داء الانسداد الرئوي المزمن مرض يتقدم بشكل خفي وتدريجي إلى درجة أن المصاب لا يعرف بذلك لفترة طويلة. كما لا يعرفه الكثيرون أنه مرض فتاك ولا علاج له حتى الآن والمدخنون هم أكثر عرضة للإصابة به.
إعلان
يموت يوميا في المعدل نحو 70 شخصا في ألمانيا، بسبب الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وفق موقع "هايل براكسيس نات" الألماني المتخصص في المواضيع الصحية.
وفي الواقع، فإن الكثير من المرضى يجهلون في أحيان كثيرة أنهم مصابون بهذا المرض، الذي تبدأ أعراضه بالظهور تدريجيا وكذلك يتفاقم بشكل تدريجي. ويشكل المدخنون أكثر فئة معرضة للإصابة بهذا المرض. وقد تسبب هذا المرض في عام 2014 في ألمانيا لوحدها في مصرع أكثر من 27 ألف شخص، أي ما يعادل 74 شخصا يوميا، وفق ما أعلن المركز الاتحادي الألماني للتوعية الصحية.
ويعرف داء الانسداد الرئوي المزمن لدى عامية الشعب باسم "سعال المدخنين". ووفقا للموقع اللاكرتوني لهايل لهايل براكسس نات، فإن الكثير من المصابين لا يعرفون بإصابتهم طويلا، لأن المرض يبدأ بطيئا وتدريجيا. ومن أهم أعراض هذا المرض هو السعال والبلغم وضيق في النفس، الذي يظهر خاصة في بداية الإصابة بالمرض عند كل إجهاد جسدي قبل أن يصبح من الأعراض المزمنة حتى في حالة الجلوس وعدم القيام بأي شيء من شأنه أن يجهد الجسد.
التدخين أهم عامل في الإصابة بالمرض
ووفقا لخبراء الصحة، فإن أعراض المرض تختلف حسب درجة تقدم المرض. وفي الحالات السيئة جدا، يمكن للمصابين أن يصابوا أيضا بضيق نفس بمجرد القيام بأدنى حركة جسدية إلى درجة أنه يتعين عليهم التزود بالأكسجين. وبمرور الوقت يمكن أن يصاب المرضى بسبب سوء تزود أجسادهم بالأوكسيجين بأمراض إضافية على غرار أمراض القلب والشرايين.
وحتى وإن كان هناك مرضى بداء الانسداد الرئوي المزمن من غير المدخنين، إلا أن "التدخين يعد أكبر عامل في الإصابة بهذا المرض. فنحو 80 إلى 90 بالمائة من أمراض الانسداد الرئوي المزمن يتسبب فيها التدخين"، على ما تقول الدكتورة هايدرون تايس، مديرة مركز الاتحادي الألماني للتوعية الصحية.
وبسبب تقدم المرض بشكل تدريجي متسلل، فإن الأعراض الأولية للمرض تُفهم في الأغلب على أنها أعراض مرافقة للتدخين. ولهذا السبب يُنصح باستشارة الطبيب فور الإصابة بسعال مستمر وضيق في التنفس.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن مداواة مرض الانسداد الرئوي المزمن، إلا أنه يمكن إبطاء تقدمه. وأهم شرط لذلك هو الانقطاع عن التدخين. ففي سياق متصل تقول الدكتور تايس: "أهم وقاية من الإصابة بداء انسداد الرئة المزمن هو عدم التدخين. التخلي نهائيا عن التدخين يعد أهم خطوة لعلاج المرضى."
ش.ع/ف.ي
التدخين يضع بصمته في الجينوم الوراثي
اكتشف باحثون أن تدخين علبة سجائر في المتوسط كل يوم يؤدي إلى 150 تحورا في كل خلية سنوياً. وكل تحور مصدر محتمل لـ "أضرار جينية" قد تؤدي للإصابة بالسرطان. يشار إلى أن السرطان يحدث نتيجة تحور في الحمض النووي للخلية.
صورة من: Getty Images
أظهرت دراسة نشرت في دورية ساينس (العلوم) الخميس 2016.11.03 علاقة مباشرة بين عدد السجائر التي يدخنها المدخن على مدار حياته وعدد التحورات في الحمض النووي للأورام السرطانية. يشار إلى أن التشخيص المبكر يقي من السرطان بنسبة 50%. والتدخين سبب خُمْس حالات السرطان. وهذا لا يقتصر على سرطان الرئة بل يتعداه إلى أنواع أخرى من الأورام الخبيثة. التدخين هو السبب الأكثر شيوعا للتسبب بالسرطان لكنه ليس الوحيد.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة تأتي في المرتبة الثانية في التسبب بالسرطان، بسبب ارتفاع مستوى هرمون الإنسولين في الجسم والذي يزيد من خطر جميع أنواع السرطان تقريبا، وخاصة سرطان الكلى والمرارة والمريء. وتتراكم الهرمونات الجنسية بشكل متزايد في الأنسجة الدهنية للنساء البدينات مما يسهل الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/dpa
الناس قليلو الحركة يزداد لديهم احتمال الإصابة بالسرطان. وتشير الدراسات إلى أن الحركة والرياضة تمنعان نشوء الأورام الخبيثة، وذلك لأن النشاط البدني يقلل مستوى هرمون الأنسولين ويمنع السمنة. وليس من الضروري أن تكون الحركة الرياضة عالية الأداء: فالمشي الاعتيادي -أو ركوب الدراجات- يُحدِث فرقاً كبيراً!
صورة من: Fotolia/runzelkorn
الكحول مادة مسرطِنة. وهو يشجع نشوء أورام خبيثة في تجويف الفم ومنطقة البلعوم والمريء. الجمع بين التدخين والكحول خطير للغاية: فهذا يزيد خطر الإصابة بسرطان بمائة مرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
اللحوم الحمراء قد تسبب سرطان الأمعاء، وخصوصاً لحم البقر ولحم الخنزير بدرجة أقل، حيث يزداد احتمال الإصابة بالسرطان إلى مرة ونصف المرة. وعلى العكس من ذلك، السمك يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia
عند شواء اللحوم تنشأ مواد مسببة للسرطان، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي أدت إلى أورام في دراسات على الحيوانات. لكن ذلك لم يتم إثباته بعد على البشر. وربما يكون استهلاك اللحوم هو السبب، وليس طريقة إعداد اللحم.
صورة من: picture alliance/ZB
تجنُّب الوجبات السريعة، واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضار والألياف يساعد على منع السرطان. النظام الغذائي الصحي يقلل من خطر السرطان بأكثر من 10 في المائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض لكثير من الشمس يضر بصحة الإنسان. فالأشعة فوق البنفسجية في أشعة الشمس تخترق الحمض النووي وتغيره. والنتيجة قد تكون سرطان الجلد. توجد دهانات واقية من أشعة الشمس. ولكن تغير لون الجلد يعني أنه قد تلقى الكثير من الإشعاع الشمسي.
صورة من: dapd
الطب الحديث قد يتسبب بالسرطان إذا زاد الإشعاع عن حده. فالأشعة السينية تسبب تغيرات وطفرات في الجينات الوراثية. التصوير الاعتيادي بالأشعة السينية أقل ضرراً من التصوير الطبقي المحوري. لذلك ينبغي الذهاب إلى التصوير الطبقي المحوري إذا وُجِدَت أسباب وجيهة لذلك فقط. أما التصوير بالرنين المغناطيسي فهو لا يؤذي.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
الالتهابات قد تسبب السرطان، مثلاً فيروس الورم الحليمي البشري قد يسبب سرطان عنق الرحم. كما أن فيروسات التهاب الكبد من النوع B و C يمكن أن تسبب تغيّر خلايا الكبد. بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (في الصورة) قد تستقر في المعدة وقد تكون سببا في الإصابة بسرطان المعدة. بإمكان الإنسان تطعيم نفسه ضد العديد من مسببات الأمراض. المضادات الحيوية تساعد في القضاء على بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
صحيح أن حبوب منع الحمل تزيد نوعاً ما من خطر سرطان الثدي. ولكنها في الوقت نفسه تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض إلى حد كبير. وعموما، حبوب منع الحمل تحمي بالتالي أكثر مما تضر، على الأقل فيما يتعلق بالسرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
ولكن حتى لو فعل الإنسان كل شيء بالشكل الصحيح فإنه لا يمكن أن يكتسب مناعة ضد السرطان. في نصف جميع حالات السرطان يكون تغير الجينات أو كبر السن هو السبب. أورام الدماغ بشكل خاص تنشأ من دون تدخل خارجي. ع.م