الانتخابات التركية .. الاقتصاد أكبر هموم الناخبين!
١٣ مايو ٢٠٢٣
لعل الوضع الاقتصادي والتضخم والغلاء في تركيا من العوامل التي ستحدد رغبة الناخبين الأحد 14 مايو/ أيار. هناك من يرى أردوغان رئيسا ناجحا وآخرون يتوقون لمرحلة ما بعد أردوغان. تقرير عن المزاج العام للناخبين من ثلاث مدن تركية.
إعلان
منذ 20 عامًا وتركيا تحت حكم أردوغان، وستقرر صناديق الاقتراع ما إذا كان سيستمر حكمه خمسة أعوام أضافية يوم (14 أيار/ مايو 2023)، حيث تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا. وبحسب استطلاعات الرأي، فلأول مرة منذ سنوات، لدى المعارضة فرصة واقعية لهزيمة الرئيس الحالي.
يمكن للأزمة الاقتصادية الحالية أن تقدم مساهمة كبيرة في الهزيمة المحتملة لأردوغان. كان الاقتصاد في حالة ركود منذ سنوات والأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة للأتراك كما اعتادوا. يؤثر التضخم المرتفع للغاية بشكل خاص على الناس بشكل جماعي لأن المنتجات اليومية أصبحت باهظة الثمن بشكل متزايد.
وبينما يبلغ التضخم السنوي 43 في المئة وفقا للأرقام الرسمية، يبلغ حوالي 105 في المئة وفقًا لحسابات "المجموعة المستقلة لأبحاث التضخم" (ENAG)، في إشارة إلى أن السلطات التركية تتستر على الأرقام الحقيقية. كما تراجعت قيمة الليرة التركية بشكل متزايد مقابل اليورو والدولار الأمريكي في السنوات الأخيرة، ففي عام 2014 كان عليك دفع حوالي 2.90 ليرة مقابل يورو واحد، أما اليوم فقد بلغت قيمة اليورو الواحد حوالي 21.50 ليرة.
الولاء لأردوغان رغم كل شيء
يشعر الناس بآثار الأزمة الاقتصادية في كل مكان في تركيا، حتى في المدن المحافظة في البلاد. ومع ذلك، لا يزال كثيرون يوالون رئيسهم. سائق سيارة أجرة من مدينة قونية وسط الأناضول قال لـ DW إنه سيصوت لأردوغان مرة أخرى في هذه الانتخابات، حتى لو لم يكن أداءه الاقتصادي جيدًا. فهو يرى أن العديد من المشاريع الاقتصادية في ظل حكم أردوغان جيدة، بما في ذلك السيارة الكهربائية التركية الجديدة "TOGG"، ويتهم المعارضة بعدم الوقوف خلف الحكومة. يقول سائق التاكسي: "المعارضة تنتقد هذه المشاريع فقط، لو قدمت بعض الدعم لها، فقد تحصل على المزيد من الأصوات".
أكبر مشكلة للناس في قونية هي الوضع الاقتصادي. ففي استطلاع للرأي أجراه مركز الأبحاث المحلي "DOUSAM" في كانون الثاني/ يناير الماضي، رأى أكثر من 73٪ من الذين شملهم الاستطلاع أن تطور الاقتصاد في السنوات الأخيرة سلبي، فقط حوالي 16٪ متفائلون. على سبيل المثال، يشتكي العديد من سكان قونية من صعوبة العثور على سكن يمكن دفع أجرته، كما يشتكي كثير منهم من افتقار المدينة إلى مترو أنفاق.
يلعب الاقتصاد دورا حاسما، خاصة بالنسبة للشباب، إذ يُظهر مسح "DOUSAM" أن أكبر المشاكل التي يواجهها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و41 عامًا هي التضخم وما ينتج عنه من ارتفاع تكاليف المعيشة. قال شاب من قونية لـ DW إنه جاء إلى المدينة للدراسة، ويكشف الرجل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن أن مشاكله المالية تتزايد مؤخرًا، وهذا عامل من المحتمل أن يلعب دورًا في قراره التصويت.
