انتخابات سوريا.. يهودي سوري - أمريكي يعلن ترشيحه لمجلس الشعب
علي المخلافي د ب أ، أ ف ب، رويترز
٣ أكتوبر ٢٠٢٥
يخوض السوري الأمريكي هنري حمرة، ابن آخر حاخام غادر سوريا بالتسعينيات، السباق إلى مجلس الشعب الذي تستعد السلطات السورية لتشكيله بعد غد الأحد ليصبح أول مرشح للطائفة اليهودية منذ سبعة عقود حيث تعيد إحياء وجودها في سوريا.
تشهد سوريا بعد غد الأحد الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2025 تصويتا غير مباشر لتأسيس أول برلمان لها منذ الإطاحة ببشار الأسد.صورة من: Omar Sanadiki/AP Photo/picture alliance
إعلان
أعلن الحاخام السوري الأمريكي، هنري يوسف حمرة، ترشحه لعضوية مجلس الشعب السوري عن دائرة دمشق، ليكون أول مرشح يهودي منذ منع اليهود السوريين من الترشح لعضوية مجلس الشعب عقب حرب يونيو/ حزيران عام 1967.
وفي إعلان ترشحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أكد حمرة ترشحه لعضوية مجلس الشعب السوري تحت شعار "نحو سوريا مزدهرة ومتسامحة وعادلة"، وذلك "من أجل العدالة، وصون التراث السوري، ورفع العقوبات" بحسب ما أورده موقع تلفزيون سوريا اليوم الجمعة (الثالث من أكتوبر / تشرين الأول 2025).
وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات نوار نجمة لفرانس برس اليوم الجمعة: "هنري حمرة مرشح رسميا للانتخابات، وأعلن برنامجه الانتخابي، شأنه شأن أي مرشح آخر".
"سيعمل من أجل إلغاء قانون قيصر"
وقال حمرة: "أؤمن بسوريا موحدة لكل السوريين، من الحسكة إلى السويداء، ومن درعا إلى اللاذقية، ومن دمشق إلى حلب"، مؤكدا أنه سيستمر بالعمل مع الجالية السورية في الولايات المتحدة من أجل إلغاء "قانون قيصر" من دون شروط. وفي حارة اليهود في دمشق، شاهد مصورو فرانس برس اليوم الجمعة، منشورات لحملة حمرة الانتخابية ملصقة على جدران عدد من الأبنية، ضمت صورته وخلفه العلم السوري مرفقا بتعليق "مرشح دمشق لعضوية مجلس الشعب السوري".
وعلى حساب مستحدث على منصة أكس تحت تسمية "الحملة الانتخابية لهنري حمرة، مرشح مجلس الشعب"، يتطلع حمرة -الذي ظهر في مقطع فيديو قبل أيام وزار سوريا لمرات عدة خلال العام الحالي بعدما غادرها عام 1992- إلى "سوريا مزدهرة ومتسامحة وعادلة". ويتعهد في برنامجه الانتخابي بنقاط عدة، بينها "العمل على ربط اليهود السوريين في الداخل والخارج بوطنهم الأم سوريا"، وحماية التراث والهوية الثقافية وبينها اليهودية، والإسهام في إعادة الإعمار.
وهنري حمرة، البالغ من العمر 48 عاما، هو نجل الحاخام الأكبر لليهود السوريين في نيويورك يوسف حمرة، والذي غادر سوريا في عام 1992، بعد رفع حافظ الأسد حظر السفر على السكان اليهود، ولم يبقَ حينها في العاصمة السورية سوى أقل من عشرة يهود.
وفي فبراير/ شباط 2025، زار حمرة المقيم في الولايات المتحدة برفقه والده دمشق، في أول زيارة ليهود سوريين بعد إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي فرض والده الرئيس الراحل حافظ الاسد قيودا عليهم قبل هجرتهم تباعا.
وتحاول الطائفة اليهودية التي تمتد جذورها في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، إعادة إحياء وجودها في البلاد، منذ وصول السلطة الانتقالية إلى دمشق، والتي أبدت مرونة تجاهها. وتقلص عدد أفراد الطائفة تباعا على وقع النزاع العربي الاسرائيلي من آلاف الى بضعة أشخاص. وبحسب المؤرخ سامي مبيض، تم في عام 1947 انتخاب آخر مرشح يهودي لعضوية مجلس الشعب.
ومنذ وصولها إلى دمشق، زارت وفود عدة دمشق، كما التقى الشرع وفدا من اليهود السوريين في نيويورك على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وألقى الصراع العربي الإسرائيلي بظلاله على وجود اليهود في دول المنطقة. وكثيرا ما دفعوا ثمن كونهم يهودا، خصوصا في محطات بارزة أبرزها حرب 1967.
وخلال حكم عائلة الأسد، تمتعوا بحرية ممارسة شعائرهم الدينية، وجمعتهم علاقات ودية مع جيرانهم السوريين. لكن نظام الأسد الأب قيد حركتهم داخل البلد ومنعهم من السفر حتى عام 1992، لينخفض بعدها عددهم من نحو خمسة آلاف إلى بضعة أفراد، بينهم بخور شمنطوب الذي يتولى رئاسة الطائفة في سوريا وتسيير شؤونها. وقال شمنطوب لفرانس برس الجمعة "عودة اليهود السوريين الى البرلمان أمر ايجابي، خاصة في ظل وجود الحكومة الجديدة".
تحرير: عماد غانم
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي