1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانتخابات الأمريكية تمهد الطريق أمام دور أوروبي أقوى في الشرق الأوسط

٩ نوفمبر ٢٠٠٦

دشنت نتائج الانتخابات الأمريكية نهاية سيطرة بوش وجماعته اليمينية على صناعة القرار السياسي الأمريكي، المراقبون يتوقعون من هذه الانتخابات تبعات إيجابية على العلاقات الأمريكية الأوروبية وعلى الوضع في العراق.

ديمقراطيون يحتفلون بفوزهم وفي وسطهم السيناتور الديمقراطي جيم ويبصورة من: AP

مارس الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش سلطاته حتى الآن بشكل عنيد واستفزازي حتى تجاه أقرب حلفاءه الأوروبيين على الضفة الأخرى من الأطلسي. وقد دعمه في ذلك ما يسمى بـ"مجموعة الصقور اليمينيين"، الذي هيمنوا على صناعة القرار السياسي في واشنطن. ويأتي في مقدمة هؤلاء وزير دفاعه السابق رونالد رمسفيلد ونائبه ديك تشيني ومندوبه إلى الأمم المتحدة جون بولتون.

وقد ساعد هذه المجموعة، التي شكل بوش واجهتها في صياغة قرارها بعيدا عن مراعاة مصالح الحلفاء بشكل ملموس، سيطرة الحزب الجمهوري على أغلبية مقاعد مجلسي النواب والكونغرس. غير أن خسارة الحزب لهذا الأغلبية مع ظهور نتائج انتخابات الامس، التي قلبت الطاولة على رأس بوش وجماعته، والتي أمل الكثيرون بتفككها ورحيلها خوفا من جر العالم نحو مزيد من الحروب وعدم الاستقرار. وإزاء هذه الخسارة لم يعد أمام بوش من خيار سوي دفع الثمن من رؤوسها أو بعض هذه الرؤوس على الأقل. وهكذا اضطر زعيم البيت الأبيض إلى التخلي عن وزير الدفاع رامسفلد، الذي يعد أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في حكومته. ولا يعرف عن الأخير نفوذه الواسع فقط، وإنما فظاظته واستعلاءه غير مسبوقين في تاريخ السياسة الأمريكية المعاصرة.

نتائج الانتخابات تخدم تعزيز العلاقات الأوروبية الأمريكية

لقطة من مظاهرة ضد السياسة الأمريكية خلال مؤتمر الدول المانحة للعراق في مدريد عام 2003صورة من: AP

نتائج الانتخابات البرلمانية الأمريكية التي جاءت لصالح الديمقراطيين لن تقود فقط إلى التضحية برؤوس هامة في الإدارة الأمريكية الحالية أمثال رامسفيلد فقط، بل إنها ستترك كذلك تأثيرات إيجابية وهامة على علاقات واشنطن مع الأوروبيين وفقا لرأي معظم الخبراء والمحليين. منسق العلاقات الألمانية الأمريكية كارستن فوغت يرى إن الديمقراطيين سيحاولون تعزيز علاقاتهم مع الاتحاد الأوروبي ومع الناتو. غير أن ذلك لن يكون برأيه حبا بالأوروبيين وإنما انطلاقا من مصلحة الولايات المتحدة نفسها. وفي هذا الإطار ستتم مطالبة أوروبا بمزيد من الدعم لحل النزاع في العراق. غير أن فوغت لا يتوقع طلب دعم عسكري من الألمان من أجل العراق، وإنما من أجل توسيع تواجدهم انتشار قواتهم لتشمل جنوب أفغانستان إلى جانب شمالها.

أما اولريغه جيروت، الخبيرة في مؤسسة مارشال الألمانية، فترى بأنه لا ينبغي توقع الكثير من فوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية الأمريكية لأن الأمور لم تتضح بعد. وأضافت " لا ينبغي علينا توقع إجراء تحولات مباشرة إزاء قضايا إيران والعراق واتفاقية كيوتو". وعليه فإن أوروبا ستكون سعيدة في حال ورود إشارة واضحة من الديمقراطيين بخصوص التغيرات السياسية في واشنطن". وفي هذا السياق طالبت فوغت الأوروبيين باستغلال الفرصة الجديدة من خلال التحرك لزيارة واشنطن بهدف التعرف على اللاعبين الجدد في السياسة الأمريكية والتباحث معهم في كيفية إيجاد حلول سياسة لمختلف القضايا التي تهم الجانبين.

توقع دور أوروبي أقوى في العراق والشرق الأوسط

وفي كل الأحوال لن يكون بمقدور الرئيس بوش تجاهل الأوروبيين إلى الحد الذي وصل إليه حتى الآن في سياساته الخارجية تجاه منطقة الشرق والمناطق الأخرى. ولا يعود هذا الأمر برأي فوغت إلى فوز الديمقراطيين فقط، وإنما إلى رغبة الكثير من الجمهوريين أعضاء حزبه بتغيير سياسة بلادهم التي وصلت إلى طريق مسدود في العراق. ويبدو ألأمر الأكثر واقعية على هذا الصعيد إجبار بوش وإدارته على تحميل الشرطة والجيش العراقيين المزيد من المهام الأمنية بحيث تحل تدريجيا مكان القوات الأمريكية هناك. وفي هذا الإطار سيطلب الديمقراطيون من حلفائهم الأوروبيين عامة والألمان خاصة استغلال نفوذهم وعلاقاتهم مع سورية وإيران من أجل دعم القوات العراقية في أداء مهامها الأمنية. وسيتطلب ذلك من الاتحاد الأوروبي تقديم حوافز عديدة لجاري العراق وفي مقدمتها الحوافز الاقتصادية.

السياسة الأمريكية في العراق وصلت إلى طريق مسدودصورة من: AP

غير أن طلب دور الولايات المتحدة أكثر فعالية من ألمانيا والاتحاد الأوروبي في العراق ونجاحه في أدائه سيعزز من موقعه للعب دور أقوى في حل نزاعات الشرق الأوسط الأخرى وفي مقدمتها النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ومما يعنيه ذلك إفساح المجال أمامه لدفع الإدارة الأمريكية نحو الضغط بشكل أكبر من أجل إنهاء دوامة القتل والتدمير الجنونية التي يقع الفلسطينيون ضحيتها بالدرجة الأولى.

الانتخابات فرصة لتحسين صورة الولايات المتحدة

على صعيد آخر لا تشكل التغيرات السياسية الجديدة في الولايات المتحدة فرصة فقط لتحسين موقع أوروبا في واشنطن وعلى صعيد السياسة الدولية. فهي تشكل أيضا فرصة لواشنطن من أجل تحسين سمعتها التي ساءت في أوروبا والعالم بشكل كبير خلال فترة حكم الرئيس بوش الابن. "هذه الانتخابات أظهرت للأوروبيين إن المجتمع الأمريكي مجتمع حي ومتعدد الأقطاب"، يقول فوغت. أما يينس فان شيبربنبيرغ الخبير في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، فيرى بأن الانتخابات الأمريكية أمس أثارت ارتياح الأوروبيين بعد مخاوف من تحول قسم هام من الأمريكان إلى مسيحيين راديكاليين، كما أظهرت لهم بأن العلمانية الأمريكية ما تزال حية.

ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW