الانتخابات الايرانية بين تطلعات الشباب وقيود رجال الدين المحافظين
غدا يتوجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار المرشح المناسب لرئاسة إيران في ظل تحفظات العديد من المراقبين للساحة السياسية الإيرانية. فرغم تعهدات الحكومة الإيرانية بنزاهة الانتخابات يصفها البعض بالغير ديموقراطية ويشككون في مصداقية نتائجها. ويأتي ذلك على ضوء استقصاء الفاعليات السياسية التابعة للجناح الإصلاحي من خوض الانتخابات ورفض مبدئي لمشاركة النساء في العملية السياسية. إضافة إلى ذلك يشير المراقبون إلى احتكار الجيل المسن لمقاليد الحكم وغياب العناصر الشابة عن المسرح السياسي إذا ما تم النظر إلى الهرم السكاني في الجمهورية الإسلامية، حيث يمثل عدد السكان الذين تقل أعمارهم عن 26 سنة ما يناهز60 في المائة من مجمل ساكنة إيران. ولا تحضا تطلعات وطموحات فئة الشباب باهتمام كبير من طرف القيادات السياسية وتظل تتأرجح بين بعض الوعود السياسية والخطوط الحمراء لهرم سياسي لم يعد له سند شعبي واسع.
فئة الشباب الإيراني لا تتوقع الإصلاحات
لقد عبر الكثير من الشباب الإيراني عن تحفظاتهم اتجاه نية الحكومة المنتخبة القادمة تطبيق إصلاحات فعلية تتماشى مع تطلعاتهم نحو المزيد من الحرية والانفتاح. فالأحزاب السياسية لم تتبنى أي برامج سياسية واضحة وتقتصر فقط على دعوة الناخبين التوجه إلى مكاتب الاقتراع والإدلاء بأصواتهم. ولعل ما يؤجج مشاعر الإحباط لدى الفئة الشابة هو معرفة أن أي حكومة مقبلة تمثلهم ستبقى مكبلة الأيدي أمام رجال الدين. وتتطلع فئة الشباب في إيران إلى مزيد من الحرية والانفتاح والمساواة الاجتماعية بين المرأة والرجل. وهذا ما أشارت إليه إحدى الفتيات الإيرانيات، التي تشتعل بقطاع السياحة، حين تحدثت عن تطلعات المرأة الإيرانية قائلتا. "ليست الملابس هي المشكلة، نحن بحاجة إلى المزيد من المساواة بين الرجل والمرأة في حق التعليم والأجور. معانات المرأة ناتجة عن عدم استقلالها المادي. فالمرأة الإيرانية بوسعها الحصول بسهولة على الطلاق.. لكن الرجال لا يريدون الاحتفاظ بالأولاد وتسقط بعدها كامل المسؤولية على المرأة مما يزيد من عبها المادي." وترى إحدى مدرسات اللغة الإنجليزية هي الأخرى أن المرأة الإيرانية تتميز، بخلاف نظيرتها في بلدان المنطقة، بمستواها التعليمي الجيد وتحضا بتمثيل قوي في الجامعات الإيرانية إلا أن حظوظها في الوصول إلى مراكز قيادية تبقى شبه منعدمة.
شكوك الشباب في الخطاب السياسي
ويبقى الجانب الاقتصادي أهم ورقة يراهن عليها المرشحون لمنصب الرئيس. فقد سبق وأن حذر الرئيس الإيراني السابق، والذي أعاد ترشيح نفسه في الانتخابات الحالية، من ظاهرة هجرة العقول إلى الخارج وأوصى بمزيد من الاهتمام برغبات الشباب وتطلعاتهم. ويعاني معظم خرجي الجامعات الإيرانية من البطالة وانعدام الآفاق الاقتصادية في ظل اقتصاد إيراني يعاني من حدة التضخم المالي ونقص الاستثمارات الأجنبية. ويتوقع المراقبون عُزوف فئة الشباب عن الأداء بأصواتهم بعد افتقادهم مصداقية الخطاب السياسي. وقد أكدت إحدى الفتيات الإيرانيات، حكيمة، عن نيتها مقاطعة الانتخابات بعد أن أدلت بصوتها في الانتخابات السابقة " إنني غير واثقة في المشاركة في الانتخابات، منذ الانتخابات السابقة لم نشهد أي تغيي، ففي 8 سنوات الأخيرة لم نعش إلا خطيبات أمل. الحكام لم يُوفوا بوعودهم...ما نحتاجه هو إصلاحات واسعة".
طارق أنكاي