تعتبر المدينة من معاقل حزب العدالة والتنمية الحاكم. في الانتخابات البرلمانية لعام 2018، حصل حزب أردوغان على ما يقرب من 60 بالمائة من الأصوات هناك، بينما حصل هو شخصياً على 74.2 بالمائة من مجموع الأصوات كمرشح رئاسي.
لا استثمارات في طرابزون
حتى في مدينة طرابزون المحافظة ذات التوجه القومي في شمال تركيا، لا يبدو أن الأزمة الاقتصادية الملحوظة تعني نهاية حقبة أردوغان. يعتقد الكثيرون في المدينة الواقعة على ساحل البحر الأسود أن أردوغان هو الشخص الذي يمكنه بالفعل تعزيز الاقتصاد.
يراقب إركوت جلبي، رئيس غرفة التجارة والصناعة المحلية، عن كثب الوعود الانتخابية التي قدمها الجانبان. وقال جلبي "هناك بعض الوعود نصدقها وهناك البعض التي لا نصدقها". ويشكو من أنه لا يتم استثمار الكثير في طرابزون كما هو الحال في المدن المجاورة - مثل ريزه، مسقط رأس أردوغان. ويشكو جلبي قائلاً: "نحن من أقل المدن استثمارًا على ساحل البحر الأسود. لدينا عدد كبير من السكان في الشتات والعديد من السكان المحليين يعملون في الوظائف البيروقراطية. لكن أولئك الذين لديهم المال لا يعيشون هنا".
سكن ميسور التكلفة… للسياح العرب فقط
يوضح جلبي أن السياح العرب وحدهم هم المسؤولون عن الحفاظ على الاقتصاد في طرابزون. ويقول: "تبلي طرابزون بلاءً حسنًا نسبيًا بفضل الأموال التي يجلبها السياح العرب".
يرى الصحفي المحلي في طرابزون إليف كافوس أن الاعتماد على هؤلاء السياح ليس مستدامًا اقتصاديًا: "المدينة تعتمد فقط على السياح العرب. من غير الواضح ما الذي سيحدث إذا توقفوا عن القدوم. يجب تنويع السياحة" حسب كافوس. وفقًا لمكتب الإحصاء التركي (TÜIK)، جاء حوالي 600000 سائح إلى طرابزون في عام 2022، معظمهم من قطر والإمارات العربية المتحدة. الهدف الرسمي للمدينة هو استقبال مليون سائح في عام 2023.
بالنسبة للعديد من سكان طرابزون، يعد الانخفاض الهائل في القوة الشرائية من أكبر المشاكل. وفي حين أن العديد من السكان سعداء بقدوم السياح العرب لزيارتهم، يشتكي آخرون من أن ذلك يضعف قدرتهم الشرائية. يقول جامع النفايات قادر يلماز: "العرب يشترون الكثير من المنازل. ولهذا السبب ترتفع الأسعار". يجد المزارع وناخب حزب العدالة والتنمية فورال أوكسوز هذه مشكلة أيضًا: "من الخطأ السماح للعرب بشراء المنازل. وهذا بدوره يضر بقوتنا الشرائية"، كما يرى أوكسوز.
أمل في مستقبل من دون محسوبية
في حين أن العديد من المدن المحافظة تعول على الرئيس الذي حكم لفترة طويلة، يعتقد العديد في أماكن أخرى في تركيا أن مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو يمكن أن يفعل ما هو أفضل بكثير. تنحدر ديدم كالكان في الأصل من تونجلي في شرق الأناضول وتدرس في مدينة أخرى. ستدعم كليجدار أوغلو في الانتخابات. في رأيها، حُكمت تركيا بشكل سيء للغاية على مدار العشرين عامًا الماضية. قالت كالكان "أنا طالبة حاليًا. أشعر بالقلق من أنني لن أتمكن من العثور على وظيفة في المستقبل". وتشير إلى مشكلة أخرى، وهي المحسوبية: "الجميع يتوقع شيئًا إضافيًا بسبب المحسوبية. أنا مقتنعة أنه في ظل حكم كليجدار أوغلو، سيحصل الجميع على ما يستحقونه. ولهذا السبب لدي أمل".
الأمنية الرئيسية للجميع: اقتصاد أفضل
لم تصوت مدينة تونجلي الواقعة شرقي الأناضول أبدًا للأحزاب اليمينية في تاريخ الجمهورية التركية الممتد لمائة عام، حسب الإحصائيات. يأتي منافس أردوغان كمال كليجدار أوغلو في الأصل من تونجلي المدينة المتأثرة بالعلويين، والتي يفخر بها كثير من الناس بالعلوية. في حين أن الكثيرين سعداء بأن علوي من تونجلي يمكن أن يصبح رئيسًا، فإن رغبتهم الرئيسية هي اقتصاد أفضل.
تعتقد يغمور كسكين أن التغيير سيبدأ بانتخاب كيليجدار أوغلو. وقالت كسكين لـ DW: "كل ما أتمناه هو أن يعمل الفائز على تحسين الاقتصاد". في أكثر شوارع تونجلي ازدحاما، تبيع هي نفسها الخضروات التي تجمعها من الجبال. الشابة ستصوت للمرة الثانية في حياتها في انتخابات هذا العام. قالت كسكين: "أتمنى أيضًا أن يتم خلق العديد من فرص العمل للشباب. إذا حاولنا بجد، يجب علينا أيضًا أن نحصد الثمار".
المشكلة الأكبر للشباب من تونجلي هي البطالة. عروض العمل للشباب في المدينة محدودة للغاية. نتيجة لذلك، يغادر كثيرون المدينة. تعد الأزمة الاقتصادية وارتفاع تكلفة المعيشة من أكثر الموضوعات التي يجري مناقشتها هنا.
كثير من الناس في تونجلي مقتنعون بأن حقبة كليجدار أوغلو المحتملة ستحقق المزيد من العدالة لتركيا. يعتقد توبراك ذلك أيضًا، فقد ذهب إلى نفس مدرسة كيليجدار أوغلو ويعرفه. يتذكر الأوقات في المدرسة الابتدائية بالكلمات التالية: "كان كمال يحضر الخبز دائمًا إلى المدرسة. لم يأكل خبزه، بل كان يتقاسمه دائمًا مع الآخرين".
كما أن كليجدار أوغلو يدرك جيدًا الدور المحتمل للاقتصاد في الانتخابات. ونشر مقطع فيديو مدته أربع ثوان على تويتر قال فيه: "إذا كنت اليوم أفقر من أمس فالسبب الوحيد هو أردوغان. أتمنى لك أمسية سعيدة".
بوراك أونفيرين/ ترجمة: زمن البدري
رجب طيب أردوغان.. ابن صياد السمك الذي أصبح رئيسا لتركيا
مع تعرض بقائه في السلطة للخطر يخوض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "حربا" لاجتياز أصعب اختبار سياسي له في مسيرته حتى الآن وحماية إرثه من معارضة جريئة. فكيف بدأت مسيرته السياسية وما هي أبرز محطاتها؟
صورة من: Reuters/W. Rattay
من كرة القدم إلى عمدة إسطنبول
"فقر وسجن وفضيحة"، بهذه الكلمات يمكن وصف مسار رجب طيب أردوغان السياسي، فقد نشأ في بيئة دينية بأحد أحياء إسطنبول الفقيرة ولفتت براعته في كرة القدم الانتباه، لكن الأب المتدين حرم الأبن من حلم الكرة وأرسله عوضاً عن ذلك إلى مدرسة دينية ليكتشف براعته في الخطابة وهي ما ميزت الشاب رجب. وعلى إثر فضيحة فساد هزت إسطنبول عام 1993 أصبح رجب طيب أردوغان القادم من خارج الوسط السياسي عمدة للمدينة.
صورة من: Mehmet Gulbiz/dpa/picture-alliance
نجاح انتخابي كبير عام 2002
تبع توليه منصب عمدة إسطنبول نجاح انتخابي كبير لحزبه في الانتخابات البرلمانية عام 2002. ولم يُسمح لأردوغان بتولي منصب رئيس الوزراء بسبب قصيدة دينية مُنع على إثرها من ممارسة السياسة وحُكم عليه بالسجن لأربعة أشهر. للقيام بذلك، قام بتعيين زميله في حزبه آنذاك عبد الله غول في المنصب، وسرعان ما غير غول القوانين لرفع القيود التي فرضت حظراً سياسياً على أردوغان.
صورة من: Jeff_J._Mitchell/dpa/dpaweb/picture-alliance
تعديل دستوري وعودة إلى معترك السياسة
بعد أن أقر غول التعديل الدستوري وأُلغيت الانتخابات في مقاطعة سيرت، تمكن أردوغان من الانتقال إلى البرلمان كعضو فيه. وهكذا عاد مرة أخرى إلى معترك الحياة السياسية رسمياً، ليصبح رئيساً للوزراء في 12 آذار/ مارس 2003، في حين تولى غول منصب وزير الخارجية. هنا في هذه الصورة يؤدي أردوغان اليمين كعضو في البرلمان.
صورة من: Anadolu Ajansi/dpa/dpaweb/picture-alliance
انفتاح على الغرب وعلى الجيران
بعد أن أصبح أردوغان رئيساً لوزراء تركيا وتولى عبد الله غول منصب وزير الخارجية، سرعان ما انفتحت تركيا على الغرب وألغت عقوبة الإعدام. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، سعى أردوغان في البداية أيضاً إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي بحيث أصبح الانضمام إلى الكتلة الأوروبية خياراً محتملاً. كما تحسنت علاقة تركيا مع جيرانها بشكل ملحوظ.
صورة من: Stringer/dpa/dpaweb/picture-alliance
نظرة غربية متغيرة
نظر الحلفاء الغربيون في البداية إلى تركيا بقيادة أردوغان على أنها مزيج من الإسلام والديمقراطية يمكن أن يكون نموذجا لدول الشرق الأوسط للتخلص من الاستبداد. لكن مساعي أردوغان المستمرة لتوسيع صلاحياته سببت حالة استقطاب في البلاد وأثارت قلق الشركاء. اعتبر المؤيدون ذلك مجرد مكافأة لزعيم أعاد التعاليم الإسلامية إلى صميم الحياة العامة، فيما رأى المعارضون أن ذلك هو إمعان في الاستبداد من زعيم أدمن السلطة.
صورة من: Getty Images
نجاحات اقتصادية وتسديد الديون
أولى نجاحاته السياسية والاقتصادية تمثلت في سداد جميع الديون المتراكمة على تركيا منذ 19 عاماً لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. فقد اقترضت تركيا ما يقرب من 47 مليار دولار من الصندوق على مدار 50 عاماً. بعد أن فشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق بشأن اتفاق جديد، قررت تركيا سداد ما تبقى من الديون في عام 2009.
صورة من: picture-alliance/ dpa
فضيحة في منتدى "دافوس"
هذا النجاح تبعته فضيحة في اللعام نفسه 2009 خلال منتدى دافوس. عندما برر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق شيمون بيريز سياسة حكومته في غزة، وسأل أردوغان عن رد فعله على "قصف إسطنبول". فرد أردوغان بغضب: "دقيقة! دقيقة!"، ثم أعطاه الوسيط الكلمة مرة أخرى لينتقد تصرفات إسرائيل ضد الفلسطينيين واتهم حكومتها بـ "قتل مدنيين وأطفال أبرياء عن عمد". بعدها شعر أردوغان أن وقت الكلام تم توزيعه بشكل غير عادل وخرج من المنصة.
