الباتريوت لمواجهة صواريخ روسيا.. ما قدرات هذه المنظومة؟
٢٢ ديسمبر ٢٠٢٢
يمكن استخدام منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية "باتريوت" في التصدي لمجموعة واسعة من التهديدات القادمة من الجو، ورغم فعاليتها في مواجهة أهداف العدو، فإنها توجه أكثر من مشكلة، فما هي أبرز عيوبها يا تُرى؟
إعلان
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء (21 كانون الأول/ديسمبر 2022) خلال زيارة تاريخية إلى واشنطن هي الأولى له إلى الخارج منذ بدء الغزو الروسي لبلاده في 24 شباط/ فبراير أن حصول كييف على أنظمة باتريوت الأمريكية للدفاع الجوية "سيعزّز بقوة" قدراتها الدفاعية.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأمريكي جو بايدن إن "أقوى عنصر في هذه الحزمة هو أنظمة بطاريات باتريوت، التي ستعزز "دفاعنا الجوي". وأضاف "هذه خطوة مهمّة للغاية لخلق مجال جوي آمن لأوكرانيا". وتتمتع منظومة الدفاع الصاروخية/ باتريوت بتاريخ طويل؛ إذ يتم تطويرها منذ أوائل الستينيات. وقد بدأت القوات المسلحة الأمريكية في استخدام المنظومة في الثمانينيات. وتتكون باتريوت من عدد من الرادارات ووحدات القيادة والتحكم وأنظمة اعتراض الصواريخ المختلفة.
تقوم شركة رايثيون/ Raytheon الأمريكية بتصنيع منظومة باتريوت وقد أدخلت عليها العديد من التحسينات بمرور الوقت. وحسب للشركة، فإنها تخطط لمواصلة تطويرها حتى عام 2048 على الأقل. يمكن للمنظومة التصدي للصواريخ التكتيكية، وصواريخ كروز (التي تطير موازية للأرض)، والطائرات وغير ذلك من عناصر تهديد لم تحددها الشركة المصنعة أو تقدم تفاصيل عنها.
المدى ونقاط الضعف
يمكن لمنظومة باتريوت اعتراض الأجسام الطائرة التي تستخدمها روسيا في عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا. ومن هنا جاءت رغبة كييف الملحة في الحصول على صواريخ باتريوت. ومع ذلك، تستخدم روسيا أيضاً أجساماً أصغر حجماً، مثل الطائرات بدون طيار الصغيرة، والتي تطير بالقرب من الأرض ويصعب على نظام باتريوت تتبعها واعتراضها.
ويمكن لرادار منظومة باتريوت اكتشاف ما يصل إلى 50 هدفاً والاشتباك مع خمسة منها في وقت واحد. اعتماداً على الإصدار، يمكن أن تصل الصواريخ الاعتراضية إلى ارتفاع يزيد عن كيلومترين وتضرب أهدافاً على بعد يصل إلى 160 كيلومتراً. ومع ذلك، في الغالب تكون هناك حاجة إلى العديد من صواريخ باتريوت الاعتراضية لتدمير صاروخ مهاجم واحد، وبالتالي فإن المنظومة مكلفة. ووفقاً لـ"مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" الأمريكي، هناك حاجة لحوالي 90 جندياً لتشغيل كل وحدة صاروخية من هذه المنظومة.
الانتشار في الشرقين الأدنى والأوسط
تم استخدام نظام باتريوت لأول مرة في عام 1991 خلال عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي. آنذاك واجهت المنظومة الأمريكية صواريخ سكود العراقية التي استهدفت القوات الأمريكية وحلفائها والمناطق المدنية في إسرائيل. في ذلك الوقت، أشاد مسؤولو الولايات المتحدة وشركة التصنيع Raytheon بفعاليتها، ولكن تحقيقات مستقلة شككت في وقت لاحق في هذا التقييم.
كان الفشل الأكثر دموية هو هجوم سكود الذي أسفر عن مقتل 28 جندياً أمريكياً في ثكناتهم في المملكة العربية السعودية عندما فشلت صواريخ باتريوت الاعتراضية في تدمير الصاروخ المهاجم. تم تحسين النظام لاحقاً واستخدام في غزو العراق عام 2003، على سبيل المثال لا الحصر.
التحدي الأكبر الذي يواجه باتريوت
ربما لا يكون التحدي الأكبر الذي يواجه منظومة الدفاع الصاروخي باتريوت هو عدم مواكبة التكنولوجيا العسكرية للعدو، بل التكلفة. على سبيل المثال، أوردت تقارير أن شراء بولندا أول منظومة من هذا النوع كلفها 4.6 مليار يورو، أي أكثر من ربع إجمالي ميزانية الدفاع المقررة للبلاد لعام 2023.
وحسب مجموعة أبحاث الأسلحة الأمريكية/ RAND، يمكن أن يكلف اختبار اعتراض واحد ما يصل إلى 100 مليون دولار. العديد من التهديدات التي صُمم نظام باتريوت للتصدي لها، مثل الطائرات بدون طيار، تكلف بالكاد جزءاً بسيطاً من ذلك المبلغ الكبير. ولمشاركة التكاليف، وافقت بعض دول الناتو في تشرين الأول/ أكتوبر على تغطية احتياجاتها الدفاعية الجوية، بما في ذلك شراء وحدات باتريوت إضافية.
وليام جلوكروفت/ خ.س
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة