البحرية الأمريكية توجّه ضربة موجعة للقراصنة الصوماليين
١٣ أبريل ٢٠٠٩هدد قائد مجموعة من القراصنة الصوماليين احتجزت قبطاناً أمريكياً لسفينة شحن لمدة 5 أيام، اليوم الاثنين 13 أبريل/نيسان باستهداف مواطنين أمريكيين انتقاماً لمقتل رجاله أمس الأحد خلال عملية تحرير القبطان ريتشارد فيليبس. وكانت البحرية الأمريكية قد تمكّنت أمس الأحد من تحرير مواطنها ريتشارد فيليبس، قائد سفينة الشحن "ميرسك ألاباما"، والذي كان محتجزا من قبل أربعة قراصنة في زورق مطاطي قبالة السّواحل الصومالية لمدّة خمسة أيام. وأعلنت البحرية الأمريكية أن فيليبس قد أجرى اتصالا مع عائلته وأنه قد خضع لفحص طبّي روتيني، كما أنّه بصحّة جيّدة.
من جهته، صرّح نائب قائد قوات البحرية الأمريكية التي قامت بتلك العملية، وليام غورتني، أن عملية تحرير القبطان الأمريكي من قبضة القراصنة الصوماليين قد اتخذت بموجب قرار صدر عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي كان أعطى الضوء الأخضر لاستخدام القوة العسكرية الملائمة ضد القراصنة الصوماليين لتحرير قبطان سفينة الشحن المختطف.
القوات الأجنبية تكثف من عملياتها ضد القرصنة
وأفاد غورتني أن نخبة من القناصة قد تمركزوا على سفينة وأطلقوا النار على القراصنة الصوماليين، حيث قُتل ثلاثة منهم، في حين استسلم الرابع. وأشار نائب الأدميرال الأمريكي إلى أن القضاء الأمريكي يدرس الخيارات المتاحة لملاحقته قضائيا. يشار إلى أن سفينة الشحن الأمريكية "ميرسك ألاباما"، التي كان على متنها عشرون بحّارا، كانت تعرّضت يوم الأربعاء الماضي 8 أبريل/نيسان إلى هجوم من قبل قراصنة في طريقها إلى ميناء "مومباسا" الكيني، على بعد حوالي 500 كيلومتر من الساحل الصّومالي. و تمكّن الطّاقم من استعادة سيطرته على السّفينة، بعد قليل من تعرضها للاختطاف، بينما احتجز قائدها كرهينة. وكان فيليبس قد حاول مساء يوم الخميس الماضي (9 أبريل/نيسان) الفرار سباحة، لكنّ محاولته باءت بالفشل. وقال الأميرال غورتني إن القراصنة كانوا يسعون إلى الحصول على فدية مقابل تحرير فيليبس. وفي تطوّر لاحق أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن سعادة لنجاح عملية تحرير فيليبس مشدّدا في الوقت نفسه على تصميمه مكافحة أعمال القرصنة.
هذا، وتعدّ عملية تحرير القبطان الأمريكي المرّة الثانية خلال أقلّ من أسبوع، التي تتدخّل فيها قوات أجنبية لتحرير رهائن من قبضة القراصنة الصوماليين. ذلك أن البحرية الفرنسية كانت نفذّت عملية عسكرية يوم الجمعة الماضي (11 أبريل/نسيان) لتحرير الرهائن الفرنسيين الخمسة، الذين كانوا على متن اليخت الشراعي "تانيت"، وانتهت العملية بمقتل رهينة وقرصانين. وبعد تلك العمليتين، وجه القراصنة تهديدات لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ونقلت وكالة رويترز عن أحد القراصنة قوله: "سيندم الفرنسيون والأمريكيون على البدء بالقتل."
وتتوقع البحرية الأمريكية تنامي عمليات القرصنة في الفترة المقبلة عقب مقتل عدد من القراصنة خلال هذا الأسبوع من قبل القوات الفرنسية والأمريكية. ومن جهته، طالب وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موارن أمس الأحد من الفرنسيين عدم التوجه إلى قبالة السواحل الصومالية. وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "أوجه هذا النداء، لأن انتشار 34 سفينة حربية لفرض الأمن في هذه المنطقة ووجود 243 رهينة بها ليس صدفة".
خلاف ألماني داخلي يعطل عملية تحرير الرهائن
على صعيد آخر، تواصل وزارة الخارجية الألمانية جهودها لإطلاق سراح طاقم سفينة الشحن الألمانية "هانزا ستافانغر" (Hansa Stavanger)، التي كانت اختطفت يوم الرابع من أبريل/نيسان الماضي على بعد 400 ميل بحري عن السواحل الصومالية. وذكرت متحدّثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أن السلطات الألمانية تعمل بشكل مكثّف بهدف التوصّل إلى حلّ لإطلاق سراح طاقم السفينة، الذين يبلغ عددهم 24 بحّارا، من ضمنهم خمسة ألمان.
وفي سياق متصّل، أوردت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن تقارير صحفية ألمانية أن الحكومة الألمانية تدرس استخدام وحدة عسكرية متخصّصة في مكافحة الإرهاب لتحرير الطاقم المحتجز. في حين أشارت مجلّة فوكس (Focus) الألمانية أن خلافا بين وزارتي الداخلية، التي تتبعها وحدة مكافحة الإرهاب، ووزارة الدفاع المختصة في التعامل مع مثل هذه الأزمات، قد حال دون تنفيذ العملية حتى الآن.
(ش.ع/د.ب.أ/رويترز/أ.ف.ب)
تحرير: سمر كرم