صورة من: Yasin Aras/Anadolu Agency/picture alliance
احتفاء بـ "فاتح دافوس"
جعلت الفضيحة في منتدى دافوس وانسحاب الوفد التركي منه لاحقا أنصار حركة حماس - المصنفة كمنظمة إرهابية في أوروبا- يحتفلون بأردوغان كـ "بطل". لكن كلماته وجدت أيضا أرضا خصبة في وطنه تركيا، فقد احتفل أنصاره بهذا العمل. يمكن رؤية الأعلام واللافتات في مطار إسطنبول مكتوب عليها عبارات مثل: "مرحبا بعودة فاتح دافوس" أو "أيها العالم، انظر إلى رئيس وزرائنا!" في مطار إسطنبول.
صورة من: Nabil Mounzer/EPA/dpa/picture-alliance
موجة احتجاجات طويلة
لكن هذه القناعة لدى مواطني تركيا بأردوغان لم تدم طويلاً، ففي 28 أيار/ مايو 2013 اندلعت موجة احتجاجات طويلة ضده. كان مبعثها مظاهرة ضد مشروع بناء مخطط في موقع حديقة غيزي، لتصبح لاحقا احتجاجات عارمة. أدى الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة إلى تصعيد الاحتجاجات. وسرعان ما اندلعت احتجاجات أخرى في المدن التركية الكبرى ضد حكومة أردوغان وحزبه العدالة والتنمية وسلطويته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Okten
ربيع تركي
كان لاحتلال المتظاهرين ميدان تقسيم الدور الرئيس في الاحتجاجات. ووقعت أعمال شغب واشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين حول الميدان ليصبح رمزا لمقاومة عنف الشرطة. في إشارة إلى "الربيع العربي" عُرفت الاحتجاجات هناك أيضا باسم "الربيع التركي". في 12 حزيران/ يونيو 2013 تم إخلاء الساحة باستخدام الشرطة قدر كبير من العنف مجددا.
صورة من: Tolga Bozoglu/EPA/dpa/picture alliance
"فساد عائلي"
لكن هذا العنف لم يخمد اندلاع احتجاجات تالية. هذه المرة كان هدفها أردوغان وعائلته. كانت الشرارة الأولى لها تسجيل مزعوم لمكالمة هاتفية مع ابنه بلال حول كيفية إخفاء الملايين من تحقيقات الفساد. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا مرة أخرى بالقرب من ميدان تقسيم "لدينا 30 مليون يورو هنا!". قاموا بتوزيع النقود المزيفة على أشخاص طويلي القامة في إشارة لاتهامات أردوغان بالفساد.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
قصر رئاسي مترامي الأطراف
منذ خريف 2014 يقيم أردوغان في القصر الرئاسي المترامي الأطراف بمحمية أتاتورك أورمان جفتليجي الطبيعية في العاصمة أنقرة. وقد أثار تشييد القصر الكثير من الجدل، لاسيما وأنه بُني على الرغم من حظر المحكمة. كما وُجهت انتقادات لأردوغان بسبب حجم القصر، إذ يُقال إن القصر يحتوي على نحو 1000 غرفة. علاوة على ذلك كلف تشييده دافعي الضرائب حوالي 1.37 مليار ليرة تركية.
صورة من: Stf/Presidency Press Service/AP/dpa/picture alliance
قوة حاسمة على الصعيد الخارجي
إذا كان مجمع القصر الرئاسي الجديد علامة بارزة على سلطات أردوغان الجديدة على الصعيد الداخلي، فقد أضحت تركيا على الصعيد الخارجي أكثر حزما إذ تدخلت في سوريا والعراق وليبيا، وغالبا ما تُنشر طائرات مسيرة عسكرية تركية الصنع بقوة حاسمة. كما ساعدت الطائرات المسيرة أوكرانيا على الدفاع في مواجهة الغزو الروسي.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تدخلات عسكرية خارج الحدود
لكن التدخلات العسكرية التركية خارج الحدود لم تجذب سوى قليل من الحلفاء، ووسط الاقتصاد المتعثر مع بدء العد التنازلي للانتخابات، سعى أردوغان إلى التقارب مع منافسين في المنطقة، حيث تُجرى مباحثات خلف الأبواب المغلقة لإعادة العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
تشويه سمعة أردوغان في ألمانيا
تصدّر الكاتب الألماني الساخر ومقدم البرامج يان بومرمان عناوين الصحف الدولية عندما قام بـ "الإساءة" للرئيس أردوغان في قصيدة لاذعة. ووجهت الحكومة التركية وأردوغان نفسه اتهامات جنائية ضد بومرمان، كما بدأ المدعي العام الألماني التحقيق ضده. في 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 أعلن مكتب المدعي العام في ماينتس عن وقف التحقيق ضد بومرمان.
صورة من: picture alliance / Oliver Berg/dpa
انقلاب فاشل!
في مساء 15 تموز/ يوليو 2016 أقدمت قطعات من الجيش التركي القيام بمحاولة انقلاب على نظام أردوغان كما قالت البيانات الرسمية. ونظرا لأن الانقلاب رفضه جزء كبير من السكان ولم يجد دعما كبيرا من المعارضة السياسية، فقد فشل في اليوم التالي. سرعان ما ألقت حكومة أردوغان باللوم على حركة غولن في محاولة الانقلاب. صورة تظهر أنصار الرئيس أردوغان مع دبابة على جسر البوسفور في 16 تموز/ يوليو 2016.
صورة من: Str/EPA/dpa/picture alliance
حملة اعتقالات واسعة
بعد محاولة الانقلاب، أطلقت السلطات حملة إجراءات صارمة، إذ احتجزت أكثر من 77 ألفا في انتظار المحاكمة وتم فصل 150 ألف موظف حكومي أو وقفهم عن العمل. وتقول منظمات معنية بحقوق الإعلاميين إن تركيا صارت أكبر دولة تسجن الصحفيين في العالم لبعض الوقت. ردت حكومة أردوغان أن الحملة كانت نتيجة للتهديدات من أنصار الانقلاب وكذلك تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني.
صورة من: Stringer/AFP
تكريس الصلاحيات بنظام رئاسي
بعد أن تولى أردوغان رئاسة ثلاث حكومات في تركيا من 2003 إلى 2014، أدخل الاستفتاء الدستوري المثير للجدل لعام 2017 نظاماً رئاسياً مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 تموز/ يوليو 2018، حيث حصل أردوغان على 52.6 بالمائة من الأصوات لكن المعارضة تحدثت عن تزوير انتخابي. بعد فوزه الغى أردوغان مجلس الوزراء كجهاز من هيئات الدولة. ومنذ تلك الفترة اتخذت رئاسة أردوغان على نحو متزايد سمات سلطوية واستبدادية.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/O. Nuri Boyaci
انهيار اقتصادي
بدأت أزمة العملة التركية في عهد أردوغان في عام 2018، إذ فقدت الليرة التركية قيما قياسية في السنوات التالية. بين عامي 2019 و2021 غيّر أردوغان رئيس البنك المركزي التركي ثلاث مرات لأنهم لم يرغبوا في دعم السياسة المالية الفضفاضة. في عام 2022 رفع أردوغان الحد الأدنى للأجور بنسبة 50 في المائة وطالب بمزيد من الضرائب من أرباب العمل لمواجهة الخسائر.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/L. Pitarakis
زلزال مدمر
يواجه أردوغان رياحا سياسية معاكسة شديدة قبل الانتخابات المقررة في 14 مايو/ أيار، فبينما كان يعاني بالفعل من تحميله مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد جاء الزلزال المدمر في فبراير/ شباط ليترك حكومته متهمة ببطء الاستجابة والتراخي في تطبيق لوائح بناء كان من الممكن أن تنقذ الكثير من الأرواح.