لا يزال ضعف الإقبال هو السمة السائدة في اليوم الثاني والأخير للتصويت في جولة إعادة المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية التي تشير الدلائل إلى أنها ستأتي بمجلس نواب مؤيد للرئيس عبد الفتاح السيسي.
إعلان
أدلى الناخبون المصريون اليوم الأربعاء (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) بأصواتهم في ثاني أيام جولة الإعادة من المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية لحسم أكثر من مئتي مقعد. وتجري جولة إعادة للمرحلة الأولى التي شملت 14 محافظة من بينها الجيزة والإسكندرية بعدما عجز أغلب المرشحين في حسم الفوز بالمقاعد التي يجري انتخابها بالنظام الفردي.
ويتنافس المرشحون في المرحلة الأولى على شغل 226 مقعدا بالنظام الفردي لكن لم يحسم الفوز سوى في أربعة مقاعد فقط الأسبوع الماضي. كما جرت المنافسة على شغل 60 مقعدا بنظام القوائم المغلقة وفازت بها جميعا قائمة (في حب مصر) المؤيدة للسيسي.
ويستمر التصويت في جولة الإعادة بالداخل حتى التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (19:00 بتوقيت جرينتش) اليوم الأربعاء. وأجريت جولة الإعادة بالخارج يومي الاثنين والثلاثاء.
وعزف الكثير من الناخبين وخاصة الشباب الذين يشكلون أغلبية السكان عن المشاركة في المرحلة الأولى وذلك على النقيض من الطوابير الطويلة والحماس الكبير الذي أبداه المصريون في آخر انتخابات برلمانية أجريت في أواخر 2011 ومطلع 2012. وبلغت نسبة المشاركة في جولة الأسبوع الماضي 26.56 بالمائة من بين 27 مليونا و402353 ناخبا لهم حق الانتخاب.
وأصدر مجلس الوزراء قرارا بمنح عطلة نصف يوم للعاملين بالدولة اليوم الأربعاء في محاولة على ما يبدو لتشجيع الناخبين على المشاركة في تكرار لما حدث باليوم الثاني في الجولة الأولى الأسبوع الماضي. وقال القاضي عبد الله الخولي رئيس اللجنة العامة للانتخابات في الإسكندرية في تصريحات للصحفيين اليوم الأربعاء أن نسبة الإقبال في المحافظة الساحلية تصل إلى 10 بالمائة فقط منذ أمس.
ولم يذكر القاضي عمر مروان المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات أي نسب للإقبال خلال مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر اليوم الأربعاء لكنه قال إن "ظروف الجو أضافت صعوبة أخرى على التصويت" وذلك في إشارة إلى الطقس السيئ وهطول الأمطار في عدة محافظات مصرية اليوم. وأضاف أن عدد المصوتين في الخارج "يقل قليلا" عن 20 ألف. وبلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالخارج في الجولة الأولى الأسبوع الماضي نحو 30 ألفا.
وأشار مروان إلى رصد اللجنة لعدد من المخالفات تمثل أغلبها في القيام بالدعاية قرب مراكز الاقتراع بالمخالفة للقانون. وتحدث مراقبون وجماعات حقوقية وناخبون عن لجوء الكثير من المرشحين إلى استخدام الرشاوى الانتخابية والمال السياسي لتشجيع الناخبين على التصويت في جولة الإعادة. كما لجأ مرشحون لتوفير مواصلات مجانية لنقل الناخبين لحثهم على المشاركة.
ي ب / ع ج م (رويترز، د ب أ)
زيارات السيسي إلى الخارج منذ توليه الرئاسة
يواجه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحديا كبيرا يتمثل في إعادة مصر دورها الريادي، فمنذ توليه الرئاسة يعمل على إعادة تنشيط العلاقات واستعادة صداقات مصر القديمة وتحالفاتها بعد الأحداث التي تلت تنحي الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم.
صورة من: picture-alliance/Egyptian Presidency/Handout
كانت الجزائر المحطة الأولى في جولات السيسي الخارجية على التوقعات، فقد وعد خلال حملته لانتخابات الرئاسة أن تكون السعودية أولى محطات زياراته الخارجية كرئيس، لتصبح أول زيارة لرئيس مصري إلى الجزائر منذ 5 سنوات. وأكدت خصوصية العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل التصريحات خلال فترة الدعاية في انتخابات الرئاسة، والتي قُيل فيها أن الجيش المصري قادر علي اجتياح الجزائر في ثلاثة أيام وهو ما نفاه السيسي.
