القلق هاجس يسيطر على من تجرى لهم زارعة الكلى وهكذا ففي الليلة السابقة للعملية الجراحية التي كان ستجرى لرونالد هيريك لاستئصال كليته ليهبها لشقيقه التوأم حذره الأخير من المضي قدما في عمله رغم أنّ الهبة كانت تعني حياته.
إعلان
خلال لحظات الترقب المخيفة قبل عملية زرع الكلية كتب ريتشارد هيريك لشقيقه التوأم رونالد محذرا اياه من المضي قدما في استئصال إحدى كليتيه ليهبها له فيمنحه حياتا أخرى "اخرج من هنا وتوجه إلى المنزل"، لكن رونالد هيريك رد بقوله "إنني هنا وسأظل كذلك". انتهى حوار التوأم بإجراء أول عملية ناجحة طويلة الأمد لزراعة عضو بشري عام 1954. ورغم أن هذه الجراحة جرت منذ ستين عاما فقد أوضحت نتائج دراسة جديدة أن نفس دواعي القلق التي ربما كانت قد دفعت ريتشارد هيريك كي يحث توأمه على ترك المستشفى لا تزال تنتاب من تجري لهم عملية زرع الكلى اليوم.
أبرز الاكتشافات العلمية في عام 2014
ابتكار دم اصطناعي، وآمال في مواجهة أمراض الإيدز وإيبولا والسل. وأيضا كمبيوتر بشري، وميكروسكوبات أكثر تطورا. كل هذه الابتكارات المتطورة قدمها لنا عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kasper
بدأ عام 2014 بشكل يدعو للتفاؤل: باحثون من جامعة توبنغن ومعهد باول-ايهرليش نجحوا في استعمال فيروس الحصبة المعدل وراثيا بعد برمجته ليستهدف خلايا سرطانية ودفعها إلى الانفجار، وذلك من خلال تغيير التركيب الجيني للفيروسات بطريقة تجعل هذه الفيروسات تستهدف بشكل محدد الأورام السرطانية.
صورة من: BayerHealthcare
الاستفادة من حاسة الشم للجرذان الجرابية العملاقة من أجل الكشف المبكر عن الإصابة بمرض السل، هذا ما اطلع عليه مراسل DW في تنزانيا فيليب ساندنر. مشروع واعد بإشراف منظمة "أبوبو" غير الحكومية، التي بدأت بتدريب الجرذان للكشف عن المرض.
صورة من: Brian Johnson
أعلن مركز أبحاث باوهاوس في نهاية شهر أبريل/ نيسان أنه نجح في إنتاج الكيروسين من ضوء الشمس، وذلك في إطار مشروع يدعمه الاتحاد الأوروبي. كما تمكن الباحثون من استخلاص الوقود من الماء وثاني أكسيد الكربون (الغاز الفحمي).
صورة من: picture-alliance/dpa
العالم البريطاني ستيوارت باركين، الذي نجح في تطوير زيادة سعة قرص التخزين "الهارد ديسك"، تم تكريمه في مايو/ أيار في برلين عبر منحه أستاذية كرسي ألكساندر هومبولت الجامعي في برلين.
صورة من: IBM Research
تمكنت مجموعة من العلماء في يونيو/ جزيران من تطوير كمبيوتر يحاكي الإنسان إلى حد كبير، وقد تمكن الكمبيوتر من خداع ثلثي لجنة التحكيم، الذين كانوا يجرون معه دردشة إلكترونية (تشات) واعتقدوا بأنهم يجرون محادثة مع إنسان، فيما شك ثلث الأعضاء في الأمر.
صورة من: Fotolia/vladgrin
مطلع مايو/ أيار نشر باحثون نتائج بحثو طويلة، تمكنوا من خلالها من تطوير الحمض النووي لبكتيريا "إشيريشيا كولي" بواقع حرفين. هذا الإنجاز يعطي الأمل في تطوير مضادات حيوية قوية عبر استخدام ذات الطريقة.
صورة من: picture-alliance/OKAPIA KG, Germany
اقترب علماء اسكتلنديون كثيرا من توليد دم اصطناعي. فقد نجحوا في إنتاج خلايا دم حمراء وذلك باستخدام خلايا جذعية في مركز الطب المستدام في ادنبرة. وهذا يعطي الأمل في إنتاج دماء اصطناعية بكميات كبيرة ومن كافة الزمر.
كشف علماء دنماركيون في يوليو/ تموز أنهم تمكنوا من تنشيط خلايا مصابة بشكل خفي بفيروس (اتش.آي.في) باستخدام عقار روميدبسين الذي يستخدم في معالجة السرطان، ما يسهل قتل الفيروس بعد ذلك في الجسم.
صورة من: Fotolia
مطورو المجهر الفلوري وهم: الألماني شتيفان هيل والأمريكييان إيريك بيتزيغ وويليام مورنر، نالوا جائزة نوبل للكيمياء. وذلك لأنهم أسهموا بهذا الابتكار من رفع مستوى الفحص المجهري إلى مستوى النانو.
حصل اليابانيان ايسامو اكاساكي وهيروشي امانو والأمريكي من أصل ياباني شوجي ناكامورا على جائزة نوبل للفيزياء، تقديرا لاختراعم الصمام الثنائي الباعث للضوء أو ما يعرف بتقنية "ليد" للإنارة التي تسمح باقتصاد الطاقة والصديقة للبيئة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Fraunhofer Gesellschaft
الزوجان النروجيان ماي-بريت موزر وادفارد موزر والباحث البريطاني-الأمريكي جون اوكيف حصلوا على جائزة نوبل للطب لاكتشافهم نظاما في الدماغ هو بمثابة جهاز تموضع داخلي "جي بي إس".
صورة من: Sagittaria - Fotolia.com
وفي نهاية العام أيضا كان هناك خبر يدعو للتفاؤل. هذه المرة في الصراع ضد فيروس إيبولا، والذي حصد أرواح 7500 إنسان في غرب إفريقيا حتى نهاية ديسمبر/ كانون أول. اكتشاف لقاح جاءت المرحلة الأولى من تجريبه إيجابية، بانتظار المرحلتين الثانية والثالثة مطلع عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Alex Duval Smith
12 صورة1 | 12
وقالت كاميليا هانسون وزملاؤها في دورية متخصصة للأخبار الخاصة بزرع الأعضاء إن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بالكلى تستبد بهم المخاوف من التداعيات التي قد يواجهها المتبرعون المحتملون على المدى الطويل ويشعرون بين الحين والآخر بأن هذه الهبة التي تتضمن التضحية بالنفس لا تستحق هذا العناء.
ومن بين ما استخلصته الدراسات أن من يعانون من أمراض لكلى لا يعرفون كيف يفاتحون ذويهم أو أصدقائهم كي يطلبوا منهم التبرع بإحدى الكليتين. لكن المخاوف والهواجس في الغالب لا تمت للواقع بصلة، فقد عاش ريتشارد هيريك ثماني سنوات بكلية شقيقه التوأم، فيما توفي رونالد هيريك عام 2010 عن 79 عاما.