دعا البابا خلال قداس أُقيم في إستاد عسكري في القاهرة زعماء كل الديانات إلى رفض العنف الديني ونبذ عدم التسامح. كما دعا الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية إلى الصلاة من أجل ضحايا العنف والإرهاب في العالم.
إعلان
قال البابا خلال القداس، الذي أقيم بحضور نحو 25 ألف شخص في إستاد عسكري في القاهرة، اليوم السبت (29 نيسان/أبريل 2017) إن "الإیمان الحقیقي ھو ذاك الإیمان الذي یجعلنا أكثر محبة وأكثر رحمة وأكثر صدقاً وأكثر إنسانیة". وأضاف "ھذا ما یقودنا إلى أن نرى في القریب (منا) لا عدوا علینا أن نهزمه بل أخاً علینا أن نحبه ونخدمه ونساعده. الإیمان الحقیقي ھو ذاك الذي یحثنا على أن ننشر ثقافة اللقاء والحوار والاحترام والإخوة". وتابع أن الإيمان الحقيقي "یحملنا على حمایة حقوق الآخرین بنفس القوة والحماس اللذین ندافع بهما عن حقوقنا".
وشمل القداس الصلاة من أجل "الشهداء" والمهجرين في إشارة إلى مسيحيين قتلوا في الحروب والعنف في الشرق الأوسط في السنوات الماضية أو طردوا من ديارهم. وأضاف الحبر الأعظم: "الله لا يرضى إلا عن إيمان يعبر عنه بالحياة، والتطرف الوحيد هو تطرف المحبة". وتابع بالقول :"ليبارككم الله وليبارك مصر الحبيبة".
وأقيم القداس الإلهي تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام"، حيث تم استقبال البابا بحفاوة ابتهاجاً بوجوده على أرض مصر.
والجدير ذكره أن إستاد الدفاع الجوي (إستاد 30 يونيو) مكان غير معتاد لإقامة قداس ديني لكن ذلك يسلط الضوء على المخاوف الأمنية التي أحاطت بالزيارة. وجابت مركبات همفي عسكرية شوارع العاصمة المصرية القاهرة التي خلت إلى حد كبير من الحركة أمس الجمعة. ورفض البابا استخدام سيارة ليموزين مصفحة مفضلاً بدلا من ذلك التنقل في سيارة فيات زرقاء بسيطة.
وبعد القداس سوف يتناول البابا الغداء مع أساقفة مصريين ويوجه كلمة لمعاهد دينية قبل أن يطير عائداً إلى إيطاليا بعد الظهر.
خ. س/ح. ع. ح (رويترز، د ب أ)
مصر والفاتيكان ... علاقات صعبة عمرها سبعون عاما
شهدت العلاقات بين مصر والفاتيكان محطات مختلفة على مدى سبعين عاماً من بدئها. بيد أن تفجيرات الكنائس بأحد الشعانين 2017 أدت لإعادة التركيز على هذه العلاقات مع إعلان البابا فرنسيس زيارته لمصر. فما هي أبرز هذه المحطات؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Roger Anis
في شباط/فبراير من عام 2000 قام البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، رأس الكنيسة الكاثوليكية وقتها، بأول زيارة إلى مصر، حيث التقى خلال الزيارة شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AFP/Reuters
شهدت العلاقات توتراً في أيلول/سبتمبر من عام 2006 عندما أثار البابا بنديكت السادس عشر خليفة البابا بولس الثاني، احتجاجا في العالم الإسلامي بعد أن نقل في محاضرة عن إمبراطور مسيحي في العصور الوسطى عبارات "مسيئة للإسلام للغاية". وردا على ذلك قال طنطاوي إن "كلمات البابا بمثابة دليل على الجهل".
صورة من: AP
استمر التوتر في العلاقات وبرز في شهر كانون الثاني/يناير 2011 عندما ألغى الأزهر حوارا بين الأديان مع الفاتيكان احتجاجا على دعوة بنديكت لحكومات الشرق الأوسط لاتخاذ "تدابير فعالة لحماية الأقليات الدينية"، ردا على تفجير وقع ليلة رأس السنة استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Rellandini
طرأ تحسن على العلاقات عندما قام قام شيخ الأزهر أحمد الطيب في أيار/ مايو 2016 بزيارة غير مسبوقة للفاتيكان والتقى خلالها البابا فرنسيس، الذي سعى إلى إنهاء التوترات مع العالم الإسلامي وتعزيز الحوار بين الأديان منذ انتخابه عام 2013.
صورة من: Getty Images/M.Rossi
في شباط/فبراير 2017 اجتمع مسؤولون من الأزهر والفاتيكان وتعهدوا ببذل جهود مشتركة ضد التطرف الديني. في الصورة شيخ الأزهر أحمد الطيب مع البابا فرنسيس.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Rossi
يقوم البابا فرانسيس بزيارة القاهرة لإجراء محادثات مع الشيخ الديكتور أحمد الطيب ورئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني والرئيس السيسي، معتبراً أن زيارته رسالة سلام، ويقوم بها بإصرار ودون تردد بعد تعرض عدة كنائس في مصر لتفجيرات في نهاية 2016 ومطلع 2017.