صورة من: picture-alliance/dpa
جاءت مشاركة الرئيس المصري في أعمال مؤتمر القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية، التي عقدت في 26 يونيو/ حزيران الماضي للتأكيد على عودة مصر للقارة الإفريقية التي سبق وأن أُهملت خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وجُمدت عقب إزاحة الإسلاميين عن الحكم. وشملت الجولة الإفريقية السودان وأثيوبيا لمناقشة ملف سد النهضة الذي تقيمه على النيل.
صورة من: Ashraf Shazly/AFP/Getty Images
أما زيارة السيسي إلى السعودية لما قدمته الأخيرة من دعم وفي إقناع المجتمع الدولي بأن إزاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 30 يونيو كانت تعبيراً عن إرادة شعبية، وبالتالي فكان لابد أن يعبر السيسي عن "الامتنان المصري للجانب السعودي".
صورة من: picture-alliance/AA
وشملت جولته الخليجية آنذاك الإمارات والكويت، اللتان قدمتما بدورهما إلى جانب السعودية دعماً مادياً لمصر بعد عزل مرسي، حيث ترك الإسلاميون خلال فترة حكمهم القصيرة اقتصاد البلد على حافة هاوية. وانعكس التقارب مع دول الخليج لاحقاً في مشاركة مصر في التحالف العربي بشن الحرب على اليمن.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press/Egyptian Presidency
في ظل الموقف الأمريكي من إزاحة الإسلاميين عن الحكم، كانت زيارة السيسي إلى موسكو ذات أهمية كبيرة. ومع دخول الطائرة الرئاسية إلى الأجواء الروسية رافقها سرب من المقاتلات الروسية. وانتهت الزيارة بالتأكيد على دعم التعاون العسكري والصناعي بين البلدين.
صورة من: Reuters
كانت زيارة السيسي إلي نيويورك محط اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لا سيما أنه الظهور الأول للرئيس المصري في الأمم المتحدة ناقلاً "رسالة مصر للعالم بعد ثورة 30 يونيو وما تبعها من حالة سوء فهم الحالة المصرية". لقاء السيسي بالرئيس الأمريكي أوباما حرك العلاقات التي تأزمت آنذاك بين الدولتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Anthony
وكانت أولى زيارات السيسي إلى دول الاتحاد الأوروبي في إيطاليا، وكان القضية الأكبر خلال الزيارة هي ليبيا، التي أضحت مسرحاً لحرب أهلية بين الجماعات المتشددة. وأيدت إيطاليا جهود مصر في مكافحة الإرهاب وتوصل الجانبان إلى توافق بشأن التهديد الذي تشكله ليبيا ما بعد القذافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Campana
هذه الجولة الأوروبية قادت السيسي أيضاً إلى لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند. خلال الزيارة أُبرمت ثلاث اتفاقيات تتضمن أولها إعلان نوايا حول الشراكة الفرنسية المصرية تتعلق بمترو أنفاق القاهرة، بينما تهدف الثانية دعم البنية التحتية في مصر، والثالثة أطرت دعم التوظيف عبر تمويل الشركات الصغيرة في المناطق الأكثر فقراً.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Jocard
اللقاء الأول بين السيسي والمستشارة الألماني أنغيلا ميركل على هامش منتدى دافوس في سويسرا في يناير/ كانون الثاني الماضي. لكن زيارته الحالية استبقها رئيس البرلمان الألماني روبرت لامرت، إذ قرر إلغاء لقائه المقرر مع السيسي في احتجاج على ما وصفها بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Coffrini
جاءت زيارة السيسي الأولى إلى الأردن على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منتصف مايو/ أيار الماضي. وقال السيسي في المنتدى إن "الجمود الفكري الناجم عن التطرف والغلو الديني أو المذهبي تزداد حدته جراء اليأس والإحباط وتراجع قيم العدالة بمختلف صورها".
صورة من: picture-alliance/dpa
تبلورت التوترات بين مصر والمحور القطري-التركي بعد عزل مرسي، فقد سحبت القاهرة سفيريها لدى الدوحة وأنقرة، في أعقاب المواقف القطرية والتركية المنددة بسياسات الدولة المصرية، ودعم البلدين لتنظيم الإخوان المسلمين، ما نتج عنه حملات إعلامية حادة متبادلة بين الجانبين.