1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البابا يحيي ذكرى ضحايا الهولوكوست ويدعو إلى السلام في الأراضي المقدسة

١١ مايو ٢٠٠٩

في إطار زيارته للأراضي المقدسة، ندد بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بإنكار المحرقة النازية ضد اليهود وبمعاداة السامية كما دعا القادة السياسيين والدينيين للعمل على تحقيق السلام.

بابا الفاتيكان يصل إلى مطار بن غوريون ويستقبله الرئيس الإسرائيلي شيمون بيرزصورة من: AP

وصل بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر صباح اليوم الاثنين 11 مايو/آيار إلى مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، حيث كان في انتظاره القادة الإسرائيليون وعلى رأسهم الرئيس شيمون بيرز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وتعد إسرائيل محطته الثانية بعد الأردن، في إطار رحلة البابا للشرق الأوسط والتي بدأت يوم الجمعة الماضي وتستمر حتى الخامس عشر من الشهر. ووصف البابا رحلته بأنها رحلة "الحج من أجل السلام"، حيث قال: " جئت لأرفع الصلاة في الأماكن المقدسة، ولأصلي بنوع خاص من أجل السلام ـ السلام هنا في الأرض المقدسة والسلام في العالم كله".

البابا يبدأ زيارته بإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست

واستقبل الرئيس الإسرائيلي بابا الفاتيكان موجها إليه عبارات باللغة اللاتينية مفادها "سلام عليك أيها المؤمن بين المؤمنين الذي بدأ اليوم زيارة إلى الأرض المقدسة". ومن جهته، استغل الحبر الأعظم أول كلمة يلقيها في إسرائيل، لإحياء ذكرى ستة ملايين يهودي قتلوا من قبل النازيين قائلاً: "علينا أن نكرم ذكرى هؤلاء الضحايا وأن نصلي حتى لا تشهد الإنسانية مجدداً جريمة بشعة بهذا الحجم". و أدان بنديكت السادس عشر معاداة السامية معتبرا إياها "مقيتة" و"مرفوضة بالكامل"، وأضاف: "إنها وللأسف تواصل الكشف عن وجهها المقيت في عدد كبير من دول العالم".

كذلك أصدر البابا بنديكت السادس عشر تنديداً واضحاً لإنكار المحرقة النازية بحق اليهود خلال زيارته نصب ياد فاشيم التذكاري في القدس وقال إنه يجب على الدوام "تذكر أسماء الضحايا ومعاناتهم". وأعرب البابا الألماني المولد في قاعة الذكرى في ياد فاشيم، حيث نقشت أسماء المعسكرات النازية المختلفة، عن أمنيته "ألا تنكر معاناة الضحايا على الإطلاق أو يقلل من شأنها أو تنسى".

البابا "جئت للصلاة من أجل السلام"صورة من: AP

انتقادات لبابا الفاتيكان

يشار إلى أن بنديكت تعرض لانتقادات عنيفة بسبب القرار الذي أصدره في كانون ثان/يناير من هذا العام بإلغاء الحرمان الكنسي بحق الأسقف ريتشارد ويليامسون الذي أنكر الهولوكوست. وأعلن الفاتيكان لاحقا أن ويليامسون لن يقبل في الكنيسة الكاثوليكية الرئيسية مرة أخرى حتى يتراجع عن آرائه بشأن الهولوكوست، لكن القضية ألقت بظلالها على زيارة البابا للنصب التذكاري لضحايا المحرقة في القدس اليوم.

ومن جانبه، انتقد الحاخام مير لاو، المسؤول عن النصب التذكاري لمحرقة اليهود (ياد فاشيم) ، والذي كان أولى المحطات التي توقف عندها البابا بعيد وصوله إلى تل أبيب، عدم تسمية البابا للألمان وللنازيين كمسئولين عن مقتل ملايين اليهود على حد قوله في تصريح للتلفزيون الإسرائيلي. وأعرب مير لاو عن خيبة أمله إزاء خطاب البابا قائلاً: " لم يتم التعبير عن أي اعتذار"، وأضاف أن البابا الألماني المولد ألقى خطاباً مؤثراً لكن "كان هناك شيء مفقود. لم يتم ذكر الألمان أو النازيين الذين شاركوا في المجزرة ولم تصدر أي كلمة أسف". كذلك أعرب الحاخام المسؤول عن نصب المحرقة عن انتقاده للبابا الذي لم يصدر عنه أي أسف بشأن رفع الحرمان الكنسي عن الأسقف ريتشارد ويليامسن الذي أنكر المحرقة في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي. كذلك انتقد بعض المراقبين في إسرائيل كون البابا لم يذكر الدور الذي لعبته الكنيسة في حقبة الحكم النازي وكونه لم ينتقد صمتها إزاء الجرائم التي قام بها النازيون.

دعوة بابوية للسلام والتعايش بين الأديان

ممثلي الطائفة الدرزية في إسرائيل تستقبل قداسة الباباصورة من: AP

من ناحية أخرى، حث الحبر الأعظم في كلمته خلال الاحتفال الذي أقيم في حديقة مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في القدس، القادة الدينيين على تجنب الانقسامات. وأشاد البابا باستضافة الرئيس الإسرائيلي له، قائلا عنه "إن سجله حافل بالخدمة العامة، ويتميز بالتزام قوي بالعدالة والسلام ". وطالب البابا بإحلال "الأمن والنزاهة والعدالة والسلام" قائلاً: "هذه القيم متلازمة عند صنع الله للعالم . وهناك سبيل واحد لحماية وتعزيز هذه القيم وهي: ممارستها! والحياة بها! ".

كذلك دعا الحبر الأعظم خلال كلمته إلى مصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما حث كل الأطراف على العمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة قائلا: " إنه يدعو جميع المسؤولين إلى طَرق كل باب متاح في إطار السعي لتسوية عادلة للصعوبات القائمة حتى يتسنى للشعبين العيش في سلام؛ كل في وطن خاص به داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليا". ولم يستخدم بابا الفاتيكان كلمة "دولة" مكتفيا بحديثه عن "الوطن". وأضاف قائلاً: "واضح جدا أنه منذ عقود وسكان الأراضي المقدسة يفتقرون بشكل مأساوي إلى السلام".وختم كلمته بقوله "شالوم" وهي كلمة عبرية تعني سلام.

وفي المقابل وصف بيريز البابا بأنه "زعيم روحي عظيم" و"حامل قوي لرسالة السلام إلى هذه الأرض ولجميع الآخرين ". وقال في هذا الإطار: "إن شعوب منطقتنا تعبت من الحروب .. ويمكن أن يمهد الزعماء الروحيين الطريق للقادة السياسيين .. وتطهير حقول الألغام التي تعترض طريق السلام ". وتابع بيريز قوله إن الحاجة تستدعي وجود "روح قوية وملهمة" لإقناع الإسرائيليين والفلسطينيين أن "السلام يمكن تحقيقه". كما رحب الرئيس الإسرائيلي بعملية "المصالحة" بين إسرائيل والفاتيكان، قائلاً: "نعتز بقيادتكم لهذه الجهود".

(و.ب/د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز/آه.ار.دي)

تحرير: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW