في مناطق الأكراد بتركيا.. الترشح مسموح والفوز ممنوع؟
١٨ أبريل ٢٠١٩
بعد الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا، حُرم سياسيون محليون شرق البلاد ينتمون لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد من مناصبهم بعد فوزهم في الانتخابات. فمن يقف وراء قرار المنع؟ وعلى أي أساس قانوني تم اتخاذه؟
إعلان
في خمس مقاطعات تابعة لمنطقة الأناضول الشرقية، مُنع مرشحون فائزين في الانتخابات من حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) الموالي للأكراد من استلام مناصبهم في البلديات. في مقاطعات ديار بكر، فان وكارس، فاز مرشحو حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) في الانتخابات المحلية بفارق واضح، لكنهم لم يحصلوا على موافقة رسمية من اللجنة العليا للانتخابات لتولي مهامهم. وبدلاً من ذلك، قررت السلطات تسليم مكتب رئيس البلدية للمرشح الثاني لحزب العدالة والتنمية (AKP).
وقبل الانتخابات، تم إصدار ما يسمى بقرار الطوارئ من قبل الحكومة ضد المرشحين الخمسة لحزب الشعوب الديمقراطي، وتم منعهم من الخدمة المدنية. ويُذكر أنه بدأ العمل بتطبيق مثل هذه الإجراءات بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز عام 2016. هذه الإجراءات تمكن من فصل أو تعليق عمل الموظفين العموميين بمجرد الاشتباه في صلتهم بالإرهاب. لكن السؤال المطروح هنا، هل كان يُسمح للمرشحين الخمسة بالمشاركة في الانتخابات من البداية؟
"خرق صارخ للدستور التركي"
يرى العضو في حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، روستو تيرياكي، الذي يمثل حزبه في اللجنة العليا للانتخابات، أنه كان على اللجنة إبلاغ الحزب بالقرار وعواقبه، وعن هذا قال تيرياكي: "لم ترد لنا أي تحذيرات". إضافة إلى ذلك أكد عضو الحزب على أنه لا يوجد نص في قانون الانتخابات، والذي يُوقف الأشخاص عن العمل بموجب مرسوم، يمنعهم من الترشح للانتخابات.
أستاذ القانون وعضو حزب الشعب الجمهوري (CHP) المعارض، إبراهيم كاب أوغلو، تحدث لـ DW عن هذا الإجراء وقال:" إن اللجنة الانتخابية يجب أن تضمن إجراء انتخابات منظمة، ولكن ليس لها الحق في تجاهل إرادة الناخبين. وأضاف "إن قرار لجنة الانتخابات يعد خرقاً صارخاً للدستور التركي".
"لجنة الانتخابات جزء من مؤامرة"
من جهته عبر العضو في حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، ميثات سانكار، عن غضبه من الإجراء. "القرار ليس له أساس عقلي ولا قانوني ولا حتى أخلاقي. إنه لأمر فظيع أن يجلس المرشح الفائز بالمركز الثاني في منصب رئيس البلدية الآن". في المقابل اختار المتحدث باسم حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، ساروهان أولوك، كلمات أكثر حدة من سانكار:"ربما أصبحت اللجنة الانتخابية الآن أيضاً جزءاً من المؤامرة، إلى جانب حزب العمل القومي (MHP) وحزب العدالة والتنمية (AKP) ". ويؤكد منتقدون على قرب اللجنة العليا للانتخابات من حكومة حزب العدالة والتنمية التركي، موجهين لها باستمرار تهمة الوقوف إلى جانب الحزب في الانتخابات خلال السنوات الأخيرة.
إجراء تعسفي؟
قارن المتحدث باسم حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، ساروهان أولوك إبعاد المرشحين من حزب الشعوب الديمقراطي بموجب مرسوم بـ "الإجراء التعسفي". وقال أولوك: "إن لم يُمنح تصريح للأشخاص المنتخبين لمباشرة مهامهم، وبدلاً من ذلك ينتقل المرشحون الخاسرون إلى البلدية، فهذا ليس سوى إجراء تعسفي".
تذكر المعاملة الأخيرة، التي تعرض لها مرشحو المعارضة في الانتخابات المحلية، العديد من الأكراد بتصرفات الحكومة التركية خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال حملة اعتقالات طالت مرشحين فائزين في الانتخابات. ومنذ عام 2016، استبدل أردوغان رؤساء البلديات في 97 دائرة كردية بممثلين مقربين من حزب العدالة والتنمية (AKP). من جانبها اتهمت الحكومة التركية عمدة حزب الشعوب الديمقراطي بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني المعروف اختصاراً بـ PKK. ولا يزال أربعون عضواً منه قيد الاحتجاز الاحتياطي حتى اليوم. كما أجبر احتلال ميليشيات حزب العمال الكردستاني عدة مدن في صيف عام 2015 وإعلانها مناطق للحكم الذاتي، الحكومة التركية على التحرك.
وعلى الرغم من تمكن حزب الشعوب الديمقراطي من استعادة ما يقرب من خمسين بلدية من حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية وتحقيقه نتائج جيدة في الانتخابات، إلا أن عدداً قليلاً من الأكراد، من يؤمنون بمسألة تقرير المصير. وذلك راجع إلى تأثير الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على نتائج الانتخبات. كما أنه قد سبق وأشار خلال الحملة الانتخابية إلى مواصلة تنفيذ قرار توقيف المرشحين عن شغل مناصبهم.
دانيال ديريا بيلوت/ إ.م
بفارق طفيف .. معسكر تعزيز سلطة أردوغان يفوز بالاستفتاء
أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية فوز المعسكر المؤيد للتغيير الدستوري في تركيا الذي يتضمن في جوهره تحويل نظام الحكم إلى رئاسي. أردوغان رحب بنتيجة الاستفتاء فيما وعدت أحزاب معارضة بالطعن بنتيجته.
صورة من: picture alliance/AA/ E. Menguarslan
وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فوز الـ"نعم" في الاستفتاء حول توسيع سلطاته بأنه "قرار تاريخي". وصرح اردوغان للصحافيين في مقره باسطنبول "اليوم، اتخذت تركيا قرارا تاريخيا" مضيفا "مع الشعب، لقد حققنا الإصلاح الأهم في تاريخنا".
صورة من: Reuters/M. Sezer
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي سيفقد منصبه نتيجة الاستفتاء، قال إنه "بحسب النتائج غير الرسمية فإن الاستفتاء الشعبي الذي ينص على الانتقال للنظام الرئاسي تكلل بنعم". وأضاف يلدريم في المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم بأنقرة أن "الشعب التركي أعطى الكلمة الأخيرة بقوله نعم".
صورة من: picture alliance/AA/Turkish Prime Ministry/M. Aktas
وانتهت عملية التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في الساعة الخامسة عصر اليوم الأحد (16 نيسان / أبريل 2017)، بالتوقيت المحلي، حيث أدلى الأتراك بأصواتهم في استفتاء تاريخي حول تعديلات دستورية تهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب اردوغان.
صورة من: picture alliance/AA/K. Kocalar
ودعي حوالي 55,3 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في استفتاء شعبي حول إلغاء منصب رئيس الحكومة لصالح رئيس تتركز بين يديه صلاحيات واسعة. ويمكن أن يغير شكل النظام السياسي في البلاد ويعيد تعريف العلاقات مع الغرب.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Tazegul
وتمكن 55 مليونا و319 ألفا و222 ناخبًا من التصويت في الاستفتاء الدستوري السابع، في 167 ألفًا و140 صندوقًا بجميع ولايات البلاد، فيما جرى تخصيص 461 صندوقًا لأصوات النزلاء في السجون.
صورة من: DW/D. Heinrich
وبفوز مؤيدي التعديلات سيتمتع اردوغان الذي نجا من محاولة انقلاب قبل تسعة أشهر، بصلاحيات معززة جدا ويمكنه أن يبقى نظريا رئيسا حتى 2029. وكان الرئيس البالغ من العمر 63 عاما شغل منصب رئيس الحكومة من 2003 إلى 2014 قبل أن ينتخب رئيسا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Kappeler
بدأ العروسان التركيان حياتهما الزوجية بالتصويت على التعديلات الدستورية.
صورة من: picture-alliance/AA/G. Nogay
وشهدت عملية التصويت حضورا للعديد من الأتراك الذين أدلوا بأصواتهم بثيابهم التقليدية، وذلك لإظهار تمسكهم بالفترة العثمانية. وتشمل التعديلات المقترحة زيادة عدد نواب البرلمان من 550 إلى 600 نائب، وخفض سن الترشح للانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Izgi
كما قتل ثلاثة أشخاص في تبادل لإطلاق النار في حديقة مدرسة استخدمت مركزا للاقتراع في دياربكر جنوب شرق البلاد، بحسب وكالة دوغان للأنباء وتخضع تركيا لحالة الطوارئ منذ الانقلاب الفاشل. وقد أوقف بموجبها 47 ألف شخص وتم وقف حوالي مئة ألف عن العمل.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Akengin
قال رئيس حزب الحركة القومية التركي (معارض) دولت بهجه لي، إن السياسة في تركيا ستشهد إعادة هيكلة عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية. جاء ذلك خلال تصريح للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة، عقب الإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية .
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kaynak
تؤكد الحكومة أن هذا التعديل لا بد منه لضمان استقرار البلاد ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. لكن المعارضة ترى فيه جنوحا إلى الاستبداد من قبل رجل تتهمه بإسكات كل صوت منتقد، خصوصا منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kaynak
لكن اردال اكسونجور نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، قال إن المعارضة ستطالب بإعادة فرز ما يصل إلى 60 بالمئة من الأصوات. وقال المجلس الأعلى للانتخابات قبل ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع أن المجلس سيحسب الأصوات التي لم يختمها مسؤولوه بأنها صحيحة ما لم يثبت أنها مزيفة متعللا بوجود عدد كبير من الشكاوى من أن مسؤولي المجلس في مراكز الاقتراع لم يقوموا بختم كل بطاقات الاقتراع.
صورة من: picture-alliance/AA/M. A. Ozcan
واضطر حزب الشعوب الديمقراطي خصوصا إلى القيام بحملته فيما يقبع أحد رئيسيه ونوابه في البرلمان في السجن بتهمة صلات مع حزب العمال الكردستاني. ونددت المعارضة في الأسابيع الأخيرة بحملة غير منصفة مع هيمنة واضحة لأنصار اردوغان في الشوارع ووسائل الإعلام. (الكاتب: علاء جمعة)