ليبيا: متابعة شؤون المهاجرين في مراكز المهربين مهمة مستحيلة
١٤ يونيو ٢٠١٧
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، أن الاهتمام بالمهاجرين الذين وقعوا بأيدي المهربين في ليبيا، مهمة مستحيلة في الوقت الراهن: فيما لا تزال ظروفهم الحياتية أصعب مما هي في مراكز الاعتقال، وأشارت المنظمة إلى أنها تسعى للوصول إليهم.
إعلان
وتعنى هذه المنظمة غير الحكومة منذ الصيف الماضي بالمهاجرين في مراكز الاعتقال في طرابلس، وتسعى "لتقديم مزيد من المساعدة لهم" كما قال جان غي فاتو رئيس مهمة ليبيا لأطباء بلا حدود اليوم الأربعاء (14 يونيو/ حزيران) لدى مروره بباريس بضع ساعات.
من جانبه، وصف رئيس المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين، فيليب غراندي في الفترة الأخيرة الظروف الحياتية في هذه المراكز بأنها "مريعة".
وتحدث فاتو الذي أنشأت مهمته في شباط/فبراير مركزا طبيا في مصراتة، عن مفارقة، وقال إن في الإمكان "رؤية" المهاجرين في هذه المراكز، و"من السهل إلى حد ما الوصول إليهم"، موضحا أن "من مصلحة السلطات إيصال رسالة مفادها انه إذا ما حصلت أهوال فبسبب نقص الأموال".
أما في الخارج، فمن الصعوبة بمكان تقديم المساعدة لهم "لأنهم في منظومة سرية" للاتجار بالبشر، لأن المهاجرين يستعينون بشبكات تهريب في جنوب البلاد. وقال فاتو إن "الشهود يتحدثون عن أوضاع أكثر صعوبة من مراكز الاعتقال"، وخصوصا في "المرائب العملاقة التي تؤوي أعدادا كبيرة من الناس وكميات اقل من المواد الغذائية والماء". لكنه أضاف "لكننا لا نعرف مكان وجودها، ولا نعرف ما يحصل فيها".
لذلك تحاول منظمة أطباء بلا حدود الوصول إلى هؤلاء الأشخاص "لكننا لم نصل إليهم فعلا بعد". وأضاف "يتعين إنشاء فضاء سياسي مع السلطات المحلية حتى تسمح لنا بالوصول إلى مناطق المهاجرين"، مشيرا إلى تفهمه "للخطوط الحمر" الأثنية التي لا يجوز تجاوزها. وتساءل "ما هو الحد الفاصل بين مساعدة الناس ومساعدة النظام الذي يقمعهم؟".
وكان رئيس عملية صوفيا البحرية الأوروبية لمكافحة المهربين، اعتبر مطلع حزيران/يونيو أن من الضروري اعتبار تهريب المهاجرين في ليبيا "جريمة ضد الإنسانية".
يشار إلى أن 97 % من المهاجرين الذين وصلوا هذه السنة إلى السواحل الايطالية، انطلقوا من ليبيا حيث تستفيد شبكات المهربين من الفوضى السائدة منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011.
ح.ع.ح/ع.ج(أ.ف.ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.