موسكو تقول إن مجموعة أخرى من الطائرات الحربية الروسية أقلعت من قاعدة حميميم الجوية في سوريا في طريق العودة إلى روسيا. وإيران تعتبر الانسحاب الروسي "مؤشرا إيجابيا" على إمكانية صمود وقف إطلاق النار.
إعلان
أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016) أن مجموعة أخرى من طائراتها الحربية أقلعت من مطار حميميم في سوريا عائدة إلى روسيا. ونقل الموقع الإلكتروني لقناة "روسيا اليوم" عن الوزارة أن "مجموعة أخرى من طائرات سلاح الجو أقلعت لتعيد تمركزها في قواعدها الأساسية في روسيا". وكانت أول دفعة من المقاتلات الروسية قد غادرت قاعدة حميميم السورية نحو قواعدها الأساسية في الأراضي الروسية صباح أمس.
من جهته، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الثلاثاء سحب روسيا لقواتها من سوريا "بالمؤشر الإيجابي" الذي يدل على إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة.
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
ويأتي ذلك الإعلان المفاجئ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصورة مفاجئة أول أمس الاثنين، صرح فيه أن روسيا ستسحب معظم القوات من سوريا بعد أن نشرتها في سبتمبر أيلول لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد. ومنذ إعلان بوتين بدأت الطائرات الحربية في العودة إلى روسيا.
ونقلت محطة (برس.تي.في) التلفزيونية الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني قوله خلال زيارة إلى النمسا أمس الثلاثاء "حقيقة أن روسيا أعلنت أنها ستسحب جزءا من قواتها تشير إلى أنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة للحفاظ على وقف إطلاق النار". وأضاف "قد يكون ذلك في حد ذاته مؤشرا إيجابيا".
وتجري الحكومة السورية والمعارضة المدعومة من الغرب محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف في إطار جهود دبلوماسية مدعومة من الولايات المتحدة وروسيا بغية إنهاء الصراع. وتدعم إيران الأسد في الصراع المستمر منذ خمس سنوات.