1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاندماج في المجتمع الألماني من منظور الجالية الفلسطينية

تسعى الجالية الفلسطينية إلى الاندماج في المجتمع الألماني والالتزام بقوانينه وواجباته، لكن قسما كبيرا منها لا يزال يشعر بالتهميش والرفض. حرمان اللاجئين وأبناءهم من التعليم الجامعي أكبر العوائق التي تعترض طريق الاندماج.

مظاهرة فلسطينية في برلينصورة من: AP

يعود وجود الجالية الفلسطينية في برلين بشكل خاص وفي ألمانيا بشكل عام إلى نهاية الخمسينات من القرن الماضي. آنذاك قدمت موجة المهاجرين الأولى إلى برلين بهدف الدراسة وكان بعضهم ممنوحاً من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين(أونروا). وقد أبرزت هذه الموجة طبقة من حملة الشهادات العليا والتي استطاعت بسهولة الاندماج في البلد المضيف. أما موجات المهاجرين اللاحقة فكانت مع نهاية الستينيات، لكن القسم الأكبر من هؤلاء الفلسطينيين قدموا إلى ألمانيا كلاجئين من مخيمات لبنان عقب الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 ومن أبناء قطاع غزة عقب اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 ومعظمهم من الشباب.

عوائق في وجه الاندماج

إحدى دورات الاندماج المهنيصورة من: dpa - Bildfunk

تقدر إحصائيات الجالية الفلسطينية أن هناك مابين 30 إلى 35 ألف فلسطيني يعيشون في برلين من كافة الأقطار المضيفة (مثل لبنان وسوريا)، منهم حوالي 10 آلاف يحملون الجنسية الألمانية، و15 ألف يملكون حق الإقامة الدائمة، أما القسم الباقي فما زال يقيم كلاجئ بشكل مؤقت. معظم الفلسطينيين الذي قدموا إلى ألمانيا بهدف الدراسة ويقيمون ويعملون فيها الآن استطاعوا الاندماج بشكل كبير، كما يقول المرشد والباحث الاجتماعي وليد شحرور والمتحدث باسم الجالية الفلسطينية الموحدة في برلين. لكن رفض الحكومات الألمانية المتعاقبة في الماضي إعطاء الفلسطينيين اللاجئين، والذين يشكلون حوالي 85 % من عدد الفلسطينيين المقيمين على أراضيها، حقوق العمل والتعليم، أثر وبشكل سلبي على نجاح عملية اندماجهم في المجتمع الألماني بشكل فعال. فقد شعر الكثير منهم آنذاك بالتهميش والرفض من قبل المجتمع الألماني، مما دفعهم للتقوقع والانعزال عن باقي أفراد المجتمع. وعندما أدركت الحكومة الألمانية أن إبعاد أو إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى البلدان المضيفة التي قدموا منها هي مسألة شبه مستحيلة، قامت بالسماح لهم بالإقامة والعمل ومنحت أولادهم حق التعليم المدرسي وليس الجامعي.

من جهتها تحاول الجالية الفلسطينية وبمساعدة جهات ألمانية أهلية مثل المكتب المختص بشؤون اللاجئين محاربة هذا القانون وإقناع الحكومة بالسماح للاجئين وأبنائهم بالالتحاق بالجامعات. فبسبب هذا القانون ارتفعت نسبة الطلبة الفلسطينيين الذي تركوا مدارسهم قبل إنهاء مرحلة تعليمية معينة، لأنهم فقدوا الأمل في المستقبل وفي الالتحاق بالمؤسسات التعليمية العليا. وتسعى الجالية على إعادة الاعتبار للتعليم بين أفرادها، كما تقوم بمساعدة الأطفال الفلسطينيين المولودين هنا في الدروس والواجبات المدرسية وبشكل مجاني من خلال الجمعيات الفلسطينية المختلفة. ذلك أنه يغلب على أبناء الجالية هناك تدني المستوى التعليمي بشكل عام وصعوبات من ناحية اللغة.

اندماج ايجابي

من صور الاندماج في المجتمع الألمانيصورة من: dpa - Bildfunk

ويؤكد شحرور على أن القسم الأكبر من الفلسطينيين المقيمين في برلين لا يشعرون أنفسهم ضيوفاً على هذا البلد، وإنما أصبحوا جزءاً منه. هم مندمجون داخل المجتمع حسب القانون الأساسي للبلد لهم حقوق وعليهم واجبات يلتزمون بها. أما ما يتعلق بالاندماج من الناحية الاجتماعية فهناك ما يمكن تسميته بالاندماج الايجابي بمعنى التمسك بالعادات والتقاليد الإيجابية في المجتمعيين الفلسطيني والألماني والتخلي عن السلبيات. وتحاول الجالية الفلسطينية في برلين إلى جانب المحافظة على هويتها السياسية فهم المحيط الألماني التي تعيش فيه وحل المشاكل الاجتماعية التي قد تنتج عن ذلك. إذ تقوم الجالية من خلال نشاطات مختلفة بالتعريف عن ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، الشئ الذي يلقى عند غالبية الألمان ترحيباً كبيراً.

ومن جهتها تولي ألمانيا مسألة الاندماج اهتماماً كبيراً، لا سيما في السنوات الأخيرة، حتى أن الأحزاب الألمانية وضعتها ضمن برامجها الانتخابية. وتقوم الحكومة الألمانية بحث الأجانب على المشاركة في دورات الاندماج التي توفرها لهم، من خلال تقديمها لدورات تعليم اللغة الألمانية أو دورات تأهيل مهني بهدف دمجهم في سوق العمل.

المبادرة في اتخاذ الخطوة الأولى

الديانات الأخرى في ألمانياصورة من: AP

"الاندماج هو أن يعاملك الناس، دون النظر إلى بلدك الأصلي أو ديانتك. مازالت كعربي ومسلم أشعر أحياناً وللأسف بعكس ذلك. أنا أعتبر نفسي مندمجاً في المجتمع الألماني ولي علاقات كثيرة وحميمة مع كثير من الألمان، ولكني أحاول في نفس الوقت أن أحافظ على هويتي الفلسطينية وعاداتي وتقاليدي العربية" هذا ما يقوله فادي، وهو شاب فلسطيني يعيش ويعمل كمهندس في أحد الشركات الكبرى في مدينة شتوتغارت الألمانية. ويضيف فادي "هناك أحكام مسبقة لدى الألمان حول الكثير من الأجانب، لاسيما في ظل الأحداث الأخيرة. ومن واجبنا أن نكون السباقين في إثبات عكس ذلك من خلال الاندماج في المجتمع الألماني. فأنا على سبيل المثال عضو فاعل في مدرسة ابنتي وأقوم بعمل نشاطات للأطفال فيها، وقد لاحظت أن نظرة الألمان قد تغيرت لي عن السابق. من تجربتي أقول أن الألمان هم شعب حذر وحريص ولا يقوم من تلقاء نفسه بالمبادرة في التعرف على الأجانب وفهم ثقافتهم، مما يجعل الأمور صعبة في بعض الأحيان، ولهذا يجب علينا كأجانب وكعرب بشكل خاص المبادرة في عمل ذلك".

إياد حميدة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW