الانتخابات الأمريكية.. لمن يصوت "مسلمو وعرب أمريكا"؟
٢ نوفمبر ٢٠٢٠
مع وجود كتلة عربية لا يستهان بها في الولايات المتحدة، تثار العديد من التساؤلات حول توجه العرب والمسلمين الذين يحملون الجنسية الأمريكية. فهل سيصوت "عرب ومسلمو أمريكا" لصالح دونالد ترامب أم جو بايدن؟
إعلان
ساعات تفصلنا عن الجولة الحاسمة في معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن بعض من الولايات الرئيسية المتأرجحة، هي التي ستحسم نتيجة السباق بين الديموقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب.
وتقدر بعض المنظمات المدنية، مثل اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز(ADC)، عدد الأمريكيين من أصول عربية بأكثر من 3.5 مليون. ويشكل اللبنانيون والسوريون العدد الأكبر من الكتلة الأمريكية العربية، مع وجود عدد كبير من الأمريكيين اليمنيين والفلسطينيين والعراقيين والسودانيين، علماً أن الإحصاءات الرسمية لا تسجل الانتماءات الدينية للأشخاص.
ويقع أكبر تجمع للأمريكيين العرب في منطقة ديترويت الكبرى بولاية ميشيغان - التي أسهمت في وصول ترامب للحكم حين فاز فيها بفارق بسيط بلغ 10 آلاف و704 صوتا فقط - مع انتشار مجتمعات عربية أمريكية مهمة أخرى عبر كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس وبنسلفانيا وإلينوي ونيويورك وفرجينيا.
تأييد ترامب ازداد ولكن...
وفقاً لاستطلاع أجراه المعهد العربي الأمريكي في واشنطن العاصمة خلال الأسبوع الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، وهو الاستطلاع الذي شارك فيه 805 من الناخبين الأمريكيين من أصل عربي، فإن 59 في المائة ممن شملتهم الدراسة يؤيدون المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن و35 في المائة منهم يؤيدون الجمهوري دونالد ترامب.
الجدير بالذكر أن دعم ترامب من قبل الأمريكيين العرب قد ازداد وفقاً لما ذكره المعهد العربي الأمريكي، ففي انتخابات الرئاسة الماضية، أي في عام 2016، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن 58 في المائة من الناخبين الأمريكيين العرب انتخبوا هيلاري كلينتون و25 في المائة أيدوا دونالد ترامب. وفي استطلاع منفصل أجراه معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم (ISPU)، وجد أن نسبة تأييد ترامب بين المسلمين الأمريكيين قد زادت بنسبة 10 في المائة على مدى السنوات الأربع الماضية.
على الرغم من ذلك، أظهر غالبية المشاركين في استطلاع المعهد العربي الأمريكي (AAI) دعماً قوياً لبايدن في قضايا مختلفة خاصة في القضايا المطروحة كاستراتيجية التعامل مع وباء كورونا والاحتجاجات من أجل العدالة الاجتماعية. بحسب ما نشره موقع "بزنس إنسايدر" الأميركي.
كما أشار المعهد العربي الأمريكي أيضاً إلى أن نسبة مشاركة العرب الأمريكيين ستكون عالية على الأرجح في هذه الانتخابات، لا سيما في ميشيغان، حيث يمكن أن يشكل الأمريكيون العرب 5 في المائة من الناخبين. وقد أفاد أكثر من 80 في المائة بأنهم من المحتمل أن يصوتوا.
وفي حين يتفق أغلب العرب الأميركيين على التصويت لإخراج ترامب من البيت الأبيض، يؤيده آخرون بسبب مواقفه المحافظة في القضايا الاجتماعية ذات الطبيعة الدينية، مثل الإجهاض أو القيم العائلية أو زواج المثليين.
ومن جهة أخرى، لطالما كانت تصريحات ترامب العنصرية ومواقفه من اللاجئين وقضايا هامة بالنسبة للعرب تثير جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. كما سخر مراراً من عضو الكونغرس إلهان عمر لكونها لاجئة. ففي لقاء جماهيري بولاية مينيسوتا وسط غرب الولايات المتحدة تطرق ترامب بطريقة ساخرة إلى قضية اللاجئين وقال: "هل تقضون وقتاً ممتعاً مع اللاجئين؟". ثم تساءل بنبرة استهزاء في إشارة لعضو الكونغرس إلهان "كيف نجحت عمر في الانتخابات؟ كيف نجحت؟".
ولاحقاً بنفس التجمع الجماهيري هاجم ترامب كل من إلهان عمر، من أصل صومالي، ورشيدة طليب، من أصل فلسطيني واتهمهما بتبديد الأموال قائلا "سنحاكمهما. لم لا". في حين جاء النائبة إلهان عمر على تصريحات ترامب في تغريدة قالت فيها" هذه اللاجئة ستقضي وقتا ممتعاً وهي تصوت لتخرجك من البيت الأبيض".
بايدن يستميل المسلمين!
