الانتخابات الأمريكية ـ تحذيرات جديدة من التدخل الأجنبي
٥ نوفمبر ٢٠٢٤
في وقت يسدل الستار على الحملة الانتخابية الأمريكية، كثف كبار مسؤولي الاستخبارات تحذيراتهم بشأن التدخل الأجنبي خاصة من قبل روسيا وإيران. ترامب وهاريس سعيا في اللحظات الأخيرة لكسب ود الناخبين سيما في الولايات المتأرجحة.
وشجع المرشح الجمهوري دونالد ترامب على صدام بين المهاجرين والرياضيين المحترفين، ودعا إلى فرض عقوبة الإعدام على المهاجرين الذين يقتلون مواطنين أمريكيين أو عناصر من الشرطة.
وفي حديثه في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، إحدى الولايات المتأرجحة، أعرب ترامب عن استيائه مرة أخرى من تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، واقترح أن يتصارع الرياضيون من جامعة ولاية بنسلفانيا معهم. وقال: "هؤلاء الشباب من ولاية بنسلفانيا، أردتهم أن يتصارعوا مع المهاجرين."
وفي وقت لاحق دعا إلى أشد العقوبات على المهاجرين الذين يقتلون مواطنين أمريكيين أو عناصر من الشرطة.
يذكر أن ترامب / 78 عاما/ جعل من تقييد الهجرة غير القانونية أحد القضايا المحورية في حملته الانتخابية، حيث صور المهاجرين مرارا كأعداء للولايات المتحدة وأثار مشاعر مناهضة للأجانب بادعاءات زائفة.
وتعهد المرشح الجمهوري "بقيادة الولايات المتحدة والعالم" نحو "قمم مجد جديدة" في كلمته الختامية في تجمعه الانتخابي الأخير. وقال للحشود في غراند رابيدز في ولاية ميشيغن المتأرجحة "بتصويتكم يمكننا حل كل مشكلة تواجهها بلادنا وقيادة الولايات المتحدة لا بل العالم نحو قمم مجد جديدة".
من جانبها حذّرت المرشّحة الديموقراطية للانتخابات كامالا هاريس خلال آخر تجمّع انتخابي كبير لها صباح الإثنين، قبيل ساعات من افتتاح مراكز الاقتراع، من أنّ "هذه قد تكون واحدة من أكثر الانتخابات تقاربا في النتائج في التاريخ. كلّ صوت مهمّ".
وقالت نائبة الرئيس "لدينا الفرصة لأن نطوي أخيرا صفحة عقد من مشروع سياسي قاده الخوف والانقسام"، في إشارة إلى منافسها الديموقراطي دونالد ترامب الذي لم تسمّه.
وخصصت هاريس معظم يومها الأخير في الحملة الانتخابية للوصول إلى الناخبين اللاتينيين في ولاية بنسلفانيا، وهي ولاية متأرجحة يعتبرها الديمقراطيون جزءا من "الجدار الأزرق" في المجمع الانتخابي.
يختار الأمريكيون اليوم رئيسهم الجديد وعلى ماذا يصوّتون أيضا؟
01:12
قلق من التدخل الأجنبي
يعتري القلق الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية من التدخل في الانتخابات الأمريكية، بعد تحذيرات صدرت يوم الجمعة بشأن هذا التدخل.
إعلان
وقالت الوكالات الثلاث إنها "رصدت خصوما أجانب، وخصوصا روسيا، يقومون بعمليات تأثير إضافية تهدف إلى تقويض ثقة الجمهور في نزاهة الانتخابات
الأمريكية وإثارة الانقسامات بين الأمريكيين". وأوضحت أن هذه الجهود ستتكثف طوال يوم الثلاثاء، يوم الانتخابات، وما بعده، وستكون مركزة على الولايات السبع الرئيسية التي قد تحسم الفائز في التصويت وهي: أريزونا ونيفادا وميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا ونورث كارولاينا.
وجاء في البيان المشترك: "تعد روسيا التهديد الأكثر نشاطا". وقال الفريق إن "جهات التأثير" المرتبطة بروسيا تنتج مقاطع فيديو وأخبارا مزيفة لتقويض شرعية الانتخابات، وتخويف الناخبين من العملية، وإيهامهم بأن أشخاصا من ذوي الآراء السياسية المعاكسة يستخدمون العنف ضد بعضهم البعض.
وجاء في البيان أيضا أن إيران أطلقت "أنشطة سيبرانية خبيثة" تهدف إلى التأثير سلبا على ترامب. كما تحاول الحكومة في طهران التأثير على الانتخابات من خلال مقاطع فيديو ومنشورات مزيفة تهدف إلى تأجيج العنف. وأضاف مسؤولو الاستخبارات أن إيران لا تزال مصممة على الثأر لمقتل قاسم سليماني، الذي قتل في العراق في غارة جوية أمريكية بأمر من ترامب في يناير/كانون الثاني .2020
ع.ج.م/ح.ز (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