1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الباستيل السوري" - حشود أمام سجن صيدنايا لمعرفة مصير ذويهم

٩ ديسمبر ٢٠٢٤

تقول تقارير حقوقية إن سجن صيدنايا أو "الباستيل" السوري شهد أبشع أنواع التعذيب بحق المعتقلين على يد نظام الأسد. ووسط اعتقاد بوجود الكثير من المعتقلين في أقبية سرية يصعب الوصول إليها، توافد الأهالي لمعرفة مصير ذويهم.

الآلاف السوريين ينتظرون خارج سجن صيدنايا العسكري سئ السمعة ترقبا لأنباء عن ذويهم المسجونين (9/12/2024)
الآلاف السوريين ينتظرون خارج سجن صيدنايا العسكري سئ السمعة ترقبا لأنباء عن ذويهم المسجونين (9/12/2024)صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance

رغم الفارق الزماني والمكاني بين الاثنين إلا أن كثيرين يشبهون سجن "صيدنايا" سيء الصيت بالسجن الأشهر في التاريخ، سجن "الباستيل" الفرنسي، رمز الطغيان والظلم.

واليوم الاثنين (9 ديسمبر/ كانون الأول)، احتشد آلاف السوريين من نساء ورجال وأطفال مساء، في سياراتهم أو سيرا، أمام سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق، بانتظار معرفة مصير أقارب لهم معتقلين، غداة إعلان فصائل مسلحة معارضة إسقاطها نظام بشار الأسد وهروبه من دمشق.

انتظار رغم برودة الجو

وعلى الطريق المؤدي إلى السجن، اصطف طابور من السيارات امتد على طول نحو سبعة كيلومترات، ما دفع المئات إلى المتابعة سيرا على الأقدام. ومع استمرار منظمات إنسانية في القيام بعمليات بحث داخل السجن، بقي كثر منهم حتى وقت متأخر ينتظرون معرفة معلومات عن أقارب لهم. ومع اشتداد برودة الجو ليل الاثنين، أشعلت بعض العائلات نارا أمام السجن للتدفئة.

وفي محيط السجن، جلست عائلات على الأرض وهي تفتّش في الوثائق والأوراق لعلها تجد أسماء من تبحث عنهم. 

منذ دخلت فصائل المعارضة دمشق الأحد، أعلنت السيطرة على سجن صيدنايا وتحرير السجناء الذين كانوا فيه بعدما شهد أسوأ أنواع التعذيب خلال حقبة حكم حزب البعث. ولا يزال لدى العائلات بصيص أمل بوجود سراديب تحت الأرض قد تضمّ مساجين.

وظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل لبعض السجناء حليقي الرؤوس وفي حالة هزال حادة جعلتهم بالكاد قادرين على ذكر أسمائهم أو أسماء بلداتهم. ولم يتسن لرويترز التحقق من تلك المقاطع لكن تحرير السجناء على نطاق واسع ليس محل خلاف.

أوضاع مأساوية والبحث عن زنازين سرية

وداخل زنزانات الحبس الانفرادي غطت المياه والطين الأرضيات الخرسانية التي عُثر بكل منها على وعاء معدني واحد للطعام يتناثر البراز من حوله.

وفتش بعض من دخلوا إلى سجن صيدنايا في أوراق مهملة وسألوا نزلاء سابقين عما إذا كانوا يعرفون مسارات تؤدي إلى طوابق أخرى داخل السجن، بينما كان آخرون يهدمون جدرانا أو يحفرون في الأرض بحثا عن زنازين سرية.

سيدتان تبكيان بحرقة وتنتظران معرفة مصير أقاربهما المعتقلين في صيدنيا (9/12/2024)صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance

وغداة نقطة تحوّل تاريخية مع انتهاء حكم عائلة الأسد الذي امتدّ أكثر من نصف قرن في سوريا، أرسلت منظمة "الخوذ البيضاء" التي كانت تنشط في مناطق سيطرة الفصائل في إدلب، فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا. وقال مديرها رائد الصالح عبر منصة أكس إن الفرق تبحث عن "احتمال وجود أبواب أو أقبية سرية" في السجن.

وأضاف أنه "رغم تضارب المعلومات، فتحنا عدة مناطق داخل السجن منها المطبخ، والفرن، لكن لم نعثر على شيء حتى اللحظة". وتابع قائلا :"نعمل بكل طاقتنا للوصول لأمل جديد، ويجب أن نكون مستعدين للأسوأ، ومع ذلك نحن مستمرون بالعمل والبحث في كل مكان داخل السجن ويرافقنا دليلان يعرفان كل تفاصيل السجن".

وتقدّر رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن 30 ألف شخص دخلوا السجن منذ اندلاع النزاع في العام 2011، وأفرج عن ستة آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، وخصوصا أنه نادرا ما يُبلّغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم.

ص.ش/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW