الانقسامات تهدد بفشل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بمدريد
١٤ ديسمبر ٢٠١٩
يواجه مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في مدريد خطر الانهيار السبت بعدما أدت المفاوضات التي تواصلت طوال الليل لمزيد من الانقسامات بين الدول المشاركة بشأن سبل مواجهة الاحتباس الحراري. فيما تواجه واشنطن اتهامات عديدة.
إعلان
تم تمديد فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدريد لوقت إضافي اليوم السبت (14 ديسمبر/ كانون الأول 2019)، حيث تم صدور مسودات نصوص جديدة صباحا، بعد إجراء مفاوضات ليلا. وكان من المقرر في بادئ الأمر أن تكون الجلسة النهائية بكامل أعضائها مساء أمس الجمعة، لكنها تأجلت بعد أن فشل المندوبون في التوصل إلى اجماع بشأن وثيقة نهائية.
واتضحت عدم قدرة القادة على التوصل إلى اتفاق خلال جلسة عامة عقدت أمس الجمعة، حيث اختلفت مطالبهم بدرجة كبيرة. وكان المراقبون قد استبعدوا حدوث أي تحرك قبل صباح اليوم السبت عند استئتاف العمل على صياغة الوثيقة النهائية للمؤتمر.
واعترض مندوبو الدول الغنية والدول العملاقة الصاعدة وأفقر دول العالم على مشروع نص نهائي كشفت عنه تشيلي في محاولة فاشلة لإيجاد أرضية مشتركة.
وفي أعقاب عام شهد كوارث عنيفة مرتبطة بالمناخ مثل العواصف القاتلة والفيضانات وحرائق الغابات بالإضافة لإضرابات إسبوعية لملايين الشبان، كان على المفاوضات في مدريد أن ترسل إشارة واضحة بخصوص رغبة الحكومات في معالجة الأزمة.
وتهدف قمة "كوب 25" أيضا لوضع اللمسات الأخيرة على قواعد اتفاق باريس للمناخ المبرم في العام 2015 والذي يدخل حيز التنفيذ العام المقبل.
وعوضا عن ذلك، أعرب المندوبون السبت عن استيائهم إزاء ما وصفوه بالخطوات المتخلفة بشأن القضية السياسية الرئيسية ألا وهي إلى أي مدى ترغب كل دولة بالمساعدة في تجنب كارثة التغير المناخي.
وكانت القاعات، التي كانت صاخبة خلال المؤتمر على مدى الأسبوعين الماضيين هادئة وخالية نسبيا صباح اليوم السبت. ولم يتفق القادة، الذين تجمعوا في العاصمة الإسبانية مدريد من 196 دولة والاتحاد الأوروبي، بعد على وثيقة نهائية وعلى كيفية تمويل الدول الفقيرة للتخفيف من حدة الضرر الناجم عن تغير المناخ وأيضا على قواعد سوق الكربون.
اتهامات للولايات المتحدة بـ"عدم حسن النية"
وخلال مؤتمر مدريد، عادت إلى الواجهة الانقسامات القديمة بين الدول الغنية الملوثة للبيئة والدول النامية بشأن الجهة التي عليها خفض انبعاثات الغازات الفيئة ومقدار ذلك وكيفية دفع التريليونات التي تحتاجها البشرية للتكيف مع التغير المناخيّ.
وفي الوقت نفسه، أدت الخلافات الأحدث بين الدول الفقيرة المعرضة للكوارث المناخية وتلك العملاقة الصاعدة مثل الصين والهند، الدولتين الأولى والرابعة في ترتيب الانبعاثات في العالم، إلى عرقلة التقدم.
وفي المناقشات العامة التي جرت صباح السبت، ظهر خلاف إضافي حول كيفية قيام الدول بالتنويه عن سلسلة من التقييمات العلمية لحالة الأرض.
واتُّهمت الولايات المتحدة، التي ستنسحب من اتفاق باريس العام المقبل، بلعب دور المفسد في عدد من القضايا الحيوية بالنسبة للدول المعرضة للكوارث المناخية، بما في ذلك ما يسمى بتمويل "الخسارة والضرر".
وقال هارغيت سينغ، الناشط المعني بالمناخ في مؤسسة "أكشن إيد" الخيرية إنّ "الولايات المتحدة لم تحضر إلى هنا بحسن نية". وتابع "إنهم يواصلون عرقلة جهود العالم لمساعدة الأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب تغير المناخ".
ص.ش/ع.ش (د ب أ، أ ف ب)
مظاهرات في أنحاء العالم من أجل حماية المناخ
تزامنا مع انعقاد مؤتمر المناخ في باريس تظاهر مئات الآلاف من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم مطالبين المسؤولين السياسيين باتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة التغيرات المناخية، والتخلي عن استخدام الطاقة الأحفورية.
