انتخابات سوريا ـ اقبال بمناطق النظام ورفض بمناطق المعارضة
٢٦ مايو ٢٠٢١
مشهدان متناقضان في الانتخابات السورية، التي يقول مراقبون إنه في حكم المؤكد أن يفوز بها الأسد. ففي حين تتدفق الناخبون على لجان الاقتراع في أماكن سيطرة النظام، كانت هناك إضرابات ومظاهرات رافضة لها في مناطق المعارضة.
إعلان
قالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) اليوم الأربعاء (26 مايو/ أيار 2021) إن سوريا ستمدد فترة الانتخابات الرئاسية خمس ساعات إضافية حتى منتصف الليل في كل المراكز الانتخابية في المحافظات. وأفاد بيان اللجنة القضائية العليا أن القرار جاء بسبب الإقبال الكبير.
وتظاهر الآلاف من سكان محافظة إدلب بالشمال السوري الأربعاء رفضا للانتخابات الرئاسة، بينما شهدت بعض مناطق محافظة درعا جنوب سوريا إضرابا عاما.
وقال محمد زيتون من اللجان المحلية في محافظة درعا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ):" شارك آلاف من أبناء مدينة إدلب والبلدات والقرى ومخيمات النازحين في المظاهرة التي انطلقت من ساحة السبع بحرات وسط مدينة أدلب". وأضاف زيتون: "يريد المشاركون في المظاهرة إيصال رسالة إلى العالم أن الانتخابات التي يجريها النظام هي غير شرعية ". وردد المشاركون شعارات وحملوا لافتات تندد بالانتخابات الرئاسية في سوريا "لا شرعية لانتخابات القاتل - لا شرعية للأسد وانتخاباته - الثورة مستمرة ".
مصدر معارض: "إطلاق رصاص على منازل من لا ينتخب"
كما شهدت مدن وبلدات ريف حلب الشمالي مظاهرات. وفي محافظة درعا جنوبي سوريا شهدت أغلب بلدات ريف درعا الشرقي والغربي إضرابات احتجاجاً على الانتخابات. وقال مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر إن "أغلب مدن ريف درعا الشرقي والغربي نفذت إضراباً عاماً احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية فقد شهدت مدن جاسم ونوى والحراك وطفس وانخل والكرك الشرقي وصيدا احتجاجاً على الانتخابات".
وأكد المصدر لـ (د. ب.أ) أن "مدينة نوى أكبر مدن ريف درعا الغربي شهدت إطلاق رصاص منذ ساعات الصباح، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية التابعة للحكومة السورية التي وضعت عددا من المراكز الانتخابية في المدينة". وزعم المصدر أنه لم يتوجه أحد من الأهالي إلى الصناديق ولذا قامت القوات الأمنية بإطلاق رصاص بشكل مباشر على المنازل والمحال التجارية ما أدى لإصابة فتاة داخل منزلها.
الإعلام الحكومي: إقبال كثيف بمناطق سيطرة النظام
وفي المقابل، شهدت أغلب مراكز الاقتراع في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية إقبالاً كثيفا على التصويت.وكشفت اللجنة القضائية العليا للانتخابات، حسبما أفادت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن "امتلاء صناديق الاقتراع في عدد من مراكز الانتخاب بدير الزور والحسكة واللاذقية نتيجة الإقبال الكثيف واللجان الفرعية تقوم بتزويدها بالصناديق الفارغة ".
شارك آلاف من أبناء محافظة الرقة في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة السورية في الانتخابات. وقال مصدر في اللجنة الفرعية للانتخابات إن عدد المراكز الانتخابية في محافظة الرقة بلغ 102 مركز منها 80 في منطقة السبخة في ريف الرقة الشرقي و22 في ريف الرقة الغربي وربما يتم فتح مراكز جديدة نظراً للإقبال الجماهيري الكبير .
وفي محافظة حماة وسط سوريا، اكتظت المراكز الانتخابية في المدينة والريف بالناخبين ، وقال أنور قدور من بلدة اللطامنة شمال حماة " شارك جميع أهالي البلدة والقرى المحيطة لها في الانتخابات التي تجري لأول مرة في البلدة بعد استعادة الجيش السوري لها في شهر نيسان / ابريل عام 2017 ".
وكان وزير الداخلية السوري اللواء محمد الرحمون قال أمس في مؤتمر صحفي إن عدد المراكز الانتخابية يبلغ أكثر من 12 ألف مركز في جميع المحافظات السورية وعدد من يحق لهم الاقتراع أكثر من 18 مليونا.
وجرت يوم الخميس الماضي الانتخابات للسوريين خارج بلادهم في الدول التي توجد بها سفارات سورية وسمحت تلك الدول بإجراء الانتخابات فيها. ومنعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل المعارضة التي تسيطر على مناطق في ريف حلب ومحافظة إدلب من إجراء الانتخابات.
ص.ش/ع.ج.م (رويترز، د ب أ)
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد
تحكم عائلة الأسد سوريا منذ أكثر من 5 عقود بقبضة من حديد، إذ يستمر الرئيس السوري بشار الأسد على نهج أبيه حافظ الذي تولى الحكم بانقلاب عسكري. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا في عهد عائلة الأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق".
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق. م.ع.ح/ع.ج.م