الباركنسون:أحدث ماتوصل إليه العلم لعلاجه في ألمانيا
٩ مايو ٢٠١٣"سأتحرك بشكل أكثر في المستقبل، أنا متفائل جدا" هذا تماما ما يأمله هانس كينغ (67 عاما) من العلاج الذي يخضع له. إذ اكتشف الأطباء إصابة هانس بمرض الباركنسون مبكرا ليبدأوا بمعالجته على الفور. فظهور أعراض الباركنسون كارتعاش اليدين اللاإرادي مثلا، تعني تلف 60 بالمئة من الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، وهي المادة المسؤولة عن وضع خطة تحرك الجسم في الدماغ، ما يعني أن الحد من انتشار المرض أصبح مستحيلا.
وفي ألمانيا تسعى البحوث العلمية مؤخرا إلى إيجاد طرق للكشف المبكر عن الباركنسون، أي قبل ظهور أعراضه بفترة طويلة. فاكتشاف المرض مبكرا وعلاجه سيحمي الخلايا العصبية من التلف حسبما تشرح البروفسورة دانيلا بيرغ، أخصائية الأعصاب في مستشفى تورينغنغ الجامعي: "هناك أعراض تسبق ظهور المرض بعدة سنوات كاضطرابات في حاسة الشم، أو اضطرابات في الهضم، فهذه الأعراض تكون بسبب أمراض في الجسم لم يتم الكشف عنها بعد".
وبالرغم من أن الكشف المبكر عن الإصابة بالباركنسون ليس بالأمر السهل، إلا أن علماء ألمان ونمساويين تمكنوا من التوصل إلى اكتشاف مثير مفاده: أن الدماغ الذي أصاب مرض باركنسون خلاياه بالتلف يستجيب بطريقة خاصة للموجات فوق الصوتية.
بالكشف المبكر يزداد أمل الشفاء
وتظهر الخلايا التالفة في صورة الأشعة على نحو أكثر وضوحا من الخلايا السليمة، حتى قبل ظهور أعراض واضحة للمرض. ويعد الشخص الذي يظهر لديه هذا الأمر، معرضا لخطر الإصابة بمرض باركنسون بمقدار 17 ضعفا عن غيره، وعندها يمكن البدء في العلاج حسبما تؤكد دانيلا بيرغ"بالفعل يمكن البدء بالعلاج، وذلك من أجل استبدال المواد الناقلة الموجودة بنسب ضئيلة جدا ومن ثم التأثير على مسار المرض بشكل إيجابي قدر المستطاع".
وتنصح البروفيسورة دانيلا بيرغ مرضى الباركنسون بضرورة ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي ليتمكنوا من جني الكثير من الفوائد المساعدة على العلاج، فالأغذية الغنية بالفيتامينات، مثل أطعمة ووجبات منطقة البحر المتوسط الخفيفة والدهون النباتية والـ أوميغا 3 أو الأحماض الدهنية وكذلك الشاي الأخضر، هي من مصادر البوليفينول أو مضادات الأكسدة، إذ تخلص الجسم من مخلفات الاستقلاب الغذائي على حد قول دانيلا، التي ترى أن ردود الفعل التي يظهرها الدماغ لدى فحصه بالأمواج فوق الصوتية بمثابة حجر أساس للكشف المبكر عن مرض الباركنسون وعلاجه.