب اليسار، الذي انشقت عنه سارة فاغنكنيشت مع الكثيرين من أعضاء الحزب.

وكان السبب الرئيسي لهذا الانشقاق تناقض في الأفكار حول سياسة اللجوء والهجرة. فحزب اليسار هون الحزب الوحيد الممثل في البوندستاغ الذي يرفض اتباع نهج أكثر تقييداً، بينما يطالب حزب تحالف سارة فاغنكنيشت بإجراءات منها إتمام معاملات طلبات اللجوء خارج الاتحاد الأوروبي في ما يسمى بالدول الثالثة الآمنة، وكذلك بضرورة ترحيل اللاجئين المجرمين.

لهجة حادة في سياسة اللجوء والهجرة

بعض فقرات البرنامج الانتخابي تذكر من حيث محتواها ولهجتها بأحزاب أخرى، بما فيها حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف. وينتقد حزب فاغنكنيشت "الدخول العشوائي الكبير (لطالبي لجوء)" لا يُعرف الكثير عن سيرتهم الذاتية واستعدادهم للاندماج. ويرد في برنامج حزب فاغنكنيشت الانتخابي أنَّ "ممارسات القبول الساذجة في الأعوام الأخيرة ظهر تأثيرها في زيادة غير متناسبة في جرائم الطعن بالسكاكين والجرائم الجنسية والإرهاب بدوافع دينية".

وهناك تقاطعات مع حزب اليسار في كيفية إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا؛ إذ يطالب حزب تحالف سارة فاغنكنيشت بوقف إطلاق نار من دون شروط مسبقة. وقد قالت سارة فاغنكنيشت محذرة: يجب ألا ننساق إلى سباق تسلح جديد. لا نستطيع أن نصبح متعطشين للحرب في عصرنا النووي". ولا بد - بحسب تعبيرها - من اتباع سياسة جديدة للتهدئة: "الحروب يتم إنهاؤها بالمفاوضات".

ألمانيا تخفض تمويل منظمات في إسرائيل

04:47

This browser does not support the video element.

انتقاد شديد للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة

وفيما يخص هجوم حركة حماس المصنفة إرهابية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل وتبعاته، وصف حزب تحالف سارة فاغنكنيشت الشرق الأوسط بأنَّه "برميل بارود". وذكر أنَّ جميع القوى الكبرى في المنطقة تخوض صراعاتها على حساب الشعوب. وورد في البرنامج الانتخابي أنَّ "ما بدأ كدفاع إسرائيل عن نفسها ضد مذبحة حماس، تحوّل منذ فترة طويلة إلى حملة انتقام وإبادة مستهترة تقوم بها حكومة نتنياهو ضد النساء والأطفال في قطاع غزة".

وكذلك يرفض حزب فاغنكنيشت في برنامجه الانتخابي زيادة الإنفاق على التسلح: "قصة ’التوفير حتى خراب‘ الجيش الألماني ليست سوى خرافة. فمنذ عام 2014، ازدادت النفقات العسكرية الألمانية أكثر من الضعف وبلغت نحو 90 مليار يورو في عام 2024". وفي الواقع لقد حققت ألمانيا الهدف المتفق عليه في حلف شمال الأطلسي (الناتو): استثمار اثنين في المائة من ناتجها الاقتصادي الوطني في ميزانية الدفاع كل عام.

"دعونا نكافح الآن معاً!"

وبحسب رأي حزب تحالف سارة فاغنكنيشت ومرشحته الرسمية لمنصب المستشارة، سارة فاغنكنيشت، يجب على ألمانيا أن تنزع سلاحها. ومن غير المؤكد إن كان بإمكان هذا الحزب الجديد العمل من أجل ذلك في دورة البرلمان الاتحادي القادمة. وإذا فشل تحالف سارة فاغنكنيشت في الانتخابات الاتحادية، فسيمثل ذلك في المقام الأول هزيمة شخصية لمؤسِّسته.

وفي نهاية مؤتمر الحزب الانتخابي، دعت سارة فاغنكنيشت المندوبين المشاركين البالغ عددهم نحو 600 مندوب إلى خوض المعركة الانتخابية بثقة، وقالت: "دعونا نكافح الآن معاً!. فعندئذٍ سنجعل الثالث والعشرين من شباط/فبراير [يوم الانتخابات] نجاحاً كبيراً!".

أعده للعربية: رائد الباش

مارسيل فورستيناو كاتب ومراسل في السياسة والتاريخ المعاصر – يتناول في مقالاته ألشؤون الألمانية في المقام الأول
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW