تعرضت مصر لانتقادات أممية بسبب سجلها الحقوقي خاصة ما يتعلق بملف "السجناء السياسيين"، ودعت بلدان إلى إصلاح القضاء وتحسين السجون في مصر، فيما دافعت القاهرة عن موقفها مشيرة إلى "التقدم المشهود" الذي أحرزته في هذا المجال.
تعرضت مصر لانتقادات أممية بسبب سجلها الحقوقي خاصة ما يتعلق بملف "السجناء السياسيين"، والقاهرة تدافع عن موقفها.صورة من: AFP/epa/dpa/picture-alliance
إعلان
واجهت مصر انتقادات في الأمم المتحدة الثلاثاء (28 يناير/كانون الثاني) خلال المراجعة الدورية لسجلها في مجال حقوق الإنسان.
ورغم الإصلاحات الحقوقية التي قامت بها القاهرة مؤخرا، فقد سلطت بلدان مختلفة الضوء على ما اعتبرته استمرار مصر في قمع المعارضة، داعية إلى إنهاء عقوبة الإعدام، وإصلاح القضاء، وتحسين ظروف السجون، وتوفير حماية أفضل لحقوق اللاجئين.
وانتقدت دول أعضاء ما يسمى بسياسة "الباب الدوار" التي تنتهجها مصر، والمتمثلة في تمديد احتجاز السجناء بموجب اتهامات جديدة.
وأعرب فريدريك نيفاوس، نائب الممثل الدائم للسويد، عن أسفه إزاء "تقلص المساحة المتاحة للمجتمع المدني في مصر"، داعيا إلى إنهاء "القيود غير المبررة" على الناشطين، ومن بينها استخدام منع السفر وتجميد الأصول.
من جانبه، انتقد السفير البريطاني سيمون مانلي "الاعتقال التعسفي للصحافيين والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان".
وقال إن استمرار اعتقال السجين السياسي الأبرز في مصر، الناشط البريطاني المصري علاء عبد الفتاح، "الذي قضى الآن عقوبته البالغة خمس سنوات باحتساب الحبس الاحتياطي، أمر غير مقبول".
وتخوض والدة السجين ليلى سويف إضرابا عن الطعام منذ 121 يوما، أي منذ أن كان من المقرر إطلاق سراح نجلها بعد انتهاء عقوبته بتهمة "نشر أخبار كاذبة".
ودعا سفير لوكسمبورغ مارك بيشلر أيضا إلى إطلاق سراح عبد الفتاح، فضلا عن "جميع السجناء الآخرين المشابهين الذين سجنوا بسبب ممارستهم حرية التعبير".
تشير التقارير إلى أن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين ما زالوا خلف القضبان في مصر، حيث تقدر منظمات حقوق الإنسان أن عدد الأشخاص الذين تم توقيفهم مؤخرا يبلغ ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم منذ عام 2022، وهو ما تنفيه القاهرة.
إعلان
دفاع مصري
ودافع الوفد المصري برئاسة وزير الخارجية بدر عبد العاطي عن "التقدم المشهود" الذي أحرزته بلاده حيث تلقت القاهرة إشادة من دول من بينها الصين والسعودية على إصلاحاتها.
وتشمل هذه المبادرات أول استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان في مصر، والعفو عن مئات السجناء السياسيين، وإطلاق "حوار وطني" في انفتاح على المجتمع المدني.
لكن في بيان صدر قبل الجلسة، قالت منظمات حقوقية رائدة في مصر إن العديد من التدابير كانت "مبادرات سطحية"، ودعت إلى تسليط الضوء على الانتهاكات "المنهجية والواسعة النطاق" لحقوق الإنسان، ومن بينها التعذيب والاخفاء القسري والمحاكمات غير العادلة، حسب هذه المنظمات.
وقالت ثماني منظمات، من بينها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن البلاد تواجه "أزمة حقوق إنسان مستمرة".
يتعين على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة الخضوع لمراجعة كل أربع إلى خمس سنوات لتقييم سجلها في مجال حقوق الإنسان.
منذ توليه السلطة عام 2014، يتعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي لانتقادات بسبب ملف حقوق الإنسان في بلاده.
وبحسب منظمة العفو الدولية، صعّدت القاهرة هذا الشهر من استهدافها للمعارضين، فيما وصفته المنظمة غير الحكومية بأنه "رسالة واضحة مفادها أنها لا تنوي التسامح مع أي شكل من أشكال المعارضة أو تحسين سجلها المزري في مجال حقوق الإنسان".
وقبيل المراجعة، قال نادي القلم الدولي لحرية التعبير إن سجل مصر في مجال الحقوق "تدهور بشكل كبير منذ المراجعة الأخيرة للبلاد في عام 2019 ويستمر في التدهور"، رغم مبادرات القاهرة المعلنة.
م ف/ع.ج.م (أ ف ب)
في ذكراها العاشرة.. أين رموز ثورة 25 يناير في مصر؟
بعد مرور عقد على اندلاع ثورة يناير في مصر، والتي أطاحت بنظام حسني مبارك، يتساءل المرء عن وجوه تلك الثورة ولماذا اختفت من المشهد السياسي في البلاد. فمن هي أبرز تلك الشخصيات، وماذا حل بها؟
صورة من: Getty Images/AFP/M. Khaled
وائل غنيم (40 عاماً)
مهندس حاسوب مصري، شغل منصب المدير الإقليمي لشركة غوغل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يعد أحد أبرز مفجري الثورة من خلال تأسيس صفحة "كلنا خالد سعيد"، التي لعبت دوراً رئيسياً في تعبئة الشباب المصري للتظاهر ضد نظام مبارك. يقيم منذ عام 2014 في الولايات المتحدة. وبعد غياب طويل، عاد إلى الظهور عام 2019 من خلال فيديوهات مثيرة للجدل ظهر فيها حليق الرأس والوجه تماماً وبدا فيها يائساً بسبب الأوضاع في بلده.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi
ماهينور المصري (35 عاماً)
محامية مدافعة عن حقوق الإنسان. كانت من أوائل النشطاء الذين كشفوا عن وقائع مقتل خالد سعيد، وهو الحدث الذي أشعل ثورة يناير. حكم عليها بالسجن لمدة عام في 2013، ثم لعامين في 2014، ونالت جائزة "لودوفيك تراريو" الفرنسية الدولية في 2014. وفي أيلول/سبتمبر عام 2019 اعتقلت من قبل السلطات المصرية ولاتزال تقبع في السجن.
صورة من: picture alliance/AA/M. Mahmoud
علاء عبدالفتاح (39 عاماً)
مدون ومبرمج وناشط حقوقي مصري. يعد من أبرز وجوه ثورة يناير. عُرف بنشاطه عبر مدونة "دلو معلومات منال وعلاء" التي أطلقها مع زوجته عام 2004 لدعم الصحافة المحلية. اعتقل في عهد مبارك قبل اندلاع الثورة، كما تم توقيفه في عهد مرسي. وفي عهد السيسي اعتقل عام 2013 وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، لم يكد يخرج منه حتى أعتقل ثانية في عام 2019. ويقبع منذ ذلك الحين في سجن طرة، حيث يتعرض للتعذيب، بحسب العفو الدولية.
صورة من: CC BY-SA 2.5/Common Good
أحمد ماهر (40 عاماً)
ناشط سياسي ومهندس مصري. أسس حركة "6 أبريل" المعارضة التي كان لها دور رئيسي في تنظيم المظاهرات. وشغل منصب المنسق العام لها حتى عام 2013. اعتقل ثلاث مرات في عهد مبارك ومرة في عهد مرسي. وفي نهاية عام 2013 حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة "التحريض ومخالفة قانون التظاهر". وتم إطلاق سراحه عام 2017، مع المراقبة الشرطية لمدة ثلاث سنوات أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
إسراء عبدالفتاح (43 عاماً)
صحفية وناشطة مصرية، من أبرز الرموز النسائية لثورة يناير، وهي من مؤسسي حركة "6 إبريل" المعارضة الداعية للمظاهرات. اعتقلت عدة مرات قبل اندلاع الثورة، ثم أصبحت من أشد المعارضين لحكم الإخوان. وبعد الإطاحة بمرسي، ابتعدت عن النشاط السياسي، لتعود إلى دائرة الضوء مؤخراً بعد اعتقالها في 2019.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
أحمد دومة (35 عاماً)
صحفي وناشط سياسي مصري، ومتحدث سابق باسم "ائتلاف شباب الثورة"، إحدى الحركات الشبابية التي ظهرت بعد ثورة يناير. اُعتقل وسجن عدة مرات، في عهد مبارك وفي فترة حكم المجلس العسكري وفي عهد مرسي. أدين بالسجن المشدد 15 عاماً وبغرامة مالية قدرها ستة ملايين جنيه (330 ألف دولار) في قضية التعدي على مبان حكومية ومنها مبنى مجلس الوزراء.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسماء محفوظ (35 عاماً)
ناشطة سياسية مصرية لمع نجمها إبان ثورة يناير. وهي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل. في عام 2011، كانت أسماء ضمن خمسة من ناشطي الثورات العربية الذين فازوا بجائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يمنحها الاتحاد الأوروبي. لاتزال أسماء تقيم في مصر، وتقول إنها ممنوعة من السفر منذ ست سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
محمد البرادعي (78 عاماً)
دبلوماسي وسياسي حصل على جائزة نوبل للسلام 2005 بالمشاركة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال عمله مديرا لها. عاد إلى مصر في 2010 وأصبح رئيس الجبهة الوطنية للتغيير المعارضة التي شاركت في الدعوة لإسقاط نظام مبارك. في عام 2012 أسس حزب الدستور الذي انضوى تحت راية جبهة الإنقاذ الوطني التي شكلت المعارضة الرئيسية ضد مرسي. عُيِّن بعدها نائباً للرئيس المؤقت للشؤون الخارجية، لكنه استقال وغادر إلى فيينا.
صورة من: picture-alliance/dpa
محمد البلتاجي (58 عاماً)
طبيب مصري وعضو سابق في مجلس الشعب المصري وأحد قادة الإخوان البارزين. يصفه الإخوان بـ"القائد الميداني الأول" لثورة يناير، عبر مشاركته في المظاهرات. اعتقل بعد الإطاحة بمرسي، وصدرت بحقه عدة أحكام بينها الإعدام والمؤبد، ولايزال في السجن. إعداد: محيي الدين حسين