صورة من: Getty Images/C. Koall
وفقا لبيانات منظمة آفاز (Avaaz) العالمية، التي تناضل من أجل قضايا البيئة وحقوق الإنسان، بلغ عدد الأشخاص الذين تظاهروا نهاية الأسبوع من أجل حماية المناخ أكثر من 785 ألف متظاهر في شوارع 175 دولة. ورغم تسبب الهجمات الإرهابية الأخيرة في إلغاء مظاهرة ضخمة كانت مقررة في باريس، إلا أن ذلك لم يمنع من خروج محتجين في "عاصمة النور" مطالبين بحماية البيئة.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lipinski
"اتركوا الوقود الأحفوري في الأرض واستبدلوه بالطاقة المتجددة"، دعوة كتبها مجموعة من المتظاهرين على هذه اللافتة في لندن في مظاهرة شارك فيها الآلاف. وهذا النداء الموجه لرجال السياسة والاقتصاد وللمجتمع منتشر أيضا في كل أنحاء العالم.
صورة من: Getty Images/C. Ratcliffe
المسيرات الشعبية الداعية لحماية المناخ بدأت في مدينة ملبورن الأسترالية. "لا للفحم، نعم للطاقة الشمسية"، كانت من أهم الشعارات التي رفعها المتظاهرون في ملبورن. وشارك في تلك المسيرة سكان من جزر المحيط الهادي، الذين يعانون خصوصا من ارتفاع منسوب المياه في المحيط. وتوجه انتقادات إلى استراليا لا سيما بسبب استخدامها للفحم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Crock
هنا في دكا، عاصمة بنغلاديش، قام الطلبة بتنظيم المسيرة الشعبية الداعية إلى حماية المناخ. الموقف خطير بالنسبة لبنغلاديش. فهي تعاني خصوصا من ارتفاع منسوب مياه البحار.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Abdullah
"الفحم يقتل"، ركزت الاحتجاجات التي شهدتها مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا على أضرار الفحم، خاصة وأن حكومة جنوب إفريقيا تعتمد كثيرا على الفحم في توليد الطاقة. المتظاهرون يطالبون بالتحول في أقرب وقت إلى الاعتماد على الشمس والرياح في توليد الطاقة. الرجل في يسار الصورة يحمل لافتة عليها "نحن نؤمن بأن التحول ممكن".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Safodien
"لا تخدعونا وانقذوا البيئة" رسالة يوجهها للمسؤولين هؤلاء المتظاهرون في العاصمة الأوكرانية كييف. ويطالب المتظاهرون بالتحول إلى استخدام الطاقة البديلة. فجزء كبير من أوكرانيا لا زال يعاني من الإشعاعات التي سببتها كارثة تشيرنوبيل. كما أن الغاز والفحم شكلا باستمرار مصدر صراع مرير بين روسيا وأوكرانيا.
صورة من: Imago/V. Shevchenko
وفي روما أيضا رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالاعتماد على الطاقة المتجددة، وكتبوا على اللافتات عبارات من قبيل"امنحوني المستقبل" و "الطاقة المتجددة بنسبة مائة في المائة". وتعتبر إيطاليا ثاني دولة في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا تملك محطات لتوليد الطاقة الشمسية.
صورة من: picture alliance/ROPI/Tersigni/Eidon
أما في أثينا فقد طالب المتظاهرون باتباع نظام غذائي صديق للبيئة، خاصة وأن إنتاج اللحوم والحليب ومشتقاته تسبب ثلث الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وعلى هذه اللافتات كتب المتظاهرون: "من لديه استعداد لكي يغير نفسه؟ لا تنتظر، وإنما تحرك الآن. انقذ الكوكب، والحيوانات وعش نباتيا".
صورة من: Imago/G. Panagakis
احتجاجات مدينة ميكسيكو ركزت على انتقاد الرأسمالية وحملتها المسؤولية عن تدمير البيئة وارتفاع ظاهرة الاحتباس الحراري. ورفع المتظاهرون فيها شعارات كتبوا عليها "لا للرأسمالية" و "نحن يمكننا أن نفعل شيئا".
صورة من: Getty Images/Y. Cortez
وفي العاصمة الألمانية برلين طالب المتظاهرون القادة المشاركين في قمة المناخ بباريس بالتحرك الفعلي واتخاد قرارات لصالح البيئة. أما على الصعيد الداخلي فيطالب المتظاهرون الحكومة الألمانية بالتخلي السريع عن الاعتماد على الفحم كمصدر للطاقة. إعداد: غيرو روتر/ هشام الدريوش