في الأسابيع الأخيرة، زادت حملة بايدن الانتخابية من تواصلها مع التجمعات العربية والإسلامية، حيث أخبرت جيل بايدن، زوجة نائب الرئيس السابق، سكان ديربورن بولاية ميشيغان، الأسبوع الماضي، أن تصويتهم يمكن أن يُحدث فرقاً في هذه الانتخابات.
وعموماً أظهر الأمريكيون العرب الذين أجابوا على الاستبيان أن مخاوفهم الأكبر في هذه السنة الانتخابية تم تصنيفها على أنها متعلقة بالعنصرية، ثم الاقتصاد المتعثر، وثالثاً الرعاية الصحية في ظل استمرار الوباء، وهي القضايا التي يعد بايدن في برنامجه المستقبلي بالاهتمام بها. وقال سبعون في المائة ممن شملهم الاستطلاع إنهم ينظرون إلى المظاهرات الوطنية التي تدعم حياة السود مهمة من منظور إيجابي.
ومن جهته يعد مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، جو بايدن، إنه بمجرد وصوله إلى السلطة سينهي حظر دخول مواطني بلدان إسلامية إلى الولايات المتحدة في أول يوم لرئاسته للبلاد إذا جرى انتخابه للمنصب.
وكان بايدن قد استخدم سابقاً حديثاً للنبي محمد محاولاً من خلاله استمالة المسلمين وحثهم على الانضمام إلى المعركة الانتخابية لهزيمة دونالد ترامب. إذ تعهد خلال قمة على الإنترنت تحت عنوان "قمة مليون صوت مسلم"، استضافتها منظمة الدعوة "Emgage Action" لتعبئة الناخبين المسلمين قبل الانتخابات الرئاسية، بالوقوف إلى جانب الأقليات المسلمة حول العالم، وتابع من الرائع أن تتمكن مجموعتكم "مليون مسلم للتصويت لجو بايدن" من جمع مليون صوت من المسلمين الأمريكيين لدعمي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مستشهداً في ذلك بحديث للنبي محمد. كما استخدم بطريقة طريفة عبارة "إن شاء الله" باللغة العربية، أثناء مناظرته الأولى مع الرئيس ترامب عندما كان الأخير يعد بالكشف عن سجلاته الضريبية.
ريم ضوا
خطة ترامب حول حظر سفر "المسلمين" لأمريكا ـ جدول زمني
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وبعد أسبوع من توليه المنصب بدأ إصدار أوامر تنفيذية تقضي بمنع دخول مواطني بعض الدول الإسلامية. الخريطة الزمنية للحظر في صور.
صورة من: DW/M. Shwayder
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استئناف دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأميركية ولكن بشرط أن يمروا بإجراءات جديدة أكثر صرامة خاصة اللاجئين القادمين من 11 دولة يعتقد أنها تشكل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة. ويأتي قرار ترامب بعد انتهاء فترة الحظر الذي فرضته إدارته على اللاجئين لمدة أربعة أشهر.
صورة من: Reuters/J. Lawler Duggan
في 27 يناير/ كانون الثاني: وقع ترامب أمرا تنفيذيا بتعليق برنامج اللاجئين الأمريكيين لمدة 120 يوما، ومنع اللاجئين السوريين بالإضافة لحظر المسافرين من العراق وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن لمدة 90 يوما. ويستثنى من ذلك حملة التأشيرات الدبلوماسية والرسمية ممن يعملون في مؤسسات دولية. تنفي الإدارة الأمريكية اعتزامها التمييز ضد المسلمين، وإنما حماية الولايات المتحدة من الأعمال الإرهابية.
صورة من: Reuters/C. Barria
28 يناير/ كانون الثاني: تظاهرات في عدة مطارات بالولايات المتحدة ومطارات دولية اعتراضا على القرار. وشهدت المطارات احتجاج العشرات من المسافرين انضم إليهم ناشطون حقوقيون. وأثار القرار ارتباكا وغضبا بعدما منع المهاجرين واللاجئين من اللحاق بطائراتهم وتقطعت بهم السبل فى المطارات. ونجح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية فى إقرار الإقامة المؤقتة للمسافرين المحتجزين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة.
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/K. Willens
31 يناير / كانون الثاني: ترامب يقيل سالي ييتس القائمة بأعمال وزير العدل لرفضها تطبيق حظر السفر. وجاء في بيان البيت الأبيض أن ييتس "خانت وزارة العدل." وأوضحت إدارة ترامب أن المدعية العامة للمنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا، دانا بوينتي، أدت اليمين الدستورية لتتولى منصب ييتس في ذلك الوقت.
صورة من: Getty Images/P. Marovich
3 فبراير/ شباط: أصدر جيمس روبارت، القاضي الفيدرالي بواشنطن قرارا ساريا على مستوى الولايات المتحدة بأكملها، علق بموجبه المرسوم الرئاسي التنفيذي الذي أصدره، ترامب حول الحظر. أوضح القاضي أن "المحكمة توصلت إلى أن الظروف المطروحة أمامها تتطلب تدخل المحكمة لإحقاق دورها الدستوري." ورد البيت الأبيض في بيان اعترض فيه على القرار وأنه "سيدافع عن المرسوم الرئاسي الذي يؤمن بأنه قانوني ومناسب".
