أثناء زيارته لجزيرة ليسبوس وجه بابا الفاتيكان كلمة للاجئين هناك حثهم فيها على ألا يفقدوا الأمل مؤكدا لهم أنهم ليسوا وحدهم، مطالبا العالم بإيجاد حل لهذه "الأزمة الإنسانية الخطيرة". وسوف يصطحب البابا معه 12 لاجئا سوريا.
إعلان
في مسعى منه لرفع معنويات اللاجئين العالقين في اليونان، دعاهم البابا فرنسيس إلى عدم فقدان الأمل وأنهم ليسوا وحدهم. وحض البابا المجتمع الدولي على التعامل معهم بطريقة "تليق بالكرامة"، حسب تعبيره.
وقال الحبر الأعظم موجها كلامه إلى اللاجئين العالقين في جزيرة ليسبوس اليونانية والذين خصهم بزيارته عقب دخول الاتفاق المثير للجدل بين تركيا والاتحاد الأوروبي والذي يسمح بإعادة المهاجرين إلى تركيا: "أصدقائي الأعزاء، أريد أن أقول لكم إنكم لستم وحدكم...لا تفقدوا الأمل!".
وأضاف البابا:" جئت إلى هنا حتى أكون معكم وأستمع إلى معاناتكم ومطالبة العالم بأن يولي هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة اهتماما مع تمنياتي بأن يجد حلا لها".
وشدد البابا على القول:" نأمل في أن يولي العالم اهتماما بهذه الأوضاع المأساوية والميؤوس منها فعلا، وأن يتعامل معها بطريقة تليق بإنسانيتنا المشتركة".
وأوضح البابا أن "الله خلق الجنس البشري حتى يشكل عائلة واحدة. وإذا ما تألم احد إخوتنا أو إحدى أخواتنا، نتأثر جميعا". وقال البابا "يستطيع جميع إخوتنا وأخواتنا في هذه القارة، على غرار السامري الصالح، أن يهبوا لمساعدة للمساعدة بهذه الروح من الإخوة والتضامن والاحترام للكرامة البشرية التي طبعت تاريخها الطويل".
وانتقد البابا بهذه الكلمات ضمنيا إرادة السلطات الأوروبية بإعادة هؤلاء المهاجرين إلى تركيا.
ودعا كل من البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية بارثولوميو ورئيس أساقفة أثينا ايرونيموس، في بيان موقع، العالم إلى "التعامل بشجاعة مع هذه الأزمة الإنسانية الكثيفة وأسبابها الخفية، عبر مبادرات دبلوماسية وإنسانية وخيرية، من خلال جهود منسقة، في الشرق الأوسط أو في أوروبا".
وذكر الفاتيكان في بيان أن البابا سوف يصطحب معه إلى إيطاليا 12 لاجئا سوريا من جزيرة ليسبوس بينهم ستة أطفال. وجاء في البيان " كل أفراد العائلات الثلاث مسلمون (..) كانت منازلهم قد تعرضت للقصف ". وسوف يعتني الفاتيكان باللاجئين الذين سوف تستضيفهم مبدئيا جمعية سانت إيجيديو وهي منظمة كاثوليكية غير حكومية.
ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب/د.ب.أ)
لاجئو إيدوميني .. أبواب موصدة وآمال معلقة على ميركل
في الوقت الذي كان فيه قادة الاتحاد الأوروبي مجتمعين في بروكسل لمناقشة أزمة الهجرة، تظاهر المئات من اللاجئين والمهاجرين العالقين في إيدوميني اليونانية الواقعة على الحدود مع مقدونيا، رافعين شعارات موجهة إلى أنغيلا ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.Nietfeld
تظاهر نحو مائتي لاجئ في إيدوميني مرديدن شعار "ماما ميركل" و" الشعب يريد ألمانيا بالتحديد" وحاملين الأعلام الألمانية للمطالبة بتمكينهم من مواصلة طريقهم ومهددين بالإضراب عن الطعام.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
يدرك اللاجئون في إيدوميني جيدا سياسة الأبواب المفتوحة التي مازالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل تنتهجها بالرغم من الانتقادات الموجهة إليها حتى من حلفائها، إذ رفع المتظاهرون أوراقا كتب عليها "ميركل ساعدينا" للخروج من تلك الحالة المأساوية التي باتوا يعيشونها في ذالك المخيم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Pantzartzi
حذر ممثل الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفشي أزمة إنسانية بين اللاجئين المحتشدين على الحدود اليونانية مع مقدونيا، قائلا إن الوضع هناك لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة. ويحتشد 13 ألف شخص على الأقل على الحدود، لكنهم عالقون لأن مقدونيا تسمح فقط لـ 250 شخص بالعبور يوميا.
صورة من: DW/D. Cupolo
يتدهور الوضع الإنساني بشكل سريع في مخيم إيدوميني مع وصول مزيد من الأشخاص يوميا إليه، المخيم صمم لاستيعاب ألفي شخص فقط، لكنه الآن بات مكتظا بـأكثر من 13 ألف شخص، 55 بالمائة منهم من الأطفال والنساء بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Gouliamaki
زاد الحال سوءا بالنسبة للعالقين في مخيم إيدوميني مع سقوط الأمطار، وهو ما تسبب في تحول المنطقة إلى بحر من الطين تغرق فيه الخيام المنصوبة.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Hilton
الخيام الهشة التي نصبت في المخيم لم تمكن من حماية اللاجئين من الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة، ما أدى بهم إلى ارتداء الأكياس البلاستيكية، وتقول المنظمات الإنسانية إن العديد من اللاجئين هناك باتوا يعانون من أمراض متعددة كالربو والحساسية.
صورة من: Reuters/M. Djurica
عندما يرخي الليل سدوله يعم المخيم نوع من الهدوء، فقد نال التعب من اللاجئين العالقين هناك بعد محاولات متكررة وفاشلة لعبور الحدود اليونانية المقدونية. وهنا ينام الأطفال والنساء على حلم الوصول إلى دول شمال أوروبا، هذا الحلم الذي بدأ يتلاشى في ظل الحديث عن إغلاق طريق البلقان.