البايرن وحلم كتابة جزء من تاريخ دوري أبطال أوروبا
١٨ مايو ٢٠١٢ هل ينجح الفريق البافاري في انتزاع لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لموسم 2012/2011؟ إنه السؤال الذي بات يؤرق الجمهور الألماني قاطبة قبل يوم واحد فقط من مباراة النهائي التي ستقام في المعبد البافاري "آليانس أرينا" والتي ستجمع الفريق الألماني بفريق تشيلسي الانكليزي. وإذا ما نجح البايرن بالفعل في حسم الأمور لصالحه، فسيكون الفريق الأول الذي يفوز بالبطولة الأوروبية على أرضه. أهمية المباراة بالنسبة للألمان لخصها رئيس النادي أولي هونيس نقلا عن جريدة زودويتشه تسايتونغ بالقول: "إنها أهم مباراة في تاريخ بايرن ميونخ".
ومما لا شك فيه أن الفريق أثبت جدارته للتأهل إلى نهائي البطولة الأوروبية، فقد أطاح بريال مدريد الفائز بلقب الليغا الإسبانية. غير أن الفريق الذي أزاح الفريق الإسباني القوي، واجه في بطولة كأس ألمانيا انتكاسة قوية بعد خسارته أمام دورتموند بخمسة أهداف مقابل هدفين، مما دفع بالكثيرين من عشاقه قبل نقاده، وعلى رأسهم حارس المرمى السابق أوليفر كان إلى التشاؤم، باعتبار أن هزيمة بهذا الثقل والمستوى المأساوي الذي ظهر عليه خط الدفاع البافاري، عوامل تؤدي إلى إحداث شرخ كبير في ثقة اللاعبين في أنفسهم.
وكرد فعل له، ردد يوب هاينكس المدير الفني للفريق أمام الصحفيين طيلة هذا الأسبوع، أن الأولوية القصوى داخل البيت البافاري سواء على مستوى الإدارة أو اللاعبين منصبة على نقطة استعادة الثقة بالتحديد. ولتأكيد كلام المدرب صرح المهاجم ماريو غوميز بالقول: "لا مكان للخوف أو التردد في صفوف الفريق، بل إن اللاعبين مسلحون بالثقة وعلى أهبة الاستعداد للمواجهة".
تخوفات من نهائي ممل
واعتبر العديد من عشاق الكرة أن خروج برشلونة وريال مدريد من المراحل الأخيرة من بطولة الدوري الأوروبي، من شأنه حرمان الجمهور من الاستمتاع بالكرة الجميلة، وأن شكل النهائي سيكون دفاعيا مملا يعيد إلى الأذهان نهائي 2010 لبايرن أمام إنتر ميلان أو حتى نهائي 2003 المخيب والذي جمع آنذاك بين فريقي يوفينتوس وميلان الإيطاليين، مع هجمات مرتدة تسفر عن "خطف الأهداف"؛ وهي مهمة سيقوم بها نجوم قادرون على الحسم على شاكلة آريين روبين أو زميله فرانك ريبري أو المهاجم دروغبا في جناح "البلوز".
ومن تابع خطى كل من بايرن وتشيلسي خلال هذا الموسم، يدرك أن الفريق الألماني اعتمد بشكل أكبر على اللعب الهجومي، مستندا في ذلك على جناحيه الرائعين ريبري وروبن، عطفا على المهاجم الألماني الدولي ماريو غوميز. وضمن هذا السياق لم يدع القيصر فرانس بيكنباور في حوار أدلى به لقناة سكاي الخاصة، مجالا للشك من أن نجوم فريق ميونخ لن "يفوتوا فرصة انتزاع اللقب الأوروبي"، معللا ذلك بأن فريق بايرن ميونخ "كثيرا ما أثبت قدرته على التغلب على الفرق التي تنتهج خططا دفاعية صرفة".
بيد أن المعطيات المتوفرة لن تترك للمدرب هاينكس خيارات كثيرة، بل ستجبره على نهج خطة "خطف الأهداف" عوض خوض "مغامرة هجومية" لا يمكن ضبط عواقبها بسبب غياب أهم مدافعي الفريق الألماني بسبب الإيقاف كديفيد آلابا وهولغر بادشتوبر ولويس غوستافو.
ومن المرجح أن يلجأ مدرب البايرن إلى خدمات آناتولي تيموتشوك كقلب دفاع، وديغو كونتينتو كظهير أيسر عوضا عن آلابا، وتوني كروز كلاعب ارتكاز، علما أن بعض التوقعات تراهن أيضا على عودة فان بويتن لتعزيز خط الدفاع البافاري، بعد قيام الأخير بتمرينات خاصة للرفع من مستوى لياقته البدنية. وفي حال تم إشراك فان بويتن بالفعل سيكون اللاعب البافاري الثالث المتمكن من الضربات الرأسية إلى جانب غوميز وبواتينغ، في حين يتوفر تشيلسي على (ست لاعبين يعتمدون على الضربات الرأسية).
تشيلسي من جهته، لن يغير كثيرا من خطته الدفاعية التي انتهجها المدرب دي ماتيو منذ توليه قيادة الفريق في مارس الماضي ، وما سيعزز من اختياراته غياب أربعة لاعبين أساسيين: جون تيري عميد الفريق وبرانيسلاف إيفانوفيتش وراؤول ميراليس وراميريز. أما شارة عميد فريق البلوز فسيحملها العقل المدبر فرانك لامبارد، الذي وصف منافسيه في البايرن شفاينشتايغر وكروز بـ "أفضل لاعبي خط الوسط في العالم في الوقت الحالي".
ومن المؤكد أن لامبارد كشفاينشتايغر متعطش بدوره لنيل لقب من هذا الحجم، خاصة وأن اللاعب الوفي لتشيلسي منذ 2001 بلغ من العمر 33 عاما، وعايش قبل أربع سنوات في نهائي موسكو كيف أن كأس دوري أبطال أوروبا استقرت في أيدي لاعبي مانشستر يونايتد بعد ضربات الترجيح (5 مقابل 6 أهداف).
وفاق بنكيران
مراجعة: أحمد حسو