البحرية الإسرائيلية تعترض آخر سفن "أسطول الصمود"
٣ أكتوبر ٢٠٢٥
أعلن منظمو "أسطول الصمود العالمي" الجمعة (الثالث من أكتوبر/ تشرين الثاني 2025)، "اعتراض" آخر سفينة كانت تواصل طريقها باتجاه قطاع غزة، بعدما اعترضت إسرائيل حوالى أربعين قاربا.
وأفاد المنظمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه "تم اعتراض مارينيت، آخر سفينة متبقية من "أسطول الصمود العالمي"، في الساعة 10,29 بالتوقيت المحلي (7,29 ت غ) على مسافة حوالى 42,5 ميلا بحريا من غزة"، مضيفة أنه بالإجمال خلال اليومين الأخيرين اعترضت البحرية الإسرائيلية "بصورة غير قانونية سفننا الـ42 التي كانت كل منها تنقل مساعدات إنسانية ومتطوعين والتصميم على كسر الحصار غير المشروع المفروض على غزة".
إضراب عن الطعام
وفي خبر موازٍ،أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، التي تتولى حشد الدعم الدولي للأسطول، اليوم الجمعة، أن عددا من النشطاء دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ لحظة احتجازهم، وذلك "احتجاجا" على اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفنهم وإيقافهم. وإلى غاية اللحظة لم تعلق وزارة الخارجية الإسرائيلية على ذلك. لكن مسؤولون إسرائيليون نددوا مراراً بمهمة الأسطول ووصفوها بأنها مجرد حيلة دعائية.
وكان أسطول الصمود العالمي قد انطلق من برشلونة الشهر الماضي في تحدٍّ للحصار الإسرائيلي المفروض على غزة. وهو يحمل أدوية وأغذية لقطاع غزة ويقل نحو 500 شخص، بينهم برلمانيون ومحامون ونشطاء.
ولم يتضح حجم وكمية المساعدات التي يحملها لكن الأسطول شكّل أبرز تحرك رمزي لرفض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وحظي تقدمه عبر البحر المتوسط باهتمام دولي كبير. بينما أرسلت دول مثل تركيا وإسبانيا وإيطاليا قوارب أو طائرات مسيرة تحسبا لاحتياج رعاياها إلى المساعدة، قبل ان تنسجب الأخيرة في وقت لاحق.
في المقابل، أصدرت إسرائيل إنذارات متكررة طالبت فيها الأسطول بالتراجع. وبدأت البحرية الإسرائيلية مساء الأربعاء، باعتراض السفن بعدما حذرت الطواقم من دخول مياه تقول الدولة العبرية إنها خاضعة لسيطرتها.
تنديد باعتراض الأسطول
وفي أول ردود فعل دولية، وصفت وزارة الخارجية التركية اعتراض الأسطول "هجوما" و"عملا إرهابيا" يهدد حياة مدنيين أبرياء. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الادعاء العام، فتح تحقيق في اعتقال 24 مواطنا تركيا على متن القوارب المشاركة بتهم تشمل سلب الحرية ومصادرة مركبات نقل والإضرار بالممتلكات. أما رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، فقال إنه و"بعرقلة مهمة إنسانية، أظهرت إسرائيل ازدراء مطلقا ليس فقط لحقوق الشعب الفلسطيني بل أيضا لضمير العالم".
وفي إسبانيا، أعلن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس استدعاء القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد لمناقشة الوضع، مضيفا أن 65 إسبانيا كانوا على متن الأسطول. كما أعلن مكتب المدعي العام الإسباني أنه بصدد جمع معلومات عن عملية الاعتراض في إطار "تحقيق جارٍ" في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل الجيش الإسرائيلي في غزة.
والخميس، تظاهر آلاف الأشخاص في شوارع برشلونة، ثاني أكبر المدن الإسبانية تنديدا باعتراض أسطول الحرية. ووفقا لشرطة المدينة، شارك في التظاهرة نحو 15 ألف شخصا، توجهوا إلى ساحة "بلازا دي ليس دراسانيس" في وسط المدينة حيث لوح العديد منهم بالأعلام الفلسطينية وسط هتافات "يا غزة لست وحدك" و"قاطعوا إسرائيل" و"الحرية لفلسطين".
وشهدت مدريد مسيرة مماثلة بمشاركة نحو 10 آلاف شخص. كما نظمت احتجاجات أخرى في مدن إسبانية أخرى، بما في ذلك بلباو وإشبيلية وفالنسيا.
" 20 صحفيا دوليا على متن الأسطول"
بدورها، أصدرت الخميس منظمة مراسلون بلا حدود بيانا تنديديا لاحتجاز "أكثر من 20 صحافيا دوليا" خلال اعتراض "أسطول الصمود العالمي"، مطالبة بـ"إطلاق سراحهم فورا". وجاء في البيان على لسان مسؤول مكتب الأزمات في المنظمة مارتان رو، بأنّ "اعتقال الصحافيين ومنعهم من أداء عملهم يشكلان انتهاكا خطيرا للحق في الإعلام واستقاء المعلومات".
وبحسب المنظمة الفرنسية المدافعة عن حرية الصحافة، فمن بين عشرين صحافيا، يوجد مراسلون لوسائل إعلام إسبانية (إل باييس)، وقطرية (الجزيرة)، وإيطالية (راي)، وتركية (تي آر تي)، وفرنسية (إيميليان أورباش من صحيفة "لومانيتيه"). كما أكدت المنظمة أن "المؤسسات الإعلامية المختلفة ما زالت من دون أخبار عن صحافييها".
وأوضح بيان للنقابة الوطنية للصحافيين في صحيفة "لومانيتيه" الجمعة أن الاتصال قطع مع مراسلها إيميليان أورباش منذ "الخميس عند الساعة الثالثة فجرا"، واصفا الأمر بأنه "عرقلة غير مقبولة للحق في ممارسة مهنة الصحافة".
ترحيل النشطاء
من جهته، طالب رئيس جنوب أفريقيا سيرييل رامبوسا إسرائيل بالإفراج فورا عن مواطني بلاده الذين كانوا على متن قوارب الأسطول، ومنهم نكوسي زويليفيليل حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا.
وفي تصريح سابق، كانت سهاد بشارة المديرة القانونية لمركز عدالة، وهو منظمة معنية بحقوق الإنسان ومركز قانوني في إسرائيل، قد أفادت بأنه من المتوقع نقل النشطاء إلى سلطة الهجرة فور وصولهم إلى أسدود ومنها إلى سجن كتسيعوت (النقب) في جنوب إسرائيل قبل ترحيلهم.
وفي خبر لاحق، أعلنت الخارجية الإسرائيلية الجمعة عن ترحيل أربعة نشطاء إيطاليين جرى احتجازهم على متن أسطول الصمود العالمي، مضيفة أن الإجراءات تتواصل لاستكمال ترحيل باقي المشاركين في الأسطول.