صورة من: picture-alliance/dpa/United States Courts
9 فبراير/ شباط: رفضت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو، طلب وزارة العدل الأمريكية إعادة العمل بقرار ترامب الخاص بالهجرة وحظر السفر. وكانت وزارة العدل الأمريكية قدمت طعنا ضد قرار المحكمة الذي عطل مرسوم دونالد ترامب حول الحظر المؤقت لمواطني بعض الدول من دخول الولايات المتحدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Jones
6 مارس/ آذار: أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بوقف اللاجئين والموافقات لمدة 120 يوما، ومنع التأشيرات الجديدة لمدة 90 يوما لمواطني الدول الست من أصل سبعة مدرجة في القائمة ، ليتم تنفيذه في 16 مارس. يحظر المرسوم دخول اللاجئين من جميع أنحاء العالم إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 120. رحب العراق بالمرسوم حيث تم محوها من القائمة المدرجة واعتبره "خطوة مهمة" في الاتجاه الصحيح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. F. Yuan
16 مارس/ آذار: أصدر قاض فدرالي بولاية هاواي أمرا بتجميد العمل بقرار إدارة ترامب بالحظر. ووصف البيت الأبيض القرار بأنه يقوض جهود ترامب لحماية الشعب الأميركي وفرض الحد الأدنى من الإجراءات الأمنية المتعلقة بالدخول إلى الولايات المتحدة. ووصف المدعي العام في ولاية هاواي قرار المحكمة بوقف الحظر بأنه "انتصار جديد لسيادة القانون"، مؤكدا أن قرار حظر السفر "يشكل تمييزا ضد الأشخاص على أساس أصلهم أو دينهم".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. F. Lee
8 مايو/ أيار: قال النائب العام "جيفري وال" في جلسة استماع بولاية فرجينيا أن ترامب أوضح الأمر قائلا "إنه لا يتحدث عن المسلمين في جميع أنحاء العالم. هذا هو السبب في أنها ليست حظرا على المسلمين فقط". فكل مواطن من الدول الست المدرجة في القائمة أن "يقوم بنفس الإجراءات " للحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة "ولا يهم ديانتهم".
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/S. Senne
26 يونيو/ حزيران: المحكمة العليا توافق على النظر في القضية، وفي الوقت نفسه تسمح بالتنفيذ الجزئي للأمر التنفيذي. وأعلن البيت الأبيض عن شروط جديدة يجب أن يستوفيها مواطنو الدول الست واللاجئون. أبرز الشروط هي وجوب أن يكون لدى هؤلاء المواطنين علاقات أسرية أو تجارية "قوية" في الولايات المتحدة، أو قبولهم في الجامعات الأمريكية في حالة تقديم الطلبة لها وذلك من أجل ان يحصلوا على تأشيرات دخول الى البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/F. J. Brown
29 يونيو/ حزيران: اتبعت وزارة الخارجية الأميركية الأمر التنفيذي ضمن حدود المحكمة العليا وبشروط محددة. فلمدة 90 يوما، لم يسمح لأي شخص من الدول الست المذكورة ممن لا توجد لهم علاقة قريبة مع مواطن أمريكي - أي الوالدين أو الزوج أو الزوجة او الأبناء او النسباء - بدخول الولايات المتحدة. ولا ينطبق تعريف "العلاقة القريبة" على الأجداد والخالات والعمات والأعمام والأخوال وغيرهم من أفراد الأسر.
صورة من: Getty Images/D. Angerer
4 يوليو/ تموز: انتهاء مرسوم حظر السفر المفروض على الدول الست. واتجهت إدارة ترامب إلى توسيع الحظر بفرض قيود على الوافدين من دول غير ملتزمة بالتعاون مع إجراءات أمنية طلبتها واشنطن، وسط تكهنات بأن تطاول القيود مواطني تسع دول. ومع الأخذ في الاعتبار الدول الست المشمولة بحظر السفر، يصل عدد الدول المستهدفة بإجراءات سفر الى 15.
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/S. Senne
24 سبتمبر/أيلول: أضافت الولايات المتحدة 3 دول جديدة، إلى لائحة الدول التي يشملها المرسوم الجديد حول الهجرة؛ بسبب التقصير في أمن المسافرين وهي: كوريا الشمالية وفنزويلا وتشاد. في المقابل، أزيل السودان الذي كان ضمن 6 دول عربية وإسلامية يشملها المرسوم السابق. وباتت النسخة الجديدة تحظر أو تفرض قيوداً على دخول مواطني ما مجمله 8 دول إلى الولايات المتحدة، بينها إيران وليبيا وسوريا والصومال واليمن.
صورة من: Getty Images/D. McNew
17 أكتوبر/ تشرين الأول: علق قاض فدرالي في هاواي ، العمل بآخر صيغة للمرسوم المناهض للهجرة لترامب، وذلك قبل بضع ساعات فقط من دخوله حيز التنفيذ. ويتضمن مرسوم ترامب منع رعايا سبع دول من عبور الحدود الأميركية بشكل دائم.
(د.ب.أ) / س .م