1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جدل في الشارع الدمشقي حول الانتخابات الرئاسية

سوسن محروسة ـ دمشق٣١ مايو ٢٠١٤

تشهد سوريا لأول مرة منذ ما يقارب الخمسين عاما انتخابات رئاسية يتنافس فيها أكثر من مرشح. وإذ يشيد البعض بهذه التعددية فإن آخرين يعتقدون أن الأمر مجرد استفتاء وتجديد البيعة لمرشح واحد. DW عربية رصدت آراء بعض الدمشقيين.

Syrien Präsidentschaftswahl Stimmabgabe in Amman 28.05.2014
صورة من: AFP/Getty Images

على الرغم من المآسي والآلام التي يعيشها السوريين يوميا على وقع الحرب الطاحنة الذي يخوضها النظام والمعارضة المسلحة، يجد السوريون أنفسهم للمرة الأولى مطالبين بالاختيار بين ثلاثة مرشحين للكرسي الرئاسي في سوريا. الانتخابات الرئاسية أو "انتخابات الدم"، كما يحلو لبعض المعارضين تسميتها أثارت جدلا سياسيا واجتماعيا كبيرا. لكن الطرفان يجمعان، المؤيد للانتخابات والمعارض لها، على أنها أضافت عبئا جديدا على كاهل الجسد السوري المنهك أساسا من ويلات الحرب.

أحمد (25 عاما) المتخرج من كلية الحقوق، يجد أن الوقت غير ملائم لإجراء هذه الانتخابات حاليا في سوريا والسبب في ذلك على حد تعبيره: "كمواطن سوري أصبح الهم الأكبر الذي أواجهه حاليا هو الهروب من شبح الموت الذي يلاحقني يوميا من جراء الحرب التي نعيشها ولا مجال لهذا البذخ السياسي الذي سيزيد الطين بلة ولن يقدم أي حل للأزمة السورية". أما حسن الموظف في إحدى المؤسسات الحكومية، فيختلف مع وجهة نظر أحمد ويرى أن "الخطوة الأولى نحو خروج سورية من أزمتها هو إجراء هذه الانتخابات وتحقيق الديمقراطية التي يسعى لها كافة السوريين سواء من الموالين للرئيس بشار الأسد أو من معارضيه".

سوريات يحتفلن بالانتخابات الرئاسية في سورياصورة من: picture-alliance/dpa

استفتاء بنكهة ديمقراطية

على الرغم من اختلاف طبيعة التصويت وتحوله من الاستفتاء على رجل واحد إلى الانتخاب من بين ثلاثة مرشحين إلا أن من يتجول في شوارع دمشق يجد أن المشهد لا يختلف كثيرا عن المرات السابقة. فمن بين عشرات الصوّر، سواء الشخصية للرئيس بشار الأسد ولافتات حملته الانتخابية "سوا" تتخلل على استحياء صور أخرى للمرشحين الرئاسيين الأخريين ضمانا لتكافؤ الفرص بين المرشحين الأمر الذي يرى فيه البعض، أن النتائج باتت معروفة ومرتبة مسبقا. ويطعن هؤلاء بنزاهة هذه الانتخابات قبل إجرائها، طارق وهو طالب كلية الاقتصاد، يصف هذه الانتخابات "بالمهزلة الانتخابية".

عبر طارق لـ DW عربية عن رأيه بالمرشح حسان النوري قائلا "لا أجده أهلا لحمل راية الرئاسة في سوريا. فعلاوة على تقدمه بالعمر وسوريا تحتاج دماء شابة تبعث فيها الحياة التي تفتقدها حاليا، أرى أن برنامجه الانتخابي هزيل جدا وعلى الرغم من تركيزه على الجانب الاقتصادي إلا أنه لا يلبي طموحات السوريين الذين يعيشون على حافة الانهيار الاقتصادي وأغلبهم تحت خط الفقر".

أما سهى 30 عاما فقد أقنعها المرشح ماهر حجار أكثر من المرشح الآخر، إذ قالت "تابعت تقريبا كل المقابلات التي تحدث فيها المرشح الحجار واستوقفتني أجوبته القوية والجريئة أثناء مقابلته التي بثت عبر التلفزيون الحكومي بالإضافة إلى اقترابه من هموم الشعب السوري وخاصة بدعوته إلى إعادة الطبقة الوسطى التي اختفت مؤخرا ". في المقابل لا يجد حسن في كلا المرشحين مقومات الرئيس السوري القادم الذي يمكن أن يكون بديلا عن الرئيس الأسد، حسب كلامه.

صوّر الرئيس السوري بشار الأسدصورة من: Reuters

المشاركة الانتخابية بين الخوف والتخوين

تضاربت الآراء حول فكرة المشاركة بهذه الانتخابات الرئاسية فما بين خائف من عدم المشاركة إلى مشكك بجدوى المشاركة أصلا من عدمها يقف المواطن السوري حائرا مترددا. ويرى أحمد أن ورقته الانتخابية لن تقدم أو تؤخر في النتيجة المحسومة مسبقا ويضيف لـ DW عربية "على كل الأحوال سيربح بشار الأسد ولكني مضطر للنزول للانتخاب خشية المساءلة الأمنية التي من الممكن أن تترتب على عدم الانتخاب".

أما الناشط رياض 28 عاما فيجد "أن كل من ينزل للانتخاب خائن للثورة والشهداء، وأن مقاطعة هذه الانتخابات من كافة السوريين هو واجب حتمي لتعزيز موقف المعارضة بنظر المجتمع الدولي والنظام". ويضيف أن "نزول الناس بداعي الخوف سيؤدي إلى فوز بشار الأسد بإرادة الناس لا عن طريق أفرع المخابرات".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW