1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البحث عن المفقودين يتواصل والمغرب يوافق على عروض من أربع دول

١٠ سبتمبر ٢٠٢٣

يكابد الناجون من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود للحصول على الطعام والماء. في المقابل يستمر البحث عن المفقودين في القرى التي يصعب الوصول إليها فيما وافق المغرب على عروض مساعدة من أربع دول.

 جانب من الأنقاض بعد زلزال بقوة 7 درجات ضرب مدينة أمزميز (10.09.2023).
جانب من الأنقاض بعد زلزال بقوة 7 درجات ضرب مدينة أمزميز (10.09.2023).صورة من: Hamza Motaki/AA/picture alliance

قضى الكثيرون في المغرب ليلتهم الثانية في العراء بعد أن وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 على مقياس ريختر. ويواجه عمال الإغاثة تحديا للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالبا ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل بها.

وفي مولاي إبراهيم، وهي قرية قريبة من مركز الزلزال تبعد نحو 40 كيلومترا من جنوب مراكش، وصف السكان كيف أخرجوا المتوفين من بين الحطام بأيديهم فقط.

وقال ياسين (36 عاما) وهو من سكان مولاي إبراهيم "فقدنا منازلنا وفقدنا ذوينا أيضا وننام مذ نحو يومين في الخارج". وأضاف "لا طعام ولا ماء.. فقدنا الكهرباء أيضا"، مضيفا أنه لم يتلق سوى القليل من المساعدات الحكومية حتى الآن.

وقال "نريد فقط أن تساعدنا حكومتنا"، معربا عن إحباط أبداه آخرون.

وتجري بعض جهود المساعدة في القرية. وقال سكان إن هناك تبرعات غذائية تأتي من أصدقاء وأقارب يعيشون في أماكن أخرى. وتم توزيع أجبان وخبز ومشروبات ساخنة في المسجد صباح اليوم.

وتم نصب خيام مؤقتة في ملعب ترابي لكرة القدم.

والتحف السكان بطانيات بعد قضاء الليل في العراء. وقال رجل كان يُخرج مراتب وملابس من منزله المدمر إنه يعتقد أن جيرانه ما زالوا تحت الأنقاض.

وقالت الحكومة المغربية أمس السبت إنها تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة الكارثة منها زيادة فرق البحث والإنقاذ وتوفير مياه الشرب وتوزيع الطعام والخيام والبطانيات.

انسداد الطرق

وضعت أحدث بيانات لوزارة الداخلية عدد الوفيات عند 2012، مع تسجيل 2059 مصابا بينهم 1404 في حالة حرجة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة.

وقالت كارولين هولت مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بيان "ستكون فترة الأربع وعشرين ساعة إلى الثمانية وأربعين ساعة القادمة بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح".

وتسببت الصخور المتساقطة في انسداد طريق يربط مراكش بمولاي إبراهيم جزئيا. وقال أحد سكان منطقة أسني لرويترز "لا يزال هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض. وما زال أناس يبحثون عن آبائهم".

وأعلن المغرب الحداد ثلاثة أيام ودعا الملك محمد السادس إلى إقامة صلاة الغائب من أجل المتوفين في مساجد المملكة اليوم.

وكانت قرية تنصغارت الواقعة بمنطقة على جانب واد يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير هي الأكثر تضررا من أي قرية أخرى وصل إليها صحفيون من رويترز أمس السبت.

وتصدعت المنازل التي كانت ذات يوم جميلة وتقع على تلال شديدة الانحدار بسبب الزلزال. وتعرض ما صمد من تلك المنازل لأضرار جزئية. وسقطت مئذنتا مسجدين.

خبيرة ألمانية لـDW: الوضع صعب لكن الاستجابة مثيرة للإعجاب

وفي مقابلة مع DW ذكرت أنيا هوفمان، رئيسة مكتب مؤسسة هاينريش بول الألمانية في الرباط، والتي زارت المناطق المنكوبة: "هذه الأماكن بعيدة جدا ومن الصعب الوصول إليها. الطرق هناك ضيقة جدا، فحتى في الظروف العادية، يستغرق الناس حوالي ثلاث إلى أربع ساعات للوصول إلى مستشفى مجهز بشكل جيد نسبيا. لذلك يمكنكم تخيل كيف هو الوضع الآن، عندما تكون الطرق مغلقة. يصبح الوصول صعبا جدا".

وأضافت هوفمان، أن هناك تضامنا واسعا في المغرب، موضحة: "السكان المحليون يتساءلون على وسائل التواصل الاجتماعي لماذا استغرقت الحكومة وقتاً طويلاً لدعوة فرق الإنقاذ الدولية إلى البلاد للملاحظة، لكن الأمر على أرض الواقع مختلف. فهناك العديد من عروض المساعدة والتضامن بين المغاربة، وكانت هناك أمس حملة ضخمة للتبرع بالدم، وكانت الاستجابة مثيرة للإعجاب".

المغرب يوافق على عروض مساعدة من أربع دول

في غضون ذلك قرر المغرب الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من بريطانيا واسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي خلف 2122 قتيلا على الأقل، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية مساء الأحد.

وقالت الوزارة في بيان "استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ".

الزلزال الأكبر من حيث الضحايا في المغرب منذ 1960

وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومترا جنوب غرب مراكش التي يعشقها المغاربة والسائحون الأجانب لما تتمتع به من مساجد وقصور ومبان دينية تعود للقرون الوسطى يزينها بلاط الفسيفساء الزاهي وسط تداخل الأزقة الوردية.

وتعرض الحي القديم في مراكش لأضرار جسيمة. وتمضي العائلات الساعات في الشوارع إذ تخشى من كون منازلها لم تعد آمنة للعودة إليها.

وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما أشارت تقديرات لمقتل ما لا يقل عن 12 ألفا جراء الزلزال، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ومن المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بداية من التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال متحدث باسم صندوق النقد ردا على سؤال بشأن الاجتماعات المقررة "تركيزنا الوحيد في هذا الوقت هو على شعب المغرب والسلطات هي التي تتعامل مع هذه المأساة".

ع.